أيام قليلة ويُفتتح واحد من أهم المشروعات المائية التى تنفذها وزارة الرى والموارد المائية على نهر النيل، ألا وهو مشروع قناطر أسيوط الجديدة، ومحطتها الكهرومائية العملاقة، والذى يقام بالشراكة ما بين الحكومة المصرية والحكومة الألمانية بتكلفة تصل إلى 4 مليارات جنيه.
ويعتبر مشروع القناطر من مشاريع البنية التحتية الأساسية ويُفيد فى أعمال الزراعة، والرى لحجز المياه، وتوليد الكهرباء من خلال محطة الكهرباء فضلا عن الاستفادة منه فى أعمال الملاحة النهرية، والتنشيط السياحى من خلال الأهوسة الملاحية وأعمال الطرق والنقل.
"اليوم السابع" داخل قناطر أسيوط الجديدة
"اليوم السابع" تابع اللحظات الأخيرة قبل افتتاح المشروع بساعات، حيث يشهد الموقع استعدادات مكثفة لافتتاح المشروع واستعدادا لاستقبال الرئيس عبد الفتاح السيسى، حيث انتشر المهندسون، و العمال بكافة أرجاء الموقع لوضع اللمسات النهائية للمشروع بعد وصول نسب التنفيذ إلى 100%.
ويقول المهندس محمود على عبد العليم مدير عام الأعمال الهيدرومكانيكية أن أعمال الهيدروميكانيكال هى الأعمال الخاصة بالبوابات والأهوسة والأوناش وكل هذه الأعمال تم الانتهاء منها وبدأ المشروع عمله بالفعل على أرض الواقع.
تحكم كامل ودقيق فى ضخ كميات المياه
وأضاف أن المشروع "قناطر أسيوط الجديدة" عبارة عن مفيض، وأهوسة ملاحية، ومحطة كهربائية أما المفيض وهو أهم ما فى المشروع تم تصميمه بطريقة معينة وحديثة ونظام تحكم يسمح لنا بالتحكم من خلال المفيض فى تصرفات المياه ورفع المناسيب وضخ المياه فى الترعة الإبراهيمية لتصل لآخر قطعة أرض فى الجيزة ومرور المياه من خلال البوابات بنسب معينة لباقى مصر حتى دمياط ورشيد لضخ المطلوب اليومى لمياه الشرب والصناعة والزراعة.
وأوضح أن المشروع مصمم بطريقة تمكنه من تمرير أكبر تصرف مياه فى حالة الفيضان او الطوارئ مثلا حتى 7000 متر مكعب فى الثانية فى حالة الطوارئ كما أن الهويسين الملاحيين من الدرجة الأولى، عرض الواحد 17 مترا فى طول ملاحى 156 مترا، وتساهم بشكل كبير فى تسيير الملاحة النهرية دون مشاكل فضلا عن الكوبرى الدائم وهو كوبرى أعلى قناطر أسيوط الجديدة مكون من 4 حارات حمولة 70 طنا، لربط شرق وغرب نهر النيل.
محطة كهرومائية لإنتاج الكهرباء
وأشار إلى أن المحطة الكهرومائية تتكون من 4 وحدات مائية قدرة كل وحدة منها 8 ميجاوات وتبلغ قدرتها الإنتاجية "32 ميجا وات".
فيما أكد المهندس مجدى عباس، رئيس الإدارة المركزية، والمهندس المقيم أن المشروع انتهى بالكامل ووصلت نسب التنفيذ إلى 100% بعد انتهاء الأعمال المدنية والهيدروميكانيكال وننتظر افتتاح المشروع خلال الأيام القادمة، مشيرا إلى أنه مع بدايات عام 2008 بدأت أعمال دراسات الجدوى للمشروع ثم أعمال الدراسات البيئية، بعد أن تم توقيع اتفاقية بين الحكومة المصرية، والحكومة الألمانية ممثلة فى بنك التعمير الألمانى ومن الحوافز التى قدمتها الحكومة الألمانية للمشروع قرض اقتصادى ميسر بمقدار 296 مليون يورو جزء منه قرض لوزارة الرى، وقرض صغير لوزارة الكهرباء لإنشاءات وتوريد التوربينات، والمولدات، وأعمال الكهرباء، بالإضافة إلى 40 مليون يورو ضمن اتفاقية مبادلة الديون بين الحكومة المصرية والألمانية، بالإضافة إلى 3 ملايين يورو لأعمال الدراسات البيئية، أما المكون المحلى الذى تساهم به الحكومة المصرية الممثلة فى بنك الاستثمار القومى بإجمالى استثمارات مليار و150 مليون جنيه مصرى، فضلاً عن 100 مليون جنيه مصرى من استثمارات وزارة الكهرباء أى أن إجمالى تكلفة المشروع بتاريخ توقيع التعاقد الذى تم فى ديسمبر 2011 كان 4 مليارات جنيه مصرى كان اليورو وقتها بـ 8.24، وبعد تحرير سعر الصرف تصل تكلفة المشروع إلى أكثر من 6 مليارات جنيه مصرى.
المشروع يساهم فى تحسين الملاحة النهرية
وأضاف المهندس المقيم أن المشروع تحققت كل أهدافه ويعمل بكامل عناصره، ويهدف المشروع إلى تحسين الملاحة النهرية بما يتماشى مع خطة الدولة فى استخدام نهر النيل فى نقل الأفراد والبضائع، وخلق محور مرورى لربط شرق وغرب النيل، وتوليد طاقة كهربائية نظيفة والمبنى الإدارى للتحكم فى البوابات والمحطة الكهرومائية.
وقال رمضان كمال، وكيل وزارة الرى بأسيوط، أن المشروع سيساهم بشكل كبير فى تحسين الرى مما سيعود بالنفع على المواطن والدولة فى 5 محافظات وهى الفيوم، والمنيا، وأسيوط، وبنى، سويف، والجيزة حيث سيعمل على تحسين الرى فى هذه المحافظات لمليون و650 ألف فدان.
تحويل مجرى نهر النيل
وأضاف وكيل وزارة الرى أن المشروع شهد تحويل مجرى نهر النيل وهو حدث تاريخي، ويعد هذا التحويل الثالث الذى تشهده مصر لمجرى نهر النيل، حيث كانت المرة الأولى أثناء بناء السد الأعلى والثانية أثناء بناء قناطر نجع حمادى الجديدة فضلا عن إزالة 7 فتحات من إجمالى 20 فتحة بالقناطر القديمة، من الناحية الشرقية، وذلك لعمل هويسين ملاحيين للمساهمة فى رفع معدلات التنمية وتيسير حركة النقل بين البلدان الإفريقية حيث تستهدف وزارة الرى أن يكون عام 2018 عام النقل النهرى بمصر وللمساهمة فى حل العقبات التى كانت تواجه شركات النقل النهرى.
وفى سياق متصل، قال المهندس ياسر الدسوقى، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" إن مشروع القناطر الجديدة سيتم افتتاحها خلال الأيام القادمة ويعد هذا المشروع أكبر مشروع مائى على نهر النيل فى مصر، بعد السد العالى، وهو من أكبر المشروعات القومية التى نفذتها الدولة.
إقامة مشروعات تخدم الزراعة
وأشار "الدسوقى" إلى أن هذا المشروع الضخم سيكون له مردود كبير على المحافظة، خاصة فى قطاعى الرى والكهرباء، فى ظل الاهتمام الذى توليه الدولة لتنمية محافظات الصعيد، وإقامة المشروعات التى تخدم الزراعة، والرى لتحقيق التنمية المستدامة.
وأضاف أن المشروع يعمل على تحسين حالة الرى بإقليم مصر الوسطى، فى 5 محافظات لخدمة مليون، و650 ألف فدان، وتحسين الملاحة النهرية بنهر النيل، فضلًا عن إنشاء محطة لإنتاج الكهرباء النظيفة بإجمال قدرة 32 ميجاوات قيمتها السنوية 100 مليون جنيه سنويًا، ويساهم فى خلق محور مررى جديد بأسيوط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة