الزمان: عصرنا الحديث الذى يموج بالمتغيرات العلمية التى تتطور بسرعة كبيرة، وهذا يتبعه أيضا تغيير فى السلوكيات والأفكار، ثم العادات والتقاليد، وعلى سبيل المثال وكتشبيه بسيط للغاية لتحية الصباح التى بدأت قديما: صباح الخير ثم صباح الخيرات، وتطورت حديثا بفعل عوامل التقدم والتعرية السريعة والاختصار إلى «باح الخير»، لتصل لمرحلة «خير» ومثلها تحية «سلام» يكملها ويفهمها المستمع حسبما يتمنى «السلام لكم» أو «السلام عليكم» فقط.
المكان: الأديرة المصرية التى نشأت فى أعماق الصحراء بعيدة كل البعد عن المدن وعن المدنية بصفة عامة، وهذا أدى بالتبعية إلى التفرغ الكامل للعبادة ثم «التوحد»، ويقابلها فى الإسلام «التصوف»، وبصورة مصغرة للغاية الاعتكاف، وحدث التطور والمتغيرات التى ذكرناها فى البداية، فتغيرت أماكن وجود الأديرة نتيجة لزحف المدنية تدريجيا نحوها فشاهدنا تمهيد الطرق وإنارتها، مما شجع الكثيرين للتردد عليها، ثم اقتحمت التكنولوجيا عمق الأديرة، فعرفت الأجهزة الكهربائية الطريق إليها، ثم وسائل الاتصال المختلفة نهاية بالإنترنت، ومثلها كأى مخترعات حديثة فى العالم لها جوانب سلبية يتجنبها الكثيرون وأخرى إيجابية ساعدت فى تحسين سبل المعيشة داخل الدير وتنمية الصناعات الصغيرة مثل الألبان واللحوم والزراعة، وإجادة اللغات الأجنبية وطباعة الكتب الكنسية والدينية، وكل هذا لم يكن بإرادة الرهبان، بل فرضه الأمر الواقع والظروف الاقتصادية الصعبة وموجات الغلاء المتلاحقة والتى قابلها تدهور وقلة الواردات المالية من الأوقاف القبطية التى اضمحلت بعد أن كانت مزدهرة فى الماضى بتعاطف أهل الخير والأثرياء ممن تبرعوا بأوقاف عينية من أراض زراعية وعمارات سكنية كانت تدر دخلا لا بأس به لهذه الأديرة، وبالتالى وجب اهتمام الأديرة بالمشروعات الصغيرة «تربية مواشى، ملابس كنسية، هدايا، وأحيانا أثاث خشبى أو معدنى..».
وأدى هذا بالتالى لمتغيرات فى فكر الرهبنة بعد أن أصبح لزاما على الرهبان التعامل مع الكثيرين وإجادة التعاملات التجارية ودروبها الاقتصادية والفكرية والتنموية، خاصة بعد قرار منع زيارة القدس فأصبحت الأديرة هى البديل لنوال البركات، ولزم الأمر إعداد أماكن لمبيت الرحلات بالأديرة فاستحدثت مهام جديدة لعمل الرهبان الذى أصبح مقيدا بهذه الرحلات قبل وبعد وأثناء وجودها بالأديرة، أما الطامة الكبرى فتمثلت فى الاستعانة بعشرات العمال من الأرياف والقرى للمساعدة فى إدارة هذه المشروعات خاصة الزراعية، ومع تزايد أعدادهم قلت فرص الإهتمام بهم أو العمل الفردى لتنمية روحياتهم، وكل هذا يؤدى بنا للبحث عن الجانب المهم الذى لم يتم تطويره وهو:
الحارس: هو الرب لكن منذ نشأت الأديرة القديمة كان بها ما يسمى «الحصن» وهو مشيد بالحجارة الضخمة والأبواب الحديدية تجنبا لحدوث هجوم بربرى من اللصوص على الدير فيسرع الرهبان بالاختباء داخله أياما طويلة مستمرين فى صلواتهم وعبادتهم.
والحل: هو الاهتمام بالحراسة البشرية والإلكترونية بالأديرة، وهذا ما فعله التلاميذ عقب صلب السيد المسيح، فاختبأوا داخل العلية «المغلقة» من الداخل والخارج ولم يوجه لهم اللوم.
والمطلوب أطقم أمنية خدمية متخصصة ومدربة على هذه الحراسات وهذا يجنبنا العديد من الحوادث و.. و.!!.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة