احتفلت جامعة سيناء، مساء أمس، بخريجي الجامعة هذا العام تحت مظلة انطلاقة جديدة، للجامعة حيث أطلقت "الجامعة" على دفعة الخريجين الجدد "دفعة التحدي"، وحضر الاحتفالية عدد من الشخصيات العامة من الوزراء وكبار المسئولين وعلى رأسهم الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي، واللواء عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء، واللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، والدكتور محمود أبو النصر وزير التعليم الأسبق، والدكتور مفيد شهاب وزير التعليم العالى الأسبق، والدكتور عدلي حسين محافظ القليوبية الأسبق، والشيخ حسن علي خلف شيخ مجاهدي سيناء.
وفى بداية كلمته وجه الدكتور حسن راتب، رئيس مجلس أمناء جامعة سيناء، الشكر لمن شارك فى الاحتفالية قائلا: "اسمحوا لى فى البداية أن أسجل شكرى وتقديرى لكل من جاء فى هذه الليلة المباركة الطيبة ليشاركنا فى هذه الفرحة، وأول من أسجل شكرى له أبناءنا الطلاب الذين تخرجوا هذا العام، وأول من أسجل شكرى لهم الذين واجهوا كل التحديات التى عشناها معا لحظة بلحظة، وأنا أعلم وأدرك تماما حجم هذه التحديات التى واجهناها، ولذلك سمينا هذه الدفعة "دفعة التحدى"، واسمحوا لى أن أضيف كلمة الصمود فهى دفعة "التحدى والصمود".
وأضاف الدكتور حسن راتب، أردت أن يكون الحفل هذا العام مختلفا عن كل الأعوام، لأنه يحمل أكثر من مثل وأكثر من معنى، ولكنى قبل أن أبدأ أحيى رجل بلغ الرسالة وأدى الأمانة وكان على خير مسئولية وهو أستاذنا اللواء سيد حرحور، متابعا: "تحية شكر وإعزاز وتقدير واحترام إلى هذا الرجل الذى لن أبالغ إذا قلت إنه يعيش معنا لحظة بلحظة، كان بالليل قبل النهار على تواصل مستمر، كان لا يعيش معنا بفكره وقلبه وحاله، لكن عاش معنا بحرياته، فهذه تحية شكر وإعزاز وتقدير وحينما يخرج المسئول من مسئوليته، فلا بد أن تنحنى الرءوس له طالما أنه أدى الأمانة وبلغ الرسالة وكان على شاكلة اللواء سيد حرحور".
وتابع: "أرحب بمحافظ جنوب سيناء الذى أعتبره ضيف عزيز، وأعتبر شبه جزيرة سيناء لها وحدة جغرافية واحدة، بل وحدة تاريخية واحدة، بل وحدة اجتماعية واحدة، ولذلك أرحب بهذا المحافظ النشط الذى يعتبر جامعة سيناء جزءا لا يتجرأ من جنوب وشمال سيناء، ونحن أيضا نلبى جميع طلباته، سواء المنح التى يطلبها أو الدعم الذى يطلب لأن جامعة سيناء لها رسالة قبل أن تكون رسالة علمية لها رسالة تربوية عظيمة ومن أجل هذا كان هذا النتاج".
ووجه الدكتور حسن راتب رسالة لأهالى سيناء قائلا: "أما أبناء سيناء البررة الكرام الذين نعيش معهم فى كنفهم أشعر أننا منهم وهم منا وهذه جامعتهم، فهؤلاء الذين عشت معهم فعلا ردحا من الزمان بلغ 40 عاما، أشعر أننى أحد أبناء هذه الأرض الطيبة المباركة رغم أننى لست ابنا بالمولد لكن ابنا بما قاله الرسول "سلمان منا آل البيت" عندما حكم على سلمان الفارسى، فأنا ابن سيناء"، مضيفا: "فهذه التحية أجسدها فى الكلمات الجميلة التى أبداها أخى وحبيبى الشيخ حسن خلف شيخ قبائل سيناء لأنه رمز للجهاد ورمز للبطولة والكفاح أردت أن يقف أمام أبناءه يقول لهم كلمة طيبة فى يوم تخرجهم لأنه نموذج لأبناء سيناء البررة الكرام الذين عاشوا ردحا من الزمان يحرسون الأرض والبشر، يحرسون البوابة الشرقية لمصر العظيمة، تحية لأبناء سيناء الذين نعيش فى كنفهم ونتعامل معهم كل يوم وكل لحظة".
كما وجه شكره لوزير التعليم العالى قائلا: "الدكتور خالد عبد الغفار والله لا أبالغ إذا قلت أشيك وأرقى وزراء التعليم العالى الذين تولوا المهمة على مر التاريخ"، مضيفا: "هذا الرجل لم يتأخر لحظة واحدة عن تلبية نداء جامعة سيناء، وجامعة سيناء لن تتردد أيضا فى أن تكون لها رسالة معه علمية عظيمة، ليست فقط فى البحث العلمى لكن أيضا فى إعادة الحركة الشبابية فى مصر وأيضا فى تربية شباب المعسكرات، ولعل معسكر حلوان الذى أحياه أحد بصماته الطيبة".
ووجه "راتب"، 3 رسائل أولها لأساتذة وأعضاء هيئة تدريس الجامعة حيث قال لهم: "لا أقول لكم أعظم من شهادة المولى عز وجل وهو يقول فى كتابه الكريم "شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط"، مضيفا: "هذه شهادة الذات للذات إذا كان المولى عز وجل يشهد أنكم ضمن الحضرة الإلهية، فليس بعد كلام المولى كلام، فهذه شهادة لكم من المولى عز وجل"، متابعا: "إنما يخشى الله من عباده العلماء وهذه الخشية هى صفة من صفات الله ولكن ما أريد أن أهديه إليكم اليوم آية كريمة من سورة ياسين وهى "سنكتب ما قدموا وآثارهم"، وأرجو أن تعيشوا فى هذه الآية، لأن آثاركم هؤلاء الأبناء الخريجين، وهى ذرية صالحة عمل من بعض، وكل عمل صالح يعمله أبناؤكم أنتم شركاء فى الثواب، وكل عمل طيب يخرج من ابن تربى على أيديكم أنتم شركاء فى الثواب، فلكم اليوم أن تفخروا بما منحكم الله من شهادة الذات للذات، وأن تكونوا فى حضرته، وأن تفخروا بآثاركم لأنكم عملتم فى ظروف صعبة، وأنا أعلم حينما كنا نذهب إلى الجامعة، وكنا نقيم فى العريش وكيف كانت رحلة الذهاب والعودة، وأعلم كل شيء، وكنت معكم لحظة بلحظة أشارككم، لكنى أشاركم اليوم فرحة الآثار وأحييكم بتحية الإسلام، السلام عليكم، طبتم وطاب ممشاكم وطاب حركاتكم وطاب سكونكم وكل آثاركم التى أراد الله أن تكون فى كتابه المحفوظ".
ووجه رسالة لأولياء الأمور قائلا: "أى إنسان لا يحب أن يرى أحدا أفضل منه إلا ابنه، والولد الصالح أحد أركان هذا الدين، حيث إن عمل ابن آدم ينقطع إلا من ثلاث، صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له، مضيفا: "أقسم لكم أن هذه النية التى بنينا بها هذه الجامعة، من أجل هذا كان النتاج، نتاج أن الأعمال الصالحة تكتب النوايا الصالحة".
ووجه نصيحة للخريجين قائلا: "لأبنائى الطلاب أقوال لكم أنتم تودعون حياة التلمذة، وتستقبلون حياة جديدة بها المسئولية كل طموحاتكم تنمى بقدر قدراتكم فنموا قدراتكم، وهذه رسالتى لكم والعمل له جدوى اقتصادية ووجه له قيمة اجتماعية، وكما نهتم بالجامعة الاقتصادية يجب أيضا أن نهتم بالقيمة الاجتماعية وهو ما ينعكس آثاره على المجتمع والوطن".
وقال راتب، "كنا نحاول فى جامعة سيناء أن نرفع شعار أنها لا تمنح الشهادة من أجل الدرجة العلمية فحسب، ولكن قبل أن تمنح الدرجة العلمية تبنى شخصية وكنا نتطلع أن نخرج رجال ونساء ليكونوا شركاء فى التنمية فى هذا المجتمع".
وأكد "راتب"، أن مصر تواجه ظروفا معقدة قائلا: "نحن نواجه ظروفا صعبة ومعقدة، وأنا أعجب لما تمر به هذه الأمة وما يمر به شعب مصر فى هذه المرحلة، أعجب من حجم التحديات ليس فقط تحديات الإرهاب، وهذه على رأس التحديات وأكثر تحديات كانت تواجه فى الجزء العزيز على وجدان كل مصرى فى سيناء وأرض سيناء، لكن التحديات أكبر من هذا فهى تحديات اقتصادية وتحديات متعلقة بالغذاء وتحديات نواجهها فى ميزان المدفوعات، ولكنى أتعجب من هذا القدر حتى جاءت التحديات فى مياه سد النهضة، لكنى أشعر أن الله قيد فى هذه الأمة رجال صدق فيهم قول الله "رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، ثم تدخل المولى بذاته العلية ليحفظ هذا البلد الأبية".
وشدد "راتب" على أن لمصر مكانة خاصة لدى رب العالمين قائلا: "مصر التى ذكرت في القرآن 5 مرات و18 مرة بالإشارة، أما المدينة المنورة على قدر عظمة ساكنها وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت فى القرآن الكريم مرتين، ومكة كذلك على الرغم أن بها البيت الحرام"، مضيفا: "هذه البلد التى حفظها الله ووهبها قيادة واعية على شاكلة الرئيس عبدالفتاح السيسى، كما قيد لها جند مخلص فى القوات المسلحة، وقيد لها رجال الشرطة حملوا أرواحهم على أيديهم لكى يثبتوا لهذه الأمة أن مصر أغلى من الروح، وأن النفس ترخص من أجل هذه الأمة".
فى السياق ذاته قال راتب"، "اسمحوا لى أن نحيى هذه القيادة التى وهبتها الأقدار لهذه الأمة فى هذه الظروف الصعبة، وتلك العصابات الشداد ليقابلها بربطة جأش وقرارات حكيمة، ثم بعد ذلك سد النهضة توقف لوحده لتخذل يد الله العظيمة الكريمة القديسة المقدسة، ويصاب المشروع بمشاكل ضخمة من الناحية المالية والفنية، متابعا: "أليس هذا فضل الله على الأمة، أليس هذا الله بركة هذه الأمة، ويدل بصدق على أن الأرض طيبة والرب غفور".
واختتم"راتب" كلمته، قائلا: "اسمحوا لى ان أحنى رأسى للجميعن فهذا العمل المبارك كان بنية طيبة، ونسال الله أن تكون ثماره على قدر نيته، وأن يكون عطاءنا فيه فى الآخرة قبل الاولى، وأن يكون عملا صالحا يتقبل ".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة