أعادت 5 مليون زريعة جمبرى الأمل فى الحياة لبحيرة قارون بمحافظة الفيوم بعد مطالبات عديدة من الفريق البحثى المسؤل عن تطوير البحيرة والتى تعانى منذ سنوات بسبب ظهور طفيل مدمر للثروة السمكية يسمى طفيل الأيزبودا يعيش على خياشيم الأسماك ويسبب نفوقها وتسبب فى عزوف الصيادين عن البحيرة واضطرارهم للسفر إلى بحيرة ناصر.
تقول الدكتورة نسرين عز الدين مسؤلة الفريق البحثى المسؤل عن تطوير بحيرة قارون الذى تسلم الزريعة أنها وجهت استغاثة لوزير الزراعة الحالى لطلب 10 ملايين زريعة جمبرى للإلتزام بخطة تطوير البحيرة التى وضعها الفريق منذ سنتين وبها استراتيجية تضمن عدم إنزال زريعة أسماك من أى نوع ماعدا الجمبرى حيث إن الطفيل لا يتغذى عليه، بالإضافة إلى أن الجمبرى يتغذى على يرقات الطفيل المدمر فيساهم فى القضاء عليه.
ولفتت فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إلى أن الوزير استجاب وقامت هى والفريق البحثى باستلام الزريعة فى منتصف أغسطس وإنزالها البحيرة على دفعتين تحت إشرافها وتم وضعها على قوارب والدخول بها إلى أعماق البحيرة وإنزالها فى الثانية صباحا ولفتت إلى أن الجمبرى الذى تم اختياره نوع جمبرى يتحمل ملوحة عالية ويتحمل الأمراض.
وأشارت نسرين عز الدين، إلى أنها وضعت 700 زريعة من الجمبرى فى أحواض بمعمل وتضع لها مياه من بحيرة قارون لتتابع زيادة حجم الجمبرى خطوة بخطوة حتى وصوله للحجم التسويقى.
وعن الصيد بالبحيرة وتأثيره على الزريعة لفتت عز الدين إلى أنها أجرت عدة اتصالات بمجموعة من الصيادين بقارون وأبلغوها بأن الصيد والنزول بمراكب للجر بالغزل الضيق من البحيرة لم يتوقف منذ إنزال الزريعة وذلك بعدة مناطق وعلى رأسها منطقة شكشوك والتى ألقى فيها عدد كبير جدا من الزريعة على مرحلتين، وأكدت أنه على الرغم من أن زريعة الجمبرى بحجمها الحالى لن تصاد بالشباك الضيقة إلا أن الغزل الضيق كفيل بتدمير هذه اليرقات تماما.
وأشارت نسرين عز الدين، إلى أنها تواصلت مع الدكتور أيمن عمار رئيس هيئة تنمية الثروة السمكية وشرحت له الوضع وأن الزريعة تهدر بسبب مخالفات الصيادين غير المسئولين وطالبته بقرار فورى بغلق البحيرة حتى بداية يناير 2019 حتى يمكن إنقاذ ما تبقى من الزريعة بالبحيرة قبل فوات الأوان وإلا لن نجد شيئا يمكن حصاده بعد شهور وتهدر الأموال وتضيع كل الجهود المبذولة لتنمية وإعادة إحياء قارون وتفهم رئيس الهيئة الوضع وطالبتها بتقديم طلب موقع من جمعية الصيادين والفريق البحثى لتفعيل القرار.
وعن وضع طفيل الأيزبودا المميت بالبحيرة أكدت الدكتورة نسرين عز الدين أن المشكلة هى أن البحيرة مساحتها 55 ألف فدان وهو ما يؤكد صعوبة وضع دواء يقضى على الطفل ولكن الحل للطفيل عدم إلقاء أسماك يتغذى عليها وهناك كائنات حية بالبحيرة تتغذى عليه وإلقاء الجمبرى لأنه يتغذى على يرقات الطفيل والقصة تحتاج لوقت وإلتزام بالخطة وحاليا نسبة إصابة الأسماك بالطفيل إنخفضت كثيرا.
