باحثة أمريكية تعرى النظام التركى.. صوفيا: أردوغان لجأ للقومية والمجد العثمانى ويستغل الخطاب الدينى ونظرية المؤامرة لكسب شعبية.. وتكشف حالات اغتصاب بالسجون.. وسجن 20 ألف امرأة و170 ألفا آخرين بينهم أطفال

الإثنين، 06 أغسطس 2018 12:00 ص
باحثة أمريكية تعرى النظام التركى.. صوفيا: أردوغان لجأ للقومية والمجد العثمانى ويستغل الخطاب الدينى ونظرية المؤامرة لكسب شعبية.. وتكشف حالات اغتصاب بالسجون.. وسجن 20 ألف امرأة و170 ألفا آخرين بينهم أطفال صوفيا بانديا تفضح ممارسات النظام العثمانى الجديد
كتبت إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كشفت الباحثة الأمريكية صوفيا بانديا الأستاذة بجامعة كاليفورنيا عن سر عداء النظام التركى لحركة الخدمة التى يتزعمها غريمه فتح الله جولن الذى يعيش الآن داخل الولايات المتحدة الأمريكية، معتبرة - من وجهة نظرها - أن الرئيس رجب طيب أردوغان هو من دبر محاولة الاطاحة بنظامه والتى قامت فى 15 يوليو 2016، ونشر فكرة المؤامرة فى المجتمع ليتمكن من السيطرة على السلطة.

 

وقالت بانديا خلال محاضرة ألقتها بالقاهرة، إن ما حدث بعد محاولة الإطاحة نظام أردوغان لا يمكن الدفاع عنه، فالكثير من الصحفيين ربما عددهم يتجاور عدد الصحفيين المسجونين فى العالم كله تم سجنهم فى تركيا واغلقت نحو  3000 مؤسسة تعليمية مدارس وجامعات ومستشفيات، مشيرة إلى أن أورهان باموك الكاتب الوروائى التركى الحاصل على جائزة نوبل فى الأدب قال إن ما بعد ذلك هو "دولة الإرهاب".

 

وأكدت الباحثة الأمريكية على أن العنف فى تركيا يحدث بصورة مستمرة وله أشكال عديدة منها العنف ضد الإكراد والعنف الجبهة الكردستانية ضد الدولة وداعش التى تدعمها الدولة بصورة أو بأخرى، لافتة إلى أن الحرب فى سوريا تركيا طرف فيها.

 

واعتبرت الباحثة الأمريكية صوفيا بانديا أن الشعبية الزائفة التى يتمتع بها أردوغان فى تركيا بعكس الغرب فلا توجد لديه شعبية هناك، سببها هو إظهار نفسه على أنه يتبنى الإسلام الوسطى لجذب الكثير من الأفراد حوله، وكذلك حديثه الدائم داخل تركيا عن مسألة القومية والمجد العثمانى والدولة العثمانية وهذا خطاب يعجب به تيارات أخرى داخل المجتمع التركى، مشيرة إلى أنه يتبنى التطرف فى مواجهة القضية الكردية ويستخدم العنف بصورة ممنهجة ومقبولة شعبيا ضد الأكراد.

 

الباحثة الأمريكية سوفيا بانديا الأستاذة بجامعة كاليفورنيا
الباحثة الأمريكية سوفيا بانديا الأستاذة بجامعة كاليفورنيا

 

أردوغان يستخدم الخطاب الدينى للتأثير على الأقلية وجمع شعبية

إضافة إلى أن أردوغان يتبنى خطابا شعبويا والنظام الشعبوى بحسب الباحثة الأمريكية، دائما يجب أن تقدم قرابين، واعتبرت أن أردوغان يجعل من الأكراد وأعضاء حركة الخدمة قرابين لأفعال النظام، وأكدت على أن أردوغان يستخدم "الخطاب الدينى" للتأثير على الأغلبية، وقالت أن كل المؤشرات تقول إن هذا النظام سيؤدى إلى صعود العنف الجماعى داخل المجتمع، معتبرة أن ذلك سيؤثر على حقوق المرأة وسيرفع العنف ضدها وهو ما يحدث بصورة كبيرة داخل تركيا، بحسب دراسة أجريت فى جامعة ستانفورد.

 

وأكدت الباحثة الأمريكية على أن ما يحدث داخل تركيا لأعضاء المعارضة من حركة الخدمة إنما هو عملية تطهير شامل، حتى من المقربين لهم داخل المجتمع، كذلك هناك رفض للأفراد الذين يشتبه أنهم من الحركة أو المقربين لهم، وأدى ذلك إلى أن يختبئوا ولا يستطيعون العمل ومنهم من سافر عبر النهر الفاصل بين تركيا واليونان وماتوا غرقا.

 

وأشارت بانديا، إلى أن النظام التركى صنف حركة الخدمة كحركة إرهابية، لذا يعانى أفرادها من من فقدان الهوية والعمل والحالة الاجتماعية داخل المجتمع وبعضهم حتى يفقدون الجنسية، وهو أمر صعب للغاية على أى إنسان على حد تعبيرها. مشيرة إلى وجود آخرين متأثرين بممارسات النظام تجاههم من بينهم الإقليات كالأكراد واليهود والمسيحيين وكل شخص يعارض أو يتنبنى وجهة نظر مختلفة عن رؤية النظام.

 

وقال الباحثة الأمريكية، أن الأمر الذى يجعل من السهل لأردوغان جعل حركة الخدمة والأقليات الأخرى كبش فداء هو ظهور نظرية المؤامرة وانتشارها وحالة "البارانويا" أو الاشتباه الموجودة داخل المجتمع، وكشفت أنه يتم تلقين هذه الحالة داخل المؤسسات التعليمية بحسب تعليمات أردوغان.

 

وأضافت أن هناك شعبوية ذكورية ظهرت فى تركيا عام 2013 عندما قال أردوغان بأن المرأة التى ليس لديها 3 أبناء ليست مرأة كاملة، وإذا لم تكن لديها أطفال فهى نصف امرأة، وهناك حالة من الضغط على حرية النساء فى المجتمع، وحدوث حالات عنف ضد النساء فى الشوارع وتكميم أفواه الحركات النسائية داخل المجتمع التركى.

 

ووقد أكدت بانيدا، على أنه أكثر ما يؤلم وهو وجود 16 إلى 20 ألف امرأة داخل السجون التركى، كثير منهم ليسوا مسجونين لانتمائهم فى حركة الخدمة بل لأن أزواجهم فى الحركة ويتم القبض عليهم، وهناك من يتهم القبض عليهن لأن أزواجهن فى الخدمة وليس موجود داخل تركيا ويتم أخذهم كرهائن حتى عودة أزواجهن. وهذه الحالة تخلق الخوف فى المجتمع.

 

ورأت الباحثة الأمريكية، أن أردوغان هو نفسه من دبر عملية الاطاحة بنظامه يوليو 2016، لأسباب منها حرية تنقله وحرية التحدث بالهاتف إلى وسائل الإعلام وقوائم الاعتقال التى ظهرت مباشرة فى اليوم التالى، تصريحه فى اليوم التالى والذى قال فيه "أن الانقلاب هو نعمة من الله"، وبالتالى رأت بانديا أنه هو المستفيد الأكبر من حركة الاطاحة، حيث ونشر حالة من الخوف استطاع أن يقمع الجيش.

 

سوفيا بانيدا
سوفيا بانيدا

 

 

اعتقالات بالآلاف منذ يوليو 2016

وأضافت أن النظام التركى لم يتمكن من اقناع المؤسسات الألمانية والأمريكية بأن حركة الخدمة المعارضة هى التى دبرت عملية الإطاحة، وأكدت على أن أردوغان أغلق 3000 مدرسة ومؤسسة تعليمية، وفصل 170 ألف شخص ووضعهم فى السجون منهم قضاء وكلاء نيابة ومعلمين ورجال أعمال، و140 ألف شخص تم القبض عليهم. مشيرة إلى أن أعضاء حركة الخدمة يعانون مشاكل فى جوازات السفر ولا يمنح أبنائهم الجنسية فى الخارج.

 

وبحسب الباحثة الأمريكية سيطر النظام التركى على 195 مؤسسة إعلامية أغلقت بعضها واشترت أخرى، قائلة: "نحن أمام مشهد رواية 1948 لجورج أورويل الدولة هى التى تسيطر على كل المؤسسات الإعلامية".

 

 

وأكدت على أن هناك حالات موثقة للاعتداء الجسدى والاغتصاب داخل السجون التركية بحسب منظمات حقوق الإنسان الدولية المختلفة، قائلة: قابلت شخص وقال إنه تعرض للضرب والتعذيب لمدة 8 أيام داخل السجون التركية، وكانوا يطلبون منه أسماء أعضاء حركة الخدمة وقرر ألا يتحدث عن أى شىء ويتحمل الضريبة".

 

فضلا عن ذلك هناك حالات كثيرة من العنف الجسدى ضد النساء سواء داخل السجون أو خارجها لأن نظام أردوغان منح شرعية لمثل هذه الأفعال، وقرابة 705 أطفال لم يتجاور العاشرة يعيشون داخل السجون مع أمهاتهم، وكذلك طبقا للتقرير الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فتم توثيق حالات عديدة للنساء تيم القبض عليهم مباشرة قبل الوضع أو بعده مباشرة لخلق حالة من الإرهاب داخل المجتمع بحسب الباحثة الأمريكية.

 

وفى نهاية المحاضرة أكدت بانديا على أن تركيا أصبحت دولة منغلقة على نفسها متوجه فقط إلى روسيا، ابتعدت كثير عن الديمقراطية فأصبحت اسما بلا مسمى، لديها مشاكل مع العديد من الدول تؤيد يؤيد جماعة الإخوان والمخلوع محمد مرسى ويعتبرها أقرب نظام له.

 

محاضرة الباحثة الامريكية فى القاهرة
محاضرة الباحثة الأمريكية فى القاهرة

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة