لم نسمع عن دولة أخرى تحيل عشرات الموظفين فى يوم واحد للتحقيق لأن مسئولًا ذهب فى جولة تفتيشية مفاجئة فلم يجد أحدًا منهم فى مكانه، نحن جميعًا تعرف أن هذا هو ديدن غالبية الموظفين فى مصر: يتم تعيينهم بالواسطة فيفسد نصفهم بالرشاوى والمصالح، ويهرب النصف الآخر لأعمال إضافية من أجل تحسين الدخل، ويدفع المواطن فى النهاية ثمن فساد هذا وإهمال ذاك. ما يُقلقنا أكثر هو شعور المسئول الذى كلما ذهب لمكان لم يجد نصف موظفيه، هل يكتفى بالتحقيق أم يسعى جاهدًا لكى لا تتكرر المأساة؟، المسألة أكبر من وجود الضمير أو انعدامه، لأن بعض الموظفين يعتبرون ما يفعلونه تفضلًا منهى يستحق الثناء والشكر وعلى المواطن أن يتعلم الصبر بالانتظار، ونأمل من قانون الخدمة المدنية الجديد أن يكون قاسيًا فى تقييمه لهذه النوعية وأن يتعلم من الشركات الناجحة كيف يختار الموظف الذى يتعامل مع الجمهور دون أن يعذبهم.