تترقب قطاعات الاقتصاد الإيرانى المنهك دخول البلاد فى أزمات مالية حادة، اليوم الاثنين الموافق 6 أغسطس مع دخول الحزمة الأولى من العقوبات الأمريكية حيز التنفيذ على البلاد، فى ضوء التزام وزارة الخزانة الأمريكية بخطة الرئيس دونالد ترامب بعد خروجه من خطة العمل الشاملة المشتركة "الاتفاق النووى"، لكن السؤال الآن: لماذا تركز العقوبات على قطاع النفط الإيرانى؟!
قطاع الطاقة الإيرانى
الخبير الاقتصاد مجدى صبحى يرى أن قطاع الهيدركربونات (النفط والغاز) يحتل أهمية قصوى فى الاقتصاد الإيرانى، حيث يعد القطاع قاطرة النمو، وتحقق صادرات القطاع أكثر من 80% من حصيلة صادرات البلاد، ويسهم دخل القطاع بما يتراوح بين 40% و50% من إيرادات الموازنة العامة للدولة. وتحتوى أراضى إيران على رابع أكبر احتياطى مؤكد من النفط الخام فى العالم، كما أن مكانتها تتراوح بين الأولى والثانية فى مجال الاحتياطيات من الغاز الطبيعى.
وبينما يتم التركيز على آثار الانسحاب الأمريكى من الاتفاق النووى من زاوية تأثيره على حجم الصادرات الإيرانية وما سيترتب على ذلك من آثار على أسعار النفط العالمى، إلا أن الأهم بالنسبة لإيران هو حرمانها من تنمية ثروتها الهيدركربونية وخاصة من الغاز، وهو ما أضافه صبحى من خلال تحليل له، مضيفا أن هذا ما كانت تضع عليه إيران آمالا كبيرة. وكانت أول التطورات فى هذا المقام انسحاب شركة الطاقة الفرنسية العملاقة "توتال" من أضخم عقد توقعه إيران بعد رفع العقوبات عنها لتطوير بعض حقول الغاز وهو العقد البالغ قيمته نحو 5 مليارات دولار.
غير أن الأهم بالنسبة لإيران هو حرمانها من تنمية ثروتها الهيدركربونية وخاصة من الغاز، وهو ما كانت تضع عليه آمالا كبيرة. وكانت أول التطورات فى هذا المقام انسحاب شركة الطاقة الفرنسية العملاقة "توتال" من أضخم عقد توقعه إيران بعد رفع العقوبات عنها لتطوير بعض حقول الغاز وهو العقد البالغ قيمته نحو 5 مليارات دولار، وفقا لصبحى.
شبكة المصالح الداخلية
ولكم كانت الخلافات وشبكة المصالح الداخلية المتحكمة فى طبيعة السياسات التى تم اتباعها فى استغلال ثروة هذا القطاع هى المؤثر الأول على محدودية القدرة على استغلال هذه الثروة الهائلة. فالقطاع كما هو معروف يعد كثيف رأس المال، وكثيف التكنولوجيا أيضا، مما لا يتيح لإيران بمفردها إمكانية البحث والتنقيب ثم تنمية حقول النفط والغاز، ما يجعل من العقوبات على قطاع الطاقة أمرا ذا أهمية بالغة للرئيس الأمريكى.
ويرى سايمون هندرسون مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة فى معهد واشنطن ومتخصص فى شؤون الطاقة والدول العربية المحافظة فى الخليج العربى أن الملام على التدهور فى أسعار الطاقة هو الرئيس الإيرانى حسن روحانى الذى حذّر الولايات المتحدة من أن الصراع مع الجمهورية الإسلامية سيكون "أمُّ الحروب كلها".
بالإضافة إلى ذلك، فإن تعليقه بأنّ إيران "لطالما ضمنت الأمن" فى مضيق هرمز - الممر المائى الضيق نسبياً الذى يربط الخليج العربى بالمحيط الهندي، والذى تمر عبره 40 فى المائة من صادرات النفط العالمية - اعتُبر تأكيداً للتهديدات الإيرانية بإغلاق المضيق فعلاً وليس إنكاراً لها، وفقا لهندرسون.
كلمات روحانى
وتابع قوله: "قد دفعت كلمات روحانى الرئيس ترامب إلى تغريد تحذيره الخاص على موقع تويتر، بأحرف كبيرة. ولم يكن من المستغرب أن ترتفع أسعار النفط فى الأصل اليوم الاثنين، ولكن أثناء كتابة هذه السطور عادت الأسعار وانخفضت إلى ما دون المستوى الذى أُغلقت عنده يوم الجمعة الماضي. فقد بقى مؤشر "خام غرب تكساس المتوسط "(West Texas Intermediate)" - الذى يُعتبر مؤشراً هاماً فى سوق النفط - أقل من 70 دولاراً للبرميل الواحد".
واستطرد: "أثار تحليل جديد مخاوف أخرى. فقد أصدر مراقب سوق النفط المتمرس فيليب ك. فيرليغر تقريراً من شركته "بى كى فيرليغر المحدودة" توقّع فيه وصول أسعار النفط إلى 200 دولار للبرميل الواحد، مع إمكانية ارتفاعها بشكل ساحق إلى 400 دولار للبرميل خلال الأشهر الاثنى عشر إلى الثمانية عشر المقبلة".
على هذا النحو يمكن القول إن الأيام القليلة المقبلة تحمل فى ثناياها عقابا أمريكيا حادا جدا تجاه قطاع النفط الإيرانى الذى يستهدف حد قدرة الإدارة الإيرانية على تنمية الاقتصاد، ورفع معدلات النمو العام فى البلاد ما قد يعزز من فرص تزايد المظاهرات وتعريض النظام بالكامل لخطر داهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة