تحالف مشبوه امتدت جذوره لسنوات، وعلاقات ازدادت عمقا فى ظل مصالح شيطانية جمعت البلدين، قطر وإيران، لم تهدأ مصالحهما بعد المقاطعة العربية للدوحة على خلفية دعمها للإرهاب، منذ يونيو 2017، تلك الأزمة السياسية التى حاولت طهران أن توظفها للاستفادة منها بشتى الطرق، وبدء من مساندة عرش تميم بن حمد بعناصر الحرس الثورى إلى تفعيل السلاح الاقتصادى، تسعى طهران لاختراق هذا البلد، وفى أحدث محاولاتها تبذل الأخيرة أقصى جهودها للحصول على نصيب من مشاريع المونديال 2022 فى قطر.
وكشفت تقارير صحفية أمريكية عن أن إيران بدأت فعليا فى استغلال تأثيرات المقاطعة التى تعانى منها قطر، من أجل الحصول على نصيب، فيما وصفته التقارير بـ"تورتة قطر الثمينة". وبدروها ونشرت مجلة "فوربس" الأمريكية تقرير حول أن إيران تسعى حاليا لتعزيز علاقاتها مع قطر، من أجل الفوز بنصيب من "تورتة" استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، والتى وصفتها المجلة بأنها ستكون ضربة موجهة إلى دول المقاطعة.
تحذيرات في الكونغرس الأميركي من أنشطة قطر وإيران الداعمة للإرهاب #شاهد_سكاي pic.twitter.com/DPUtRs1wgl
— سكاي نيوز عربية (@skynewsarabia) August 26, 2018
وأوضحت المجلة أن إيران عرضت فعليا على قطر المساعدة فى تنظيم البطولة، سواء فيما يتعلق بالأمور اللوجيستية أو البنى التحتية للمونديال، وقالت "فوربس" إن الرئيس الإيرانى، حسن روحانى، تحت ضغط العقوبات الأمريكية، بدأ يدفع بصورة قوية علاقاته مع قطر، بعد اتصال هاتفى مع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثان، واقترح بصورة واضحة أن يضع البلدان خطا ملاحيا مشتركا لتعزيز التجارة الثنائية.
وكشفت المجلة الأمريكية أن الشركات الإيرانية عرضت بصورة سرية، المساعدة فى الاستعدادات للبطولة، وأشارت إلى أن الشركات على استعداد تام لتصدير خدماتها الفنية والهندسية إلى قطر، لتنفيذ أى مشاريع تتعلق بكأس العالم 2022. وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن قبول الدوحة بهذا العرض، سيجعلها مثار انتقادات واسعة، خاصة أن معظم الشركات والإنشاءات الهندسية الإيرانية يلعب فيها الحرس الثورى الإيرانى دورا بارزا، بسيطرته على قطاعات اقتصادية واسعة داخل إيران.
وقد تمتد تلك المساعدة ليس فقط فيما يتعلق بالمساعدة فى البنى التحتية، بل عرضت إيران أيضا استضافة جماهير المونديال، خاصة وأن قطر حتى الآن لا تمتلك الغرف الفندقية الكافية لاستضافة كافة مشجعى كأس العالم. وبحسب فوربس إن مقترحا سريا تم تقديمه إلى الدوحة، بأن يتم توفير غرف فندقية لمشجعى المونديال فى جزر كيش وقشم الإيرانية لاستيعاب مشجعى كأس العالم.
وتابعت "لكن يصر المسئولون القطريون أن كل شىء يسير على الطريق الصحيح لـ مونديال قطر 2022، رغم بطء تنفيذ البنى التحتية من الملاعب، حيث كان من المفترض أن يتم حاليا إنشاء 12 ملعبا ولم ينشئ حتى الآن إلا 8 فقط".
التعاون الإيرانى القطرى امتد السنوات الأخيرة إلى أبعد من ذلك فقد طلبت قطر رسميا من إيران تنشيط خطوط الملاحة البحرية، وأعلن هادى حق شناس مساعد رئيس مؤسسة الموانئ والملاحة البحرية الإيرانية أن قطر طلبت تنشيط خطوط الملاحة البحرية بين ميناءى بوشهر جنوب إيران وميناء حمد القطرى، وأرجع مراقبون الطلب القطرى للعزلة العربية المتزايدة، جراء تعنت آل ثانى قبول حزمة المطالب العربية والتى فى مقدمتها إيقاف دعم الإرهاب.
وبالتوازى تواصل إيران استغلالها للمقاطعة العربية وعلى مدار العام الماضى وعبر طرق مختلفة حاولت طهران استغلال العزلة التى تعيشها الدوحة والتغلغل فى مفاصل النظام، من خلال تفعيل أدواتها، فى مقدمتها الاقتصاد، حيث تستهدف وصول صادراتها إلى الدوحة إلى 900 مليون دولار بعد أن كان لا يتخطى الـ 70 مليونا قبل الأزمة مع قطر فى يونيو 2017.