ومن جانبه قال شريف الزيات نقيب الصيادين بمحافظة الفيوم، إن الصيادين رغم شكرهم للدكتورة نسرين عز الدين والفريق البحثى واللواء أشرف عزيز عضو مجلس النواب لمجهوداتهم فى تطوير البحيرة واهتمامهم بالثروة السمكية إلا أنهم لهم عتاب لأنهم ليسوا شريكا أساسيا فى هذه التنمية ولديهم العديد من الملحوظات بما فيها أنه كنقيب للصيادين لم يعرف ما حدث من إلقاء زريعة ببحيرة قارون إلا من خلال "الفيس بوك" وكان يريد أن يكون مشاركا، بالإضافة إلى أنه عندما تكون الزريعة التى تلقى فى البحيرة سنويا 27 ألف طن وتتوقف لوجود طفيل الأيزبودا فلابد أن يلقى أيضا ما يعوض حجم هذه الزريعة من الجمبرى والأنواع التى تساهم فى القضاء على الطفيل.
ولفت نقيب الصيادين إلى أن 5 ملايين زريعة من الجمبرى تعنى أنه فى حال وصول الزريعة للحجم التسويقى وعدم نفوق شيء منها ستصل إلى 3 أطنان من الجمبرى موزعة على 650 مركب وهو ما يعنى أن كل مركب يكون نصيبه 5 كيلو فى السنة من الأسماك من بحيرة مساحتها 55 ألف فدان.
وطالب الزيات بزيادة كميات الزريعة التى تلقى فى البحيرة وقال "لا أحد من الصيادين يستطيع أن ينكر فضل ومجهودات الفريق البحثى بقيادة الدكتورة نسرين عز الدين ولكن لابد لوزارة الزراعة وهيئة الثروة السمكية من تعويض البحيرة بالكميات المناسبة من الزريعة".
ومن جانبه قال الدكتور جمال سامى محافظ الفيوم، هناك بوادر تحسن فى بحيرة قارون من الجانبين أولا تم توقيع بحضور وزير الإسكان ومحافظ الفيوم ووزيرة التعاون الدولى على المرحلة الأولى من قرض بنك الإعمار الأوروبى بقيمة 186 مليون يويرو تقترب من 2 مليار جنيه مصرى لحل مشكلة 84 قرية تصرف مباشرة على البحيرة ويتلوها مرحلتين من القرض ليصل إجمالى التمويل إلى 458 مليون يورو أى أكثر من 10 مليارات جنيه وهو ما سيحل مشكلة تلوث البحيرة على مدار 6 سنوات ويتم حاليا إلقاء زريعة جمبرى فى البحيرة لأن طفيل الأيزبودا الموجود بالبحيرة لا يهاجم الجمبرى وتم إلقاء 3 دفعات وبجانب ذلك يتم تزويد الزريعة بوادى الريان.
وكان التقى الدكتور جمال سامى، محافظ الفيوم، وفدا من بنك الاستثمار الأوروبى وبنك الإعمار والتنمية الأوروبى، بحضور اللواء هشام درة رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالفيوم، وممثل عن المكتب الاستشارى لمشروع تغطية شبكة الصرف الصحى بالمحافظة وتم خلال اللقاء بحث سبل التعاون بين المحافظة والبنكين الأوروبيين لحل مشاكل الصرف الصحى التى تعانى منها العديد من قرى المحافظة.
وكان مجموعة من الباحثين بكلية الطب البيطرى بجامعة القاهرة كشفوا عن وجود حشرة مدمرة ببحيرة قارون تدمر الثروة السمكية بالبحيرة وتم بالتنسيق مع محافظ الفيوم عقد عدة لقاءات بحضور مسؤلى البيئة وشرطة المسطحات وهيئة الثروة السمكية وشركة المياه والصرف الصحى وتم الاتفاق على معاينة الحضانات المتواجدة حول البحيرة ومعرفة احتياجاتها من الصيانة والأدوات لتنفيذها على وجه السرعة.
وتبين أن هذه الحشرة قضت على الثروة السمكية بالبحيرة ولكن النتائج المبشرة أنه تبين أن الحشرة الموجودة بالبحيرة انتقلت إليها عن طريقة زريعة من الأسماك تم إلقائها فى البحيرة وهى متواجدة بها هذه الحشرة، وأن هذه الحشرة ليست ناتجة عن التلوث بالبحيرة.
وتبين أنها تتعايش فى خياشيم الأسماك مما يؤكد أنها تتعايش مع السمك البلطى وتقضى عليه أما اذا تم وضع زرعة من أسماك الجمبرى والكابرويا فلم تستطيع هذه الحشرة إضراره.
كما وجهت اللجنة المسؤلة عن تطوير بحيرتى قارون والريان بمحافظة الفيوم اتهامات لهيئة الثروة السمكية بالاستهانة بقضية تطوير البحيرة والعمل على زيادة الثروة السمكية بها بعد وصول عدد قليل جدا من زريعة سمك الموسى إلى البحيرة ونفوق ما يزيد عن نصفه .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة