يفتح حقوقيون على هامش أعمال الدورة الـ (39) للمجلس الدولى لحقوق الإنسان المعقود حاليا بجنيف، ملف انتهاكات النظام القطرى ضد قبائله التى تعانى من سياسات أسرة آل ثانى القمعية، فعلى مدار العام الماضى على واقع الأزمة الخليجية وارتباك الأسرة الحاكمة، مارس النظام أشد أنواع التنكيل تجاه القطريين لاسيما بين عقلاء القبائل القطرية التى رفضت عبثه مع جيرانه.
وسوف تعقد منظمات حقوقية عدد من الندوات للحديث عن تهجير وسحب الجنسية من القبائل القطرية ولاسيما قبيلة آل غفران فى قطر بالإضافة إلى أوضاع حقوق الإنسان فى هذا البلد، الأمر الذى يدفعنا لإلقاء الضوء على جرائم النظام القطرى بحق القبائل التى دعت لإنقاذ بلادها من الخراب على يد أسرة "آل ثانى" بعد الخسائر الفادحة التى ألمت بالبلاد وتكبد النظام المزيد من النزيف الاقتصادى، جراء سياساته، فتم التنكيل والزج بها فى السجون وسحب الجنسية ونهب أموالهم عبر تجميد حساباتهم البنكية خلال الأشهر الأخيرة.
التنكيل بـ"بن سحيم"
ورصدت تقارير خليجية الجرائم التى مارسها النظام القطرى ضد قبائله التى فاض بها الكيل ورفعت له الكارت الأحمر خلال تجمعاتها المختلفة، ففى أكتوبر 2017 سحبت الدوحة الجنسية من شاعر المليون، محمد بن فطيس المرى، بحجة مساندته السعودية على حساب الحكومة القطرية، وفى الشهر نفسه، قامت السلطات القطرية بسحب جنسية شيخ قبيلة بنى هاجر، الشيخ شافى بن ناصر بن حمود آل شافي الهاجرى، بعد استنكاره سياستها في التعامل مع دول مجلس التعاون الخليجى، كما استبعدت كل أبناء قبيلة قحطان وبنى هاجر من المواقع العسكرية والأمنية الحساسة، وعيّنت آخرين بدلاً منهم.
والشيخ سلطان بن سحيم هو الابن الثامن للشيخ سحيم بن حمد بن عبدالله آل ثانى، أول وزير خارجية لدولة قطر، عندما أعرب عن نيته فى قيادة حركة تصحيح أمام النظام القطرى، فما كان من النظام إلا أن قمع قبيلته، واقتحم قصره وصادر أمواله، وبعثر محتويات الغرفة الخاصة للشيخة منى الدوسرى أرملة الشيخ سحيم ووالدة الشيخ سلطان، كما جمدت كل حسابات الشيخ سلطان واستولت على أختامه وصكوكه وتعاقداته التجارية.
نهب أموال "عبد الله بن على"
ومن بين كبار الشخصيات بالقبائل القطرية التى تعرضت لقمع النظام، الشيخ القطرى عبدالله بن على آل ثانى، والذى قامت السلطات بنهب أمواله عبر تجميد حساباته فى بنوكها منتصب أكتوبر العام الماضى، وذلك بعد أن نجحت وساطته مع السعودية لإيفاد الحجيج القطريين، وسطع نجمه ولقب ببديل تميم وارتفعت شعبية، حيث عمل النظام على استهدافه.
قبيلة "آل غفران"
وقد حالف الحظ قبيلة "آل غفران" القطرية إلى طرح مأساتها أمام المنظمات الدولية فى "جنيف" مارس الماضى، حيث تم إسقاط الجنسية عن أبنائها وتهم تهجير أبنائها قسريا ومصادرة أموالهم، ونظم عددا من أبناء القبيلة مؤتمرات ووقفات احتجاجية، للفت أنظار المجتمع الدولى إلى قضيتهم.وبحسب تقارير فقد تعرض 6 آلاف شخص من أبناء هذه القبيلة لإنتهاكات مستمرة منذ أكثر من 20 عاما، من قبيل التهجير القسرى ومصادرة الأموال، و إسقاط جنسياتهم دون وجه حق وفضلا عن انتهاكات لنساء القبيلة وطمس هويتهم.
سحب الجنسية من قبيلة "آل مرة"
سحب النظام القطرى الجنسية من شيوخ قبائل "آل مرة" المعارضة لسياساته سبتمبر العام الماضى ، وسحبت جنسية نحو 50 من أفراد أسرتهم، وصادرت أموالهم، وأكد محمد المرى، أحد أعيان قبيلة آل مرة، فى تصريح لصحيفة "سبق" السعودية، إن قطر قررت إسقاط الجنسية عن شيخ قبيلة آل مرة "طالب بن لاهوم بن شريم"، بالإضافة إلى شيخ قبيلة بنى هاجر، ومصادره أموالهم ، عقابا لهم بعد اجتماع أقامه شيوخ القبائل يونيو العام نفسه، برفقة عدد من أعيان قبيلة آل مرة القطرية، مع ولى العهد السعودى، الأمير محمد بن سلمان، جرى خلاله الحديث عن الأزمة الخليجية.
القبائل القطرية المنكل بها لم ترضخ للظلم، وأقامت أكبر احتشاد دعا إليه بن سحيم فى 18 نوفمبر العام الماضى فى جوف بنى هاجر بالمنطقة الشرقية على الحدود القطرية السعودية، تضامنا مع القبائل القطرية، وحذر أبناء القبائل نظام الدوحة من استخدام كارت سحب الجنسية الذى لن تقلل من قيمة القبائل وشيوخها فى التاريخ، وفى ديسمبر الماضى، وتزامنا مع اليوم الوطنى القطرى أقامت القبائل القطرية المعارضة ثانى تجمع شارك فيه أكثر من 20 فردا من عائلة آل ثانى فى مجلس واحد، بهدف تضامن حكماء الأسرة وتكاتف أبنائها للعمل على إنقاذ قطر.
اجتماعات القبائل القطرية المتكررة، وضعت الأمير تميم فى "مأزق" كبير، بعد خروج أعضاء أسرة آل ثانى التى طفح بها الكيل من ممارسات النظام عن حكمه، واعتبرت أيضا ضربة قوية للنظام القطرى ، وشكلت مفاجأة لتميم حيث ظهر فيه منشقون عن حكمه من أسرة آل ثانى، نادوا بعودة الدوحة إلى الحضن الخليجى، ولا تزال تلك القبائل تواصل حركة تصحيح المسار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة