عم عبد الرحمن دربالة.. رجل تجاوز الخمسين بقليل، يحمل قلبا طيبا ويد صنايعى تتلف فيها الحرير، وجد نفسه بين يوم وليلة حديث الشارع والإعلام، خاصة بعد أن قام الشيخ تركى آل الشيخ المستشار فى الديوان الملكى السعودى، ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة فى المملكة العربية السعودية بزيارته، يجرى حب الكورة فى دم "عم عبده" كما ينادونه الجيران وأصحابه والذى أصبح بين عشية وضحاها كبير مشجعى نادى بيراميدز.
القصة يرويها عم عبده قائلا: "اتفاجئت وأنا فى الورشة بدخول شخصين من الأمن بيقولولى أنت عبده درباله، وبعدها دخل الشارع عربيات وقدامها موتوسيكلات وحاجة كده تخض" ولقيت الشيخ تركى نازل وبيسلم عليا وبمنتهى البساطة جلس على الكرسى وطلب شاى وقالى إيه معندكومش شاى لا إيه".
وأضاف عم عبده: "اتفاجئت بأسلوبه البسيط لدرجة إنه صمم يشرب من الكوبيات اللى بنشرب فيها ومكانها الشحم، وقعد على الكرسى المكسور وكنت خايف يقع والله".
ربع ساعة هى حصيلة الزيارة التى دار فيها حوار ودى بين الشيخ وكبير مشجعى بيراميدز، تخللها حوار مع الطفل أحمد معوض ابن حارس العقار المجاور لورشة عم عبده، ولم تمر ساعات طويلة إلا وظهرت العديد من الشائعات التى طالت عم عبده، فقال البعض إن الشيخ أعطاه مليون جنيه وآخرون أكدوا أنهم 2 مليون، وتحدث عن ذلك لـ "اليوم السابع" مؤكًدا أنه لم يتلقى أيه أموال من الشيخ، ولكنه أهداه شاشة فقط وأرسل لعبة بلاى شتيشن للطفل أحمد الذى يبلغ من العمر 4 سنوات تقريبًا، والذى أكد أنه هو أيضا يحب نادى بيراميدز.
"كنت بشجع الزمالك بس الواحد تعب"، كانت هذه كلمات عم عبده عن الفريق الذى كان يشجعه قبل أن يصبح كبير مشجعى بيراميدز، مؤكدًا أنه فريق واعد وبه عدد من اللاعبين الزمالكاوية، وهو فريق يمكن أن يخرج منه كوادر للمنتخب تمثل مصر فى كأس العالم.
وعندما لاحظنا امتلاكه جسما رياضيا سألناه عن مدى ممارسته للرياضة من عدمه، وأكد أنه كان حارس مرمى قديم فى مركز شباب الجزيرة، وأنه كان يمتلك قدرة على "تنطيط" الكرة 1200 مرة على قدميه، حسب وصفه، مشيرا إلى أن نجم الأهلى السابق عبد المنعم مصطفى حسين الشهير بـ"شطة" من زبائنه ومن المشاهير الذين مروا على ورشته لنفخ إطارات سيارتهم.
تربية عم عبد لأولاده ومحاولاته لأن يصبحوا "رجالة"، على حد وصفه، تجدها واضحة جليًا، فبمجرد أن تطأ قدماك أرض الورشة يحضر أحدهم الكراسى وآخر يحضر لنا المياه والمشروبات يقفون خلف الكاميرات ينظرون لوالدهم بنظرات احترام وتقدير، وكأن لسان حالهم يقول: "إحنا فى ضهرك زى ما كنت دايما فى ضهرنا".
وخلال حديثنا مع عم عبده، عاد الطفل أحمد معوض من الحضانة، ليقول له والده إن الشيخ تركى أرسل إليه هدية بلاى ستيشن واتفقا على اللعب سويا، ليجيب الطفل بجملة: "أنا بحب الأهرام"، وأكد والد أصغر مشجع لنادى براميدز أنهم سوف يفكرون فى عمل رابطة لمشجى النادى على غرار رابطة الأهلى والزمالك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة