د. ماريان جرجس تكتب: طريقة عمل الشائعة فى المنزل!

الخميس، 09 أغسطس 2018 02:00 م
د. ماريان جرجس تكتب: طريقة عمل الشائعة فى المنزل! ماريان جرجس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يقول قول مأثور:- إن الشائعة يؤلفها الحاقد، وينشرها الأحمق، ويصدقها الغبى، لكن تلك الأيام يؤلفها أهل الشر والتيارات المعادية للوطن وتنشرها مواقع التواصل الأجتماعى ويصدقها الباقون!

 

إن صناعة الشائعة صناعة أكثر جدوى من صناعة الحزام الناسف؛ فصناعة الشائعة لا تحتاج إلى انتحارى أو متفجرات أو تمويل خارجى أو حتى خطة إرهابية، إنما تحتاج لثلاثة أو أربع مكونات، ما برح توافرهم حتى اغتالت الوطن وطعنته فى كبد أكثر من المتفجرات.


لا يحتاج صاحب الضغينة سوى فكرة مستوحاة من الواقع خاصة إذا كانت تمس العواطف وتثير الاستجداء أو تتاجر بقضية رأى عام، مع توافر الشبكة العنكبوتية وحساب شخصى على أحد مواقع التواصل الاجتماعى ، يخلق عليه بعض الكلمات وربما يركب بعض الصور مستعرضًا مهاراته فى فن "الفبركة" أو بعض من أصدقاء السوء على مقهى يتلى عليهم بمؤثرات صوتية ومرئية شائعة محاكة من خياله مستندة لواقع ما ويربط بين أحداث متشابهة لتقوية حجته حتى يجتذب استماع الأخرين ويروى لهم "شائعتك هذا المساء".

إن إيقاف خط إنتاج الشائعات لن يحدث بعملية شاملة عسكرية ناجحة مثل التى حدثت فى سيناء ولا بتفتيش عقل ونفس كل مواطن ولكن دائمًا ما يكون الداء هو أصل الدواء والمصل.
وهنا نقف رويدًا لنضع بعض الخطوط العريضة لمحاربة صناعة الشائعة؛ فأولا الحرب المعنوية لا تٌحارب الا بحرب معنوية مثلها ولكنها حرب توعية  شاملة واستفاقة وإدراك والتماس وجود وانتشار شائعات بعينها فى المجتمع.

يأتى فى المقام الثانى بعض الأشياء الثانوية التى يجب تفاديها  لمنع اصابة شرائح معينة من المجتمع بأثر الشائعات؛ فليس كل من يستجيب لها هو انسان يحمل ضغائن فى نفسه بل هناك من يقعون فريسة لها بسبب سوء الفهم والحلقة المفقودة  التى تقف حائلا دون فهم الموضوع بشكل سليم، لذا لماذا لا تشترك الوزرات أجمعها فى انشاء موقع الكترونى كالذى يقوم به مرشحو الرئاسة فى العالم الغربى ويطلقون عليه " مدقق حقائق".

ويكون هذا الموقع متاح لكل مستخدمى التواصل الاجتماعى وفى رغبة لفهم ما هم بصدده والتحقق من أى شائعة تمر على مسامعهم، مع الحفاظ على سرية المستخدم وسرية التساؤلات.
يأتى فى المكانة الثالثة :- الشريحة التى لا تطالع التواصل الاجتماعى ولكنهم على جاهزية  استقبال المعلومة ولكن بشكل أبسط وأيسر وهم فى حاجة لأحد يستطيع أن يصل طرفى الخيط  ولديه قدرة إيصال المعلومة بشكل ابسط ولا أجد سوى الشباب عامة وشباب الأحزاب خاصة أفضل من يستطيعون القيام بتلك المبادرات.

إن حرب الشائعات لا تقل ضراوة عن حرب الميدان فكلاهما أذرع الارهاب الأسود.
 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة