انتهى موسم الحج بنجاح، بعد أن من الله على ضيوف الرحمن بأداء فريضة الإسلام، وحزموا أمتعتهم استعداداً للعودة لبلادهم، على أمل أن يكون الله قد غفر لهم ذنوبهم، ليعودوا كيوم ولدتهم أمهاتهم.
الموسم لم يخلو من المشاهد اللافتة للانتباه، حيث خطف البعض المشهد، وسط زحام الحجاج والملايين الذين أتوا من كل فج عميق يرجون رحمة ربهم.
البراءة تتطوف حول البيت العتيق
"لبيك اللهم لبيك..لبيك لا شريك لك لبيك".. هكذا نطقها الأطفال الصغار خلف ذويهم بصوت طفولى، مرتديين ملابس الإحرام.
أطفال صغار، لم يتوقف عن التلبية، بعدما حملهم ذويهم مرتديين ملابس الإحرام البيضاء، مثل قلبوبهم البيضاء النقية، فهم لم يقترفوا سيئة واحدة فى حياتهم، وبصوت طفولى ملائكى نوى الأطفال الحج قبل بلوغهم سن التكليف فهو الوعد والبشارة من الله أن يكتب لهم أداء فريضة الحج فى هذه السن، وقف الأطفال مندهشين من كل تلك التجمعات الرهيبة من البشر يرتدون زيا واحدا أبيض، يقفون فى مكان واحد "جبل عرفات"، ويدعون ربا واحد فهو الله الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.. فسنهم الصغير لا يدرك عظمة وقوة المشهد .
طفل حاج
هنيئاً لهؤلاء الأطفال وأمثالهم من أطفال المسلمين الصغار أن تبدأ حياتهم بحج بيت الله الحرام.
أسر الشهداء يتصدرون المشهد:
بملابس سوداء فضلت أمهات بعض الشهداء التواجد بها في الأراضي المقدسة، حضرت أمهات الشهداء الأبرار للأراضي المقدسة، ودموعهم حاضرة، لا تتوقف عن البكاء، يدعون لذويهم بالرحمة والغفران، وأن يقتص المولى عز وجل ممن اغتالوا أبناءهم، دعوا لمصر أن يحفظها الله من كل سوء، شعروا بأن أرواح ذويهم ترفرف على المكان.
أسرة الشهيد إسلام مشهور
أسر الشهداء
ما تفرقه الحروب تجمعه الكعبة:
شاب في الثلاثين من العمر، خرج منذ سنوات من حجيم الحرب في اليمن، وعاش خارج بلاده، على أمل أن يرى والدته ولو بضع دقائق، ليتحقق ذلك في الأراضي المقدسة، بعدما نما لعلمه بأن والدته تجح هذا العام، وهو أيضاً متواجد في الأراضي المقدسة، ليلتقي الاثنان بعدما ظن كل الظن ألا تلاقيا.
الرصاصة لا تزال في صدري..طوفة برصاصة اسرائيلية
قبل 29 سنة من الآن، هاجمت قوات الاحتلال الإسرائيلى، منزل أسرة فلسطينية، اغتالوا شبابها وأطلقوا رصاصة سكنت صدر إحدى الفتيات، فشل الأطباء في استخراجها، وبقيت للآن في جسدها، حتى حضرت للحج تطوف حول البيت العتيق ورصاصة الغدر في صدرها.
رجال الأمن السعودى.. ابتسامة دائمة وخدمة لضيوف الرحمن
شرف الزمان وشرف المكان وعظم المسئولية الملقاة على رجال الأمن المشاركين فى تنظيم الحج، جعلتهم يخدمون ضيوف الرحمن بكل جد وإخلاص وإتفان أداء للواجب وابتغاء للأجر والمثوبة.
رجال الأمن السعودي
وعندما نتحدث عن جهود رجال الأمن السعودى فى تنظيم الحشود الكبيرة فى موسم الحج لا ننسى أبداً دورهم الإنسانى النابع من الأخلاق الإسلامية والحُب والإنسانية، فهى كثيرة ومتنوعة، يرجون من ورائها الأجر والثواب من عند الله تعالى.
وسطّر رجال الأمن السعودى خلال خدمتهم للحجاج هذا العام أروع الأمثلة وأسمى الأفعال خلال تأديتهم أعمالهم، والذى ظهر جلياً فى الكثير من المواقف والمشاهد على امتداد رحلة الحج، بدءًا من دخول ضيوف الرحمن مكة المكرمة، ثم الحرم المكى الشريف، وصولًا إلى المشاعر المقدسة "منى - عرفات - مزدلفة".
ولم يقتصر دور رجال الأمن على الحفاظ على الأمن، وتيسير حركة المرور فقط، بل ظهر جلياً فى تسابقهم على مساعدة الكبير، والعناية بصغار السن، ومد اليد للمحتاجين، وإرشاد التائهين، وسقاية ضيوف الرحمن بالماء والعصائر، ورش رذاذ المياه الباردة فوق رؤوس ضيوف الرحمن عند اشتداد حرارة الشمس للتخفيف من وطأتها ، والتخفيف عنهم قدر المستطاع.
وقدم رجال الأمن فى مختلف القطاعات العسكرية وعلى مختلف تخصصاتهم صوراً إنسانية رائعة تمثل رجل الأمن السعودى بإخلاصه فى العمل لله سبحانه وتعالى وتأدية لواجبه الإسلامى والإنسانى، والعمل على خدمة ضيوف الرحمن فى بلد حباها الله بالحرمين الشريفين وشّرفها بخدمتهم، أتو ملبين لرب العالمين، طالبين الرحمة والمغفرة، يأملون من الله عز وجل، حجاً مبروراً، وسعياً مشكوراً.
وفى مشاهد إنسانية نرى رجل أمن يمسك بيد حاج كبير فى السن ويساعده على أداء نسكه، وآخر يُرشد تائهًا، وذاك يحمل طفلاً أعياه التعب، أو يسقى حاجاً ليخفف عنه حرارة الجو.
ونشاهد رجل أمن يرش الماء على الحجاج، وحجاج يظهرون سعادة بالغة بسبب المعاملة المميزة من رجل الأمن السعودى، وهناك رجل أمن آخر يساعد مسناً فى الوصول إلى الحجر الأسود، وآخر يدفع عربة مسن أو يساعد صغيرًا.
يد حانية ونفوس مهجة لرجل أمن ينزع حذاءه ويقدمه لحاج مسن حتى يستطيع إكمال مسيرته فى المشاعر، وآخر تحمّل حرارة الشمس المرتفعة ليوفر الظل لحاجٍ آخر.
كما يقوم رجل أمن فى ناحية من نواحى جسر الجمرات يمسك حاجاً مسناً ويوصله إلى حائط الجمرات حتى يتم رمى الحصوات ويحميه من السقوط أو التعثر، ورجل أمن يحمل المتعلقات الشخصية لحاج أو حاجة من كبار السن، بالإضافة إلى رجل أمن يضرب لنا مثلاً رائعاً فى التعامل مع الأطفال المصاحبين لذويهم من الحجاج فيوزع عليهم الابتسامة والتعامل المتسم بالحنان، ويقدم لهم الماء والأكل ويحملهم فى بعض المواقع إذا نال منهم التعب والمشقة، وغيرها الكثير من العناوين والصور الرائعة لرجال الأمن التى يصعب وصفها والإحاطة بها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة