فتاة صغيرة جاءت من أقاصى الصعيد، جميلة الملامح، طيبة القلب عذبة اللسان، تحلم بالسعادة مع زوجها بين أضواء المدينة فى القاهرة، ولم تدر أن نهاية حياتها ستكون على يد من اختاره قلبها بسبب إنجابها للإناث.
والدة القتيلة، سردت لـ"اليوم السابع"، كواليس الجريمة البشعة التى هزت أرجاء منقطة القطامية فى القاهرة، بعدما شاهد الأهالى سيدة تطير من الطابق الخامس لتستقر على الأرض جثة هامدة، بعدما ألقها زوجها من شقتهما.
بصوت حزين، وحروف متعلمثة، يتخللها تساقط الدموع، قالت والدة "هناء.م" 26 سنة: "كانت ابنتى إحدى جميلات القرية فى الصعيد، تسابق الشباب للزواج منها، إلا أننا كنا نرفض، حيث كان هدفنا أن تتزوج من شخص يصونها ويحافظ عليها".
وأضافت الأم، فى حديثها لـ"اليوم السابع": "لم ندر أن الشاب الصعيدى الذى يعيش فى القاهرة وقد تظاهر بالطيبة والشهامة سيكون زوجًا لها، حيث تحدث معنا الشاب بمعسول الكلام، وأسرف الحديث عن السعادة التى تعيش فيها "هناء" بالقاهرة، وبالرغم من ذلك كانت التخوفات تتسرب لقلوبنا، خاصة أن ابنتنا ستعيش بمفردها فى القاهرة، فضلًا عن أن عمرها لم يتخط 16 سنة".
تعود السيدة بظهرها للخلف، وكأنها تستعيد ذكرياتها، وتقول: "بعد عدة أشهر وافقنا على العريس للارتباط بـ"هناء"، وتم كل شىء بهدوء، وكان العريس حريصًا على الظهور فى دور الشاب الشهم المتدين، مما زاد من ثقتنا فيه".
تزوجت "هناء" وسافرت للقاهرة وأخذت قلبى معها ـ الأم تكمل حديثها ـ ومرت الأشهر الأولى بردًا وسلامًا، وقد شعرت ابنتى بجنين يتحرك داخل أحشائها لتأتى الطفلة الأولى، وتكرر الحمل مرة بعد الأخرى حتى وصل عدد البنات لأربعة.
وأضافت الأم: "لا أنسى دموع ابنتى وهى تهاتفنى من القاهرة عبر التليفون على مدار 10 سنوات تشكو من بطش زوجها وتكرار تعديه عليها بالضرب، بسبب إنجابها للإناث، ورغبته فى إنجاب ولد، وكأنها المتحكم فى هذا الأمر، ولا يدرى أن ذلك كله بيد الله".
وتابعت الأم: "والدة زوج ابنتى كانت بمثابة كلمة السر فى حياة الشقاء التى تعيش بها ابنتى، فطالما حرضت ابنها بالتعدى على ابنتى، وحرضته على الزواج من سيدة أخرى لإنجاب الولد الذى كانت تنتظره الأم".
وأردفت الأم: "تحول زوج ابنتى لشخص آخر منذ شهرين ونصف تحديدًا عندما أنجبت ابنتها الرابعة، حيث زاد فى التعدى عليها بالضرب بصفة يومية، حتى أصبحت الحياة بينهما لا تطاق".
وعن يوم الحادث قالت الأم المكلومة: "تحدثت مع ابنتى قبل الواقعة بيومين، وكانت فى حالة صعبة، وحاولت تخفيف الآمها، وأنهيت بعدها المكالمة ولم أظن أنها المكالمة الأخيرة، حتى فوجئت باتصال من جيران ابنتى يؤكدوا لى وفاتها، فأسرعت للقاهرة، واكتشفت أن زوجها ألقاها من الطابق الخامس لتسقط على الأرض جثة هامدة، تاركة خلفها 4 بنات فى عمر الزهور، بينهن طفلة رضيعة لم يمر على ولادتها أكثر من 75 يوما، والشرطة ضبطت المتهم بعد هروبه، واعترف بارتكابه للواقعة، حيث قتلها وترك الأحزان تنهش فى قلوبنا، ولن نستريح حتى نراه على حبل المشنقة".
وكانت أجهزة الأمن تلقت بلاغًا بمقتل سيدة على يد زوجها، حيث ألقاها من الطابق الخامس، وتم القبض على المتهم الذى اعترف بارتكابه للواقعة فى لحظة غضب، وأن جنونه وبحثه عن طفل "ولد" جعله يرتكب الجريمة دون أن يشعر بنفسه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة