إذ سألت الرئيس الأمريكى الأسبق جورش دبليو بوش الابن عن اليوم الأكثر سوادا فى حياته، بالتأكيد سيكون إجاباته بأنه يوم الحادى عشر من سبتمبر عام 2001، هذا اليوم الأصعب والأكثر حزنا فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية فى القرن الجديد.
بوش الرئيس الأمريكى رقم ثلاثة وأربعين فى سلسلة رؤساء الولايات المتحدى الأمريكية، لم يكن تعدى شهره الثامن فى سدة حكم الإدارة الأمريكية حتى فاق على فجيعة غيرت مجرى سياسات الولايات المتحدة الأمريكية فى الشرق الأوسط والعالم من تاريخه.
فى 11 سبتمبر 2001 جاء الهجوم على مركز التجارة العالمى فى نيويورك ومبنى وزارة الدفاع الأمريكية، الذى أسفر عن 2973 ضحية 24 مفقودا، إضافة لآلاف الجرحى والمصابين بأمراض جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة، فكيف استقبل بوش ذلك اليوم.
بحسب ما يروى الرئيس الأمريكى الأسبق فى كتابه "مذكرات جورج دبليو بوش: قرارات مصيرية"، فإنه فى ذلك اليوم استيظق مبكر قبل الفجر فى الجناح الخاص به فى منتجع كولونى بيتش، قرب ساراسوتا فى ولاية فلوريدا الأمريكية.
بدأ نهاره بقراءة فى الكتاب المقدس، وبعدها هبط لممارسة رياضة المشى، وبعدها الجرى حول ملعب الجولف، وكان ذلك ولم يطلع نهار ذلك اليوم الأسود، لافتا إلى أن العملاء السريين كانوا على دراية بروتينه اليومى وتمرينه، لكن السكان المحليين وجدوا ركضه فى الظلام أمرا غريبا.
بعدها عاد للفندق واستحم على عجل وتناول وجبة إفطار خفيفة، ثم نظر بسرعة إلى الصحف الصباحية، وكانت القصة الأبرز عن عودة مايكل جوردان من الاعتزال إلى المشاركة مجددا فى الدورى الأمريكى للمحترفين، أما العناوين الأخرى فركزت على الانتخابات الأولية لمنصب عمدة نيويورك، وحالة تشبه جنون البقر فى اليابان.
فى الثامنة صباحا، تلقى بوش الموجز الرئاسى اليومى، الذى يجمع معلومات استخباراتية سرية جدا مع تحليل معمق لسياسة العوامل الجغرافية والاقتصادية والبشرية، والموجز اليومى من أفضل فترات النهار، وقدم موجز يوم 11 سبتمبر محلل ذكرى فى وكالة المخابرات المركزية س آى آى يدعى مايك مورل، شمل الموجز روسيا والصين والانتفاضة الفلسطينية فى الضفة الغربية وقطاع غزة.
بعد الموجز توجه بوش لزيارة إيما أى بوكر الابتدائية لتسليط الضوء على الإصلاحات فى مجال التعليم، وفيما كان يقطع المسافة من الموكب إلى الصف ذكر كارل روف أن طائرة تحطمت فى مبنى التجارة العالمى.
لكن بوش يوكد أن الأمر بدا غريبا، حيث تصور أنها طائرة مروحية صغيرة تاهت بشكل مريع، ثم اتصلت كوندى، فتحدث معها من هاتف آمن فى أحد الصفوف التى تم تحويله لمركز للاتصالات لموظفى البيت الأبيض، أكدت أن الطائرة التى ضربت مركز مركز التجارة طائرة تجارية وليست حفيفة، وقال: ذهلت. لا بد أن الطيار كان الأسوأ فى العالم.
كان ذلك قبل أن تتضح الحقيقة للرئيس الأمريكى الأسبق، وتتغير سياسته وتخوض الولايات المتحدة الأمريكية عدة مواجهات على حدود مختلفة.