منذ بداية التليفزيون تربعت الفوازير على عرش الشاشة الصغيرة، وظلت لسنوات طويلة تحتل المرتبة الأولى لدى المشاهدين، وكان ينتظرها الجميع، كبارا وصغارا، خلال شهر رمضان كل عام لمشاهدتها ويتسابقون لحلها، والآن رغم التطور التكنولوجى الهائل، وجدنا هذا النوع من الفن اندثر.
بداية الفوازير كانت مع «أبيض وأسود» لثلاثى أضواء المسرح «سمير غانم، جورج سيدهم، والضيف أحمد»، التى كانت تتميز ببساطة الأداء وتعتمد على كوميديا الموقف، وكانت هذه الفوازير وجبة شهية للجمهور فى الوقت الذى كان التليفزيون فيه لايزال فى بداياته، ولم تكن الدراما موجودة بهذا الكم الهائل مثل الآن، ثم بدأ التطور مع الفوازير الاستعراضية التى اشتهرت بها النجمة نيللى، ومثلت نقلة فى عالم الإخراج والاستعراض، وفى الثمانينيات قام الفنان سمير غانم ببطولة فوازير «سمورة وفطوطة» التى تعد من أشهر الفوازير المصرية، وتلتها فوازير شيريهان الاستعراضية، ولاقت هذه الفوازير نجاحا كبيرا واستمرت لسنوات طويلة ومازالت عالقة فى أذهاننا حتى الآن، ثم توقفت الفوازير بشكل مفاجئ، وظهرت محاولات بعد ذلك من بعض فنانى الجيل الحالى، إلا أنها لم تلق نجاحا ولم تستطع أن تجذب المشاهدين فتوقفت بعدها، ومن ثم اختفت الفوازير من على الشاشة الصغيرة.
السؤال هنا: هل اختفاء الفوازير بسبب ظروف إنتاجية أم لعدم وجود مواهب تضاهى أيام زمان؟
ربما يكون السبب لعدم وجود سيناريو جيد، أو لأسباب إنتاجية، أو لعدم إقبال النجوم على أدائها، أو بسبب الوجبة الدرامية الدسمة التى لم تترك مساحة للبرامج الأخرى فى رمضان وخاصة الفوازير، إلا أنه، من وجهة نظرى، أن السبب الحقيقى يعود لغياب المواهب على كل المستويات، سواء المؤلفون أو الإخراج أو الممثلون، خصوصا فيما يتعلق بهذه النوعية من الاستعراضات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة