أعلن الأمن العام اللبنانى عن تخصيص مراكز لاستقبال طلبات النازحين السوريين داخل الأراضى اللبنانية، الراغبين فى العودة الطوعية إلى وطنهم.. مؤكدا أنه سيتم تسوية أوضاع المغادرين مجانا فور إتمام مغادرتهم.
وحدد الأمن العام 17 مركزا تنتشر فى جميع أنحاء لبنان، لاستقبال طلبات النازحين بالعودة، على أن تبدأ عملية استقبال الطلبات اعتبارا من "الغد" وأن يتم تقدم الطلبات من الإثنين إلى الجمعة من كل أسبوع.
ويتولى الأمن العام اللبنانى منذ قرابة شهرين عملية تأمين العودة الطوعية لدفعات من النازحين السوريين الذين يبدون رغبة مسبقة بالعودة إلى بلداتهم ومدنهم فى سوريا، بالتنسيق مع مفوضية اللاجئين، ويقوم بتسجيل الأسماء والأعداد، والتنسيق مع السلطات الأمنية السورية فى شأن ترتيبات عودتهم على دفعات ومراحل متتالية.
وقال اللواء عباس إبراهيم مدير الأمن العام اللبنانى فى تصريحات سابقة إن أعداد اللاجئين السوريين الراغبين فى العودة إلى بلادهم "فى تزايد".. مشيرا إلى أن أحوال السوريين الذين عادوا بالفعل إلى سوريا، تشجع الباقين على العودة، خاصة وأن "الآلية التى نتبعها مع المسئولين السوريين تؤمن حماية هؤلاء حتى بعد عودتهم".
وتعد أزمة النزوح السورى داخل لبنان من أكثر الأزمات الضاغطة على الدولة اللبنانية، حيث يؤكد المسئولون اللبنانيون أن الاقتصاد والبنية التحتية والأوضاع الأمنية والاجتماعية فى البلاد تأثرت تأثرا كبيرا جراء هذه الأزمة، وأن لبنان لم يعد قادرا على تحمل تبعات تواجد نحو مليون ونصف المليون لاجىء سورى يمثلون نحو ربع عدد سكان البلاد، علاوة على أن هناك ما يشبه الإجماع لدى التيارات والقوى والأحزاب السياسية اللبنانية - على الرغم من التباينات والخلافات الشديدة بين بعضها البعض - بضرورة بدء عودة اللاجئين على نحو عاجل إلى "المناطق الآمنة داخل سوريا" وبما يحفظ لهم كرامتهم وأمنهم، خاصة وأن معظم الأراضى السورية أصبحت تحت سيطرة الدولة التى استطاعت تحقيق نجاحات كبيرة ضد التنظيمات الإرهابية والجماعات المسلحة.