وائل السمرى

الصوفي المعلم رياض السنباطي

الخميس، 13 سبتمبر 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مرت منذ أيام قليلة الذكرى السابعة والعشرين لرحيل واحد من أعظم موسيقيي مصر وأكثر تأثيرا، العالم الموسيقى الذي يجزم كبار الموسيقيين من أعلم من تبحر في علوم الموسيقى العربية ومن أكثرهم إنتاجا وأعلاهم قامة، الرجل الذي استطاع بذكاء نادر وحكمة بالغة وحنكة أن يحتفظ بفنه وكرامته وأم كلثوم، دون أن تؤثر أية قيمة على القيمة الأخرى، فظل على بهائه دوما، محتفظا بكامل القيمة وكامل الوعي وكامل التجدد.

27 عاما مرت على رحيله المؤلم، وللأسف لم تنتبه مصر حتى الآن إلى تلك القيمة العظيمة التي فقدتها، كما لو كنا متبلدي المشاعر وفاقدي الوعي، 27 عاما مرت دون أن ندرك إننا بحاجة لأن نكرم صاحب الأطلال التكريم اللائق، ليس لأنه بحاجة إلى تكريم فحسب وتقدير فحسب، لكن لأننا بحاجة إلى قدوة، وبحاجة إلى رؤية، وبحاجة إلى مسئولين يدركوا أنهم أمناء على مستقبل مصر وتاريخها، وبحاجة إلى صناع قرار يدركون أن من واجبهم أن يمنحوا المجيدين أملا في الخلود.

 

            قد يقول قائل، وكيف نكرم "رياض السنباطي" وهو الذي حصل على أرفع تكريم في العالم بأن تختاره اليونسكو كأفضل موسيقي في الكون، وأقول إن طريقة التكريم الوحيدة هي أن ننشأ متحفا باسمه مثلما أنشأنا متحفا باسم موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، فمن وجهة نظري لا يقل رياض السنباطي عن عبد الوهاب في الأهمية والشهرة والتأثير، ومن وجهة نظري أيضا أن رياض السنباطي يحتل مساحة لا خلاف عليها بين أكبر رواد الموسيقى في الشرق، ولو كان لي أن أختار أعظم موسيقيي مصر والعالم العربي لاخترت دون تفكير رياض السنباطي من بينهم، مع سيد درويش ومحمد القصبجي وزكريا أحمد ومحمد عبد الوهاب، وعلينا أن نقدم للمجتمع القدوة في الفن كما يقدم الآخرون قدوتهم في التطرف والإرهاب.

 

من حسن حظنا أن الموسيقار الراحل الكبير ترك أبناء أوفياء له أبرار به، فقد حافظوا على معظم تراث رياض السنباطي من الضياع، وتحملوا عبء صونه من الزمن، وقد تحدثت مع الدكتورة راوية السنباطي، والطيار محمد السنباطي، في هذا الشأن وأكدوا لهم أنهم على استعداد لتقديم هذه المقتنيات الثمينة إلى الدولة إن قررت عمل متحف ملائم لموسيقارنا العظيم، فإلى متى نترك الخراب محيطا بنا، ونحن نتملك كل أسباب الجمال.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة