منذ قمته التاريخية مع رئيس كوريا الشمالية كيم جونج أون فى يونيو الماضى، عبر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مرارا عن إعجابه بنتائج دبلوماسيته إزاء بيونج يانج وأصر على أنها لم تعد تمثل تهديدا نوويا، وأشار، كما تقول صحيفة "نيويورك تايمز"، إلى أن اختباراتها الصاروخية قد توقفت.
لكن تبين أن الحقيقة أكثر تعقيدا، مثلما هو الحال بالنسبة لتأكيدات السياسة الخارجية الأخرى الصادرة عن البيت الأبيض. فقد قال مسئولون أمريكيون إن كوريا الشمالية واصلت عملها على برامج أسلحة وصواريخ منذ لقاء ترامب وكيم، بما فى ذلك تصنيع صواريخ باليستية جديدة عابرة للقارات فى منشأة قرب بيونج يانج، بحسب ما قال أحد مسئولى وزارة الدفاع الأمريكية.
وواصلت كوريا الشمالية إنتاج الوقود النووى، كما أخبر وزير الدفاع مايك بومبيو الأسبوع الماضى. وتقول "نيويورك تايمز" إن الخبراء الذين عكفوا على دراسة حكومة كوريا الشمالية وبرامجها الصاروخية يعتقدون أن كيم ليس مهتما بشكل كبير بالتخلى عن الترسانة النووية لكوريا الشمالية أو التراجع عن التقدم الذى أحرزه فى مجال الصواريخ الباليستية. فقد استمر عمل أسلحة كوريا الشمالية، حتى فى المنشاة التى تصنع الصواريخ العابرة للقارات فى الأسابيع التى تلت اجتماع القمة بين ترامب وكيم، كما يقول جيفرى لويس، الخبير فى الحد من الأسلحة فى معهد ميدلبورى للدراسات الدولية فى كاليفورنيا.
ويقول المسئولون الأمريكيون إنهم لم يروا زيادة فى العمل فى الأسابيع الأخيرة، لكن شاهدوا برامج الأسلحة تسير بنفس الوتيرة التى كانت عليها فى الأشهر السابقة. وعلى وجه الخصوص، العمل على واحد أو اثنين من الصواريخ الباليستة العابرة للقارات فى منشأة التصنيع فى سانومدونج على مشارف بيونج يانج، والذى يتسق مع نشاط المنشأة قبل قمة سنغافورة، وفقا لمسئولى وزارة الدفاع الأمريكية.
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد نقلت عن مسئولين مطلعين على الشئون الاستخباراتية قولهم إن وكالات المخابرات الأمريكية ترى علامات على الإنشاء فى منشأة أبحاث كبيرة فى سانومدونج على أطراف بيونج يانج.
ويشعر بعض مسئولى الإدارة الأمريكية بإحباط من استمرار عمل كوريا الشمالية على الأسلحة، ويرون أن ذلك يمثل انتهاكا لروح الاتفاق بين ترامب وكيم. لكن مسئولين أخرين وخبراء يقولون إنه كان ينبغى أن يكون هناك توقعات بأن كوريا ستواصل العمل فى منشآتها الصاروخية لأن كيم لم يقدم أى اتفاق صريح على وقف تصنيع الأنظمة الصاروخية والوقود النووى.
ويقول لويس إن الكوريين يوسعون كل شىء. وأضاف:"للإنصاف، فإنهم لم يقولوا أبدا أنهم وافقوا على التخلى عن الأسلحة النووية. فقد قال الكوريون الجنوبيون إن الشمال وافقوا على التخلى عن أسلحتهم النووية، وكذلك فعل ترامب، إلا أنهم لم يقولوا هذا أبدا".
وييشير لويس إلى أن استثمارات بيونج يانج الكبرى فى برنامجها النووى فى السنوات الأخيرة جعلت من المستبعد أن تقوم أى تغييرات مفاجئة. فمنذ وصول كيم إلى السلطة، كان هناك زيادة ثابتة فى استثمار كوريا الشمالية فى تكنولوجيا الصواريخ والأسلحة النووية.
وكان ترامب قد تفاخر بنتائج لقائه مع كيم وقال على ترامب بعدها: "لم يعد هناك تهديدا نوويا من كوريا الشمالية"، وقال بعدها إن بيونج يانج تحرز تقدما فى تنفيذ وعود كيم له. لكن الدبلوماسية توقفت بين البلدين، وبعد أسابيع من القمة اتهمت كوريا الشمالية الولايات المتحدة بمطالب أشبه بالخاصة برجال العصابات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة