مع حلول الذكرى السابعة عشرة لهجمات 11 سبتمبر 2001، التى نفذها تنظيم القاعدة بواسطة 3 طائرات مدنية، تم استخدامها فى الاصطدام ببرجى مركز التجارة العالى فى مانهاتن، ومبنى البنتاجون، مقر وزارة الدفاع الأمريكية، وأسفرت تلك الأحداث عن سقوط 2980 قتيلًا وآلاف الجرحى والمصابين، تبين أن المخابرات الأمريكية كان لديها علم بهذه الهجمات قبل وقوعها بحوالى 4 أشهر، والمثير أن مصر أبلغت لـ «CIA» بذلك، وهو ما يطرح العديد من علامات الاستفهام، حول الإجراءات التى اتخذتها واشنطن بعد هذا الحادث.
ما كشف عنه اللواء حبيب العادلى، وزير داخلية مصر الأسبق، فى محضر جلسة 9 أغسطس 2014، الخاصة بقضية قتل المتظاهرين فى ثورة 25 يناير، يستحق التوقف عنده طويلًا.
وزير الداخلية الأسبق أكد أن جهات أمريكية دعمت مخطط الجماعات الإرهابية والفوضوية الخاص بمحاولات تدمير جهاز مباحث أمن الدولة، فى أعقاب ثورة 25 يناير، رغم التعاون الأمنى والخدمات المقدمة من الجهات الأمنية المصرية فى مجال مكافحة الإرهاب، التى وصلت إلى درجة إبلاغ المخابرات الأمريكية بهجمات 11 سبتمبر 2001، قبل وقوعها بفترة كبيرة بلغت 4 أشهر.
وقال العادلى، فى هذه الجلسة، إن جهاز مباحث أمن الدولة حصل فى مايو 2001 على معلومات تفيد بأن هناك عملًا إرهابيًا ضخمًا جدًا ستتعرض له الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى أن الجهاز حصل على هذه المعلومات الخطيرة من مصدر كان مزروعًا من قبل وزارة الداخلية المصرية فى قلب عرين تنظيم القاعدة بأفغانستان. ويضيف «العادلى» نصًا، حسبما ورد فى محضر الجلسة الموثق للتاريخ: «معلومة زى دى مش هناخدها من عميل ولا مصدر، ولا كلمتين بأن أمريكا هتتعرض لعملية إرهابية كبيرة جدًا دون تأكد.. لا بالفعل تم التأكد أن هناك إعدادًا لعملية كبرى تستهدف الولايات المتحدة الأمريكية»، مشيرًا إلى أنه أجرى اتصالًا بالرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، وأبلغه فأجابه: «وبعدين؟!»، هنا أبلغه «العادلى» بضرورة إبلاغ السلطات الأمريكية، وهو ما وافق عليه الرئيس. ويعبر «العادلى» عن كواليس إبلاغ المخابرات الأمريكية- مبارك قائلًا: «جبنا بتوع الـCIA والـFBI فى مايو قبل الأحداث بكتير وقولنالهم يا جماعة عندنا معلومات إن تنظيم القاعدة سيشن هجمات إرهابية تستهدفكم، وهما قالولنا شكرًا».
ويتابع «العادلى» قائلًا: «فى أغسطس من نفس العام، حصلت مباحث أمن الدولة على المعلومة بأن العملية الإرهابية دخلت إطار التنفيذ وكل الوقت اللى فات كان للإعداد والتجهيز، وطبعًا سجلنا المعلومات دى أثناء الحديث مع المصدر، ثم أبلغت الرئيس بالمعلومات بعد التأكد منها، واتفقنا على إبلاغ المخابرات الأمريكية بتطورات الأوضاع، وبالفعل حدث التواصل بين الجانب الأمنى المصرى وجهاز الـ CIA بأن عملية إرهابية كبرى أعد لها تنظيم القاعدة ستنفذ داخل الأراضى الأمريكية، ثم وقعت أحداث 11 سبتمبر 2001».
وعن كواليس ما دار بين «مبارك» وجورج بوش، بعد إخطار مصر المخابرات الأمريكية بالهجمات، قال «العادلى»: «سافر الرئيس أمريكا فى عام 2002.. لما راح قال لجورج بوش ما إحنا قولنالكم على العملية ومهتمتوش.. وأبلغه بوش أنه لم يبلغ»، قطع «مبارك» الحديث ليجرى اتصالًا عاجلًا بـ«العادلى»، وفوجئ وزير داخلية مصر بالرئيس يقول: «حبيب.. إنت عملت إيه فى المعلومات بتاعت استهداف أمريكا.. بلغتهم؟»، فأجاب «العادلى»: «حصل يا ريس»، فرد «مبارك»: «بلغت مين؟»، فأجاب العادلى: «الـ CIA». وتطرح هذه المعلومات والمواقف علامة استفهام كبيرة، لماذا تجاهلت المخابرات الأمريكية تحذيرات الأمن المصرى بشأن الهجمات الإرهابية؟، ولماذا دعمت مخططات هدم وتخريب جهاز أمن الدولة رغم جهوده الحقيقية فى مجال مكافحة الإرهاب؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة