شارك فى الندوة: إيمان حنا – محمود محيي – إسراء أحمد فؤاد – أحمد جمعة – هاشم الفخرانى
بعد الإنجاز العالمى الذى حققه المنتخب الكرواتى فى مونديال روسيا 2018 لكرة القدم مؤخرا ووصوله للمباراة النهائية وحصوله على المركز الثانى، سرد السفير الكرواتى لدى مصر توميسلاف بوشيجناك، فى ندوة بـ"اليوم السابع"، أسرار نجاح منتخب بلاده فى الحدث الرياضى الأشهر والأهم على مستوى العالم وكيف حقق هذا الإنجاز.
كما تناول اللقاء بين محررى قسم الشئون الدولية بـ"اليوم السابع" مع السفير بوشيجناك، العديد من القضايا والملفات على رأسها العلاقات السياسية والتجارية بين مصر وكرواتيا ومشكلة المهاجرين والأزمتين السورية واليمنية، كما طرح رؤيته حول حل بعض الأزمات فى الشرق الأوسط..وإلى نص الحوار:
هل يمكننا أن نتحدث عن كأس العالم ونعرف كيف أن فريق كرة القدم الكرواتي حقق نتائج مذهلة في البطولة؟
الرياضة في كرواتيا هي حياة للناس ليست مجرد لعبة، وكرة القدم بالتحديد، ولدينا محترفون عديدون في أكبر الفرق في العالم مثل برشلونة وغيرها وهي مصدر للدخل المادي إلى جانب أن بلادنا أصبحت واحدة من القوى العظمى في كرة القدم مثل إنجلترا وغيرها من دول القارة الأوروبية، وذات يوم كان أفضل لقاء هو الذي دار بين كرواتيا وهولندا، وأحيانا يكون من الصعب تحديد هدف معين والتركيز على الإنجاز بسبب أن الذاكرة البشرية أحيانا ما تنسى الإنجازات السابقة، لذلك فإن فريقنا حقق إنجازات سابقة كثيرة، ونحن لدينا نتائج كبيرة في الماضي، لكننا نفتقد لتخيل المستقبل، كما أننا نعتقد أن دعم الفريق الوطني واجب وطني، هذا هو الأمر بسهولة، ذلك أن التاريخ يشير إلى أن كرواتيا دولة كبيرة في عدد من الرياضات، ومنها كرة الماء وغيرها من الألعاب مثل التنس وحصل أبطالنا على عديد من بطولات ويمبلدون، وفي الألعاب الأوليمبية حصلنا كذلك على عدد من الألقاب العالمية.
وأعتقد أن الأمر لن يتوقف عند هذا الحد، ولن ينتهي فسوف نذهب بعيدا في كل منافسة حول العالم نخوضها، وهذا ما يعكس روح التحدي وأننا لدينا روح المقاتلين في الملاعب ونسعى للتطور في كل الرياضات، هذا كل ما في الأمر، وهو أن الموضوع الأكثر أهمية يتلخص في قدرتنا على تحدي الصعاب داخل الملعب وخارجه، ولدينا رئيسة جذابة للغاية وهي تدعم فريق كرة القدم على عكس الرؤساء الآخرين الذين يرتدون ملابس داكنة وبدلات ويتحرجون من دعم فرقهم.
هل يمكنك أن تحدثنا عن شخصية رئيسة البلاد؟
بالتأكيد، فالرئيسة لديها ولدان وهي حاصلة على الماجستير، وشغلت منصب الأمين العام المساعد لشؤون الدبلوماسية العامة في حلف شمال الأطلسي منذ عام 2011 وحتى العام الماضي، وكانت أول امرأة تشغل هذا المنصب، وكانت وزيرة الخارجية الكرواتية منذ عام 2005 حتى عام 2008 وشغلت منصب سفير بلادها إلى واشنطن من عام 2008 إلى عام 2011، وبعدها شغلت منصب الأمين العام المساعد لشؤون الدبلوماسية العامة في حلف شمال الأطلسي منذ عام 2011 حتى عام 2014 وهي أول امرأة يتم تعيينها في منصب الأمين العام المساعد في منظمة حلف شمال الأطلسي وهي سيدة رائعة لديها شخصية نادرة.
كما أن رئيسة كرواتيا عملت قبل توليها الرئاسة مساعد الأمين العام للناتو، وقبل ذلك دبلوماسية لكرواتيا فى واشنطن وأوتاوا ووزيرة للتكامل الأوروبى، هى شخصية مؤثرة.
ما هى مكاسب بلدكم من النجاح الذى أحرزه فريقكم الوطنى فى كأس العالم ؟
بشكل عام تأثير أحداث الحياة قصيرة وحدثت نشوة لبعض الأيام ثم اختفت، لكن التأثير على المدى الطويل، نحن دولة صغيرة، لكن استقبلنا 18.5 مليون زائر العام الماضى وخلال العام الجارى هناك من ممدوا فترة أجازاتهم فى كرواتيا، وكان السياح الأنجليز هم الأبرز، على المدى الطويل الذاكرة ستظل الناس، لن تقرر فجأة زيارة كرواتيا لأنها وصلت إلى نهائى كأس العالم وحصلت على المركز الثانى، نعم سيكون هناك تصور على المدى الطويل يتعلق بالفوز بالرئيسة التى كانت مؤثرة ومحل إعجاب للاعبين وغيرهم، لكن لتحويل ذلك إلى منافع حقيقة وأحداث وغيره فإن الأمر سوف يتخذ طريقا طويلا.
لكن بشكل عام كأس العالم هو عنصر دعاية كبير ولفت أنظار العالم لكرواتيا، عندما خدمت فى الخليج، كنت أقول أننى سفير كرواتيا لأجد البعض يقول "نعم روسيا" وآخرون يقولون أوكرانيا، لكن بعد كأس العالم لم يعد عليا تصحيح هذا، لذا فإحدى المنافع الحالية هى تعريف العالم بكرواتيا.
هل لديكم بالفعل خطط لاستغلال ذلك؟
من الصعب إعداد خطة طارئة حالا، لم نتوقع الوصول إلى النهائى، فكانت أقصى توقعاتنا هى الوصول نصف النهائى، لكن فريقنا قام بعمل جيد للغاية، أعتقد ان أولئك الذين يصعنون المال من وراء كرة القدم لم يكونوا سعداء برؤية كرواتيا فى النهائى، لأنهم يصنعون ذلك من حقوق البث، وبالنسبة لبلد شعبها قليل فهذا لن يحقق لهم الكثير، لكن كان هناك سوء حسابات لأن كرواتيا حظيت على الدعم من قبل الكثير من الشعوب مثل مصر والبرازيل والأرجنتين وغيرهم.
_
هل لديكم أى خطط للاستثمار فى الرياضة؟
كل شيء تقوده البلديان والحكومة، ومؤخرا استثمارنا الكثير من الأموال فى الرياضة، وأود أن ألفت إلى أن 43 اتحاد كرة قدم حول العالم من أصل 209 يستخدمون نظام كرواتى فى الإدارة يسمى comek system بما فى ذلك الأرجنتين والبرازيل، وهذا النظام طورته شركة كرواتية خاصة قامت بتطوير نظام إدارة يجعل كل شيء فعال وشفاف ويسهل الأعمال.
هل تعتقد أن كرة القدم يمكن أن تكون جسر لرأب الخلافات السياسية؟
هى تعمل ذلك بالفعل وتغلق الكثير من الفجوات وهناك الكثير من الأفاق، هذا تحققه الرياضات الأخرى، لكن ليس بنفس تأثير كرة القدم، وأعتقد أن الإعلام يجب أن يستغل هذا.
كثير من اللاعبين فى نهائى كأس العالم جاءوا من خلفيات مهاجرة وكلاجئين مما يعنى أنهم يفيدون دولهم الجديدة.. كيف تفسر السياسة الأوروبية الصارمة تجاه اللاجئين ؟
إذا فتحت الدول الأوروبية أبوابها فما الذى سيحدث؟، سوف تفقد الدول شعوبها التى من المفترض أن تبقى للتنمية، إذا نظرنا إلى سوريا هناك إذا كان الجميع يريد اللجوء ومغادرة بلادهم لكن هل يمكن لسوريا أن تحيا ثانية؟!. لقد كان لدينا فى كرواتيا مليون لاجئ داخلى واستقبلنا مليون من البوسنة، فإذا غادر كل هؤلاء، فلن تصبح كرواتيا دولة وكذلك البوسنة، أعرف أن حديثى من موقعى هذا يختلف تماما عن وضع الشخص الذى يسعى للجوء ويعانى الجوع والبرد.
علينا أن نفكر، هل نحن بحاجة للقيام بأمر يساعد فعلا أم لا، لكن علينا المساعدة بذكاء، الكل يتحدث عن سوريا لأنه المثال الأبرز على اللجوء، إذا أبقينا على هؤلاء داخل سوريا فى أماكن آمنة من خلال توفير مساعدات حقيقة لا تتعلق بالأكل فقط ولكن التعليم الجيد والمتواصل والرعاية الصحية، خاصة أن هناك أطفال لم يذهبوا للمدرسة منذ ثلاث أو أربع سنوات مما يعنى فقدان جيل، لدينا فى كرواتيا تجربة جيدة فى هذا الصدد، حيث أبقينا على الكروات بالداخل وعملت إدارات القرى والبلديات على تطوير الأمور تدريجيا، ليس الحل فى حرمان دولة من شعبها.
ما أريد التركيز عليه هنا هو أن تهجير أعداد كبيرة من الناس وحرمان دولهم منهم ليس حلا، إذا أردنا حقاً المساعدة فسوف نساعد بطريقتين، نساعد على استقرار البلاد مع التأكد من أننا نؤمن سكانها حتى يتمكنوا من العودة، الأردن بحاجة إلى يد مساعدة لاستيعاب أعداد هائلة من اللاجئين، وكذلك لبنان وهلم جرا، فحتى إيران استوعبت ستة ملايين لاجئ أفغانى، الحل لا يعنى أنك لا تنقل الجميع إلى الولايات المتحدة أو غيرها من الدول، فأنت لا تنقل كل شخص جائع من إفريقيا أو أي شخص يرغب في الحصول على وظيفة أفضل، وإنما فى التنمية والاستثمار داخل هذه البلدان والتأكد من أن تلك البلدان لديها مستويات المعيشة التى تتوافق مع تطلعات شعوبها، هذا ممكن وربما سيكون ذلك مساهمة كبيرة في عالم أفضل وأكثر استقرارًا وحتى فى مواجهة الكثير من القضايا مثل الإرهاب.
بالنسبة لكأس العالم.. كيف ترى استخدام تقنية الفيديو الجديدة فى كأس العالم؟
خاصية استخدام الفيديو الجديدة "إذا كانت التقنية ستحرم فريق كراوتيا من ضربة جزاء فأنا ضدها".
أما على المستوى التحكيمى، التقنية ساهمت فى تقليل عدد الأخطاء على مستوى البطولة، والبطولة لم تشهد عددا كبيرا من حالات الطرد.
-
فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين مصر وكروانيا.. متى جئت إلى مصر وما توقعاتك للعلاقات بين البلدين؟
لقد جئت إلى مصر منذ ثمانية أشهر، وقدمت أوراق اعتمادى للرئيس السيسى فى نهاية العام الماضى، وأنا أمثل كرواتيا لدى 14 دولة أخرى، ومن المتوقع أن أظل هنا فى مصر لثلاثة سنوات وشهرين.
يجمع مصر وكرواتيا ما يسمى بلغة الشئون الخارجية بـ"العلاقة بدون أى قضايا مفتوحة"، وهذا حقيقى بالفعل وأحد أسباب هذا هو أن مصر وكرواتيا تتشاركان الموقف فى العديد من القضايا، وليس من الصعب أن يكون هناك اتفاق بين الطرفين، لكن ما نريد القيام به هو إدخال المزيد فى العلاقات الثنائية.
ومن الناحية الاقتصادية، يبلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين 150 مليون دولار سنويا،140 مليون منها لكرواتيا، ونحن لسنا سعداء بهذا، ونعتقد أن هناك إمكانية لأن يصل حجم التعاون إلى 450 مليون دولار، ويجب أن تكون العلاقة أكثر توازنا، وفى المجالات الأخرى، لا يوجد الكثير من التعاون وهو أمر غريب.
-
ما هى المجالات التى يمكن أن تشهد مزيدا من التعاون بين البلدين؟
على سبيل المثال، مصر تصدر عشرات إن لم يكن مئات الآلاف الأطنان من الرمال المعدنية، فلماذا لا تقوم بمصر بصقل هذه الرمال فى مصر وتقوم بتصدير المعدن كمنتج، فنحن نمتلك التكنولوجيا اللازمة لذلك، ويمكن أن نقوم بهذا للسوق المصرى، وهو مشروع يمكن تنفيذه وليس مكلف.
ما هي أوجه التعاون بين مصر وكرواتيا؟
أعتقد أن التعاون بين مصر وكرواتيا في مراحل متقدمة للغاية في مجالات متعددة، وهو أفضل مقدمة نعمل من خلالها سويا في إطار سياسة ديناميكية وهو ما يعني أن العلاقات بين البلدين تتخذ محنى التفكير المشترك في مجالات الدفاع والاقتصاد وتحتاج إلى التوثيق في مجالات الرياضة والثقافة والعلاج والصحة العامة.
سفير كرواتيا فى ندوة اليوم السابع
-
هل شاركت أيا من هذه الأفكار مع المسئولين فى مصر؟
عندما تسنح لى الفرصة أفعل ذلك، غير أن الأمور لا يتم إنجازها سريعا بل تتحرك ببطء، لكننا بشكل عام نشعر بالتفاؤل بأن شىئا ما يحدث فى مصر، فأى بلد يحتاج إلى الاستقرار أولا من أجل الاستثمار ثم التنمية من أجل جنى الأموال وتحقيق النهضة فى التعليم والصحة والإسكان، وهناك تطورات تجرى فى مصر وأشعر معها بالتفاؤل، وهناك مشروعات كبيرة تتعلق بالبنية التحتية مثل العاصمة الإدارية، لكنها لن تجلب دخلا كبيرا على المدى الطويل، لكن مشروع مثل منطقة السويس مشروع تنموى وسيوفر فرص عمل، وبشكل عام، فإن المؤشرات فى مصر مشجعة لكن الطريق لا يزال طويل ويجب أن يكون هناك نجاحا كل فترة لتشجيع الناس على أن تكون لهم هوية.
-
وماذا عن المشروعات المشتركة التى يمكن تنفيذها على الأرض بين مصر وكرواتيا؟
لقد ذكرت مشروع الرمال المعدنية، وكذلك السكك الحديدية، التى تحتاج إلى تطوير فى مصر، وكرواتيا تعد من البلدان الرائدة فى الصناعات الثقيلة وتقوم بالتصدير لفرنسا والتشيك وغيرها، وعلى الرغم من أن حجم البلدين مختلف تماما، لكن هناك أشياء وثيقة الصلة التى ينبغى تطويرها، فكرواتيا على سبيل المثال من أفضل دول العالم فى إزالة الألغام ومصر لاتزال تواجه مشكلة ألغام فى العلمين منذ زمن الحرب العالمية الثانية، وهو مجال يمكن أن يكون فيه تعاون بين البلدين.
سفير كرواتيا بالقاهرة
مصر قامت بعدد من الإصلاحات الاقتصادية الفترة الأخيرة.. كيف ترى ذلك؟
الاتجاه الذى قامت مصر باتخاذه الفترة الأخيرة بخصوص الإصلاحات الاقتصادية هو مهم وجيد للغاية، وهذا واضح بشكل كبير خلال تنقلى داخل البلاد، وأن مصر لديها المساحات الخضراء للزراعة والبينة التحتية الجيدة، وعلى الحكومة المصرية تطوير الكثير والكثير، وبتطوير هذه المجالات ستفتح المجالات لتوفير العمالة والقضاء على البطالة، وللقضاء على أزمات الغذاء بسبب زيادة عدد السكان فيجب أن توازى الإنتاج، وهذا هو ما تفعله الحكومة الآن.
كيف ترى المرأة فى قيادة المجتمعات ؟
يبلغ عدد سكان العالم من النساء إلى 51% من سكان العالم، مشيرا إلى أنه لا يستطيع الرجال العيش بدون النساء والعكس صحيح، فلا يوجد متسابق أنهى السباق بنصف ساق، أما بالنسبة إلى الأشخاص الذين يصورون العلاقة بين الرجل والأنثى بأنها حرب، ولكن قال صديق لى إنها من المستحيل ان تكون حرب.
هناك منظور حول الرجال والنساء يعتمد على تقاليد تنتمى إلى عصور سابقة، فيجب ألا تؤثر على نظرية المساواة بين النساء والرجال.
الأزمات فى اليمن؟
لا يوجد سفارة فى اليمن، وندير الملف من السفارة فى مصر.
يجب أن تحل الصراعات فى اليمن عن طريق المناقشات، واستخدام السلاح لا ينجح فى حل الصراع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة