تختلف الصيغة، وتتبدل الكلمات، وتتغير اللهجات لهدف واحد هو خلق سؤال يبدو فى ظاهره جادا وهاما وخطيرا، بينما يحمل فى باطنه كل أنواع التشكيك بكثرة ترديده بأشكال مختلفة.
يطرحون السؤال حول ما قدمه الرئيس عبدالفتاح السيسى ومشروعه بأشكال تجعل السؤال صعبا، بينما إجابته هى الأسهل على الإطلاق، لأن لغة الأرقام هى خير رد وأقصر الطرق للوصول إلى الحقيقة الواضحة.
لا يهدف الإخوان أو بعض ممن يلبسون ثوب المعارضة زورا وبهتانا إلى البحث عن الحقيقة من خلف طرح هذا السؤال بقدر ما يستهدفون تشكيك المواطن المصرى فى كل إنجاز يحدث على الأرض.
معطيات تحرك الدولة المصرية تخبر الجميع بأن الرئيس مشروعه الأول كان الحفاظ على تماسك الدولة فى منطقة يفككها الإرهاب والصراعات على مهل، ثم انطلق من نقطة التماسك المصرى إلى المشروع الأكبر وهو إعادة بناء الدولة المصرية عبر التأسيس لبنية تحتية قوية تسمح لهذا الوطن بأن يبدأ مشروعه الاقتصادى بقوة.
يسأل البعض ببراءة وربما بخبث يهدف إلى التشكيك عن المشروع القومى للدولة المصرية خلال السنوات الماضية، تأتى الردود على هذا السؤال متنوعة، بعضهم يجيب بقائمة المشروعات، والبعض الآخر يقدم إجابته تحت عنوان ورقة تماسك الدولة والاستقرار، وقطاع ثالث تأتى إجابته فى شكل دراسة عن عبقرية استعادة الدور المصرى فى المنطقة بعد أن غابت القاهرة كثيرا عن دورها الإقليمى، وآخرون يمصمصون شفاههم ويخبرونك بأن مصر بلا مشروع قومى.
مشروع الدولة أو حلمها الذى يبحث عنه الجميع، ويتحول إلى سؤال يطارد به الإخوان وبعض النشطاء الرئيس عبدالفتاح السيسى وإدارته، تبدو ملامحه واضحة، ولكن الخصوم يحاصرون من يفترض امتلاكهم للإجابة من رجال الدولة أو الإعلام بمعارك جانبية عن مشروعات البنية التحتية وملفات حقوق الإنسان وفق منظورهم هم لا منظور مصلحة الوطن ومستقبله.
ربما ستبدو الإجابة مناسبة إن أخبرناهم جميعا دون خجل أو خوف من تشكيك أو سخرية فيسبوكية أن المشروع القومى لهذا الوطن فى الولاية الأولى للرئيس السيسى هو الأمل، نعم الأمل بمعناه المجرد والمعروف والواضح، فلا مشروع أهم لوطن فقد الأمل فى سنوات فوضى، وفقد شعبه ثقته فى نفسه بسبب معارك الدم والفتنة التى نشرها الإخوان والإرهابيون والمتصارعون على المكاسب من مشروع استعادة الأمل فى المستقبل، ومن يملك الأمل قادر على أن يرد ثقة هذا الشعب لنفسه، وهذه الدولة إلى أصلها، وأصل الدولة المصرية قائم على شعب متماسك قادر على أن يصنع ويصيغ حاضره ومستقبله بيده، وربما كان ذلك هو النجاح الأكبر للرئيس السيسى الذى تجلى فى اليد والإرادة المصرية التى واجهت الإرهاب، ثم بدأت عملية تنمية حقيقية تمهد الأرض لنقلة اقتصادية بأيد مصرية خالصة.
هناك فى قلب صحراء ظن البعض بعد سنوات طويلة من الصراخ لتعميرها أنه يؤذن فى مالطة، تزهر وتظهر بشائر إرادة مصرية جديدة بتعمير ما كنا نظنها قبلا ستظل خرابا أو ساحة ينتفع منها رجال الأعمال فقط.
هناك فى قلب الصحراء الآن ينمو محور قناة السويس، وتثمر أرض الفرافرة ضمن مشروع المليون ونصف فدان، وتنشق الجبال عن استثمارات سياحية وصناعية وعلاجية فى هضبة الجلالة، وتظهر بشائر العاصمة الإدارية الجديدة، معلنة عن إرادة مصرية نجحت فى تحويل ما كان فى الماضى حلما، وما كان فى الحاضر محل تشكيك إلى واقع ملموس، ينقذ هذا الوطن من الترهل الإدارى ويصطحبه إلى حيث ساحة التنمية الراسخة فوق أرض تملك بنية تحتية قوية قادرة على تحقيق نمو اقتصادى واستثمارى فى المستقبل القريب.
وإن كانت الإجابة النظرية لا تكفيك، دعنا نترجمها إلى أرقام تثبت بما لايدع مجالا للشك أن ما يحدث على أرض مصر الآن من أعمال إعادة تأسيس لم يحدث منذ عصر تأسيس الدولة الحديثة على يد محمد على، ليست مقارنة بين مصر محمد على ومصر السيسى، ولكنها نظرة دقيقة للأرقام التى دوما تعتبر سيدة الأدلة، والسلاح الذى لا يكذب ولا يتجمل.
مصر التى عاشت سنوات طويلة تخطط وتتمنى لغزو الصحراء، نجحت فى 4 سنوات فقط تحت قصف معارك الإرهاب واستهداف استقرار الدولة فى أن تطلق مشروع استصلاح 4 ملايين فدان منها نحو 1.5 مليون فدان خلال عامين، حيث أُعلن رسميا عن استصلاح 10 آلاف فدان فى الفرافرة فى سهل بركة فى ديسمبر 2015، وطرح 500 ألف فدان للشباب وصغار المزارعين فى أكتوبر 2016، وطرح 233 فدانا، فى يناير الماضى، غرب محافظة المنيا.
مصر التى يحارب رجالها الإرهاب الممول دوليا على جبهة الحرب فى سيناء، كان رجالها فى جبهة التنمية يؤسسون 22 مدينة صناعية جديدة، أهمها 3 مدن صناعية الروبيكى لدباغة الجلود، والأثاث بدمياط، والبلاستيك بمرغم فى الإسكندرية، بخلاف 26 مدينة ومركزا سياحيا أهمها العاصمة الإدارية الجديدة، التى بدأ تنفيذها فى 2015، ومدينة العلمين الجديدة، ومدينة هضبة الجلالة، والإسماعيلية الجديدة.
مصر التى طمع شخص فى حكمها مقدما نفسه للجماهير بأنه صاحب إنجاز مطار القاهرة ومعتبره سببا كافيا للمرور إلى كرسى الحكم بنت وأسست فى عهد السيسى 8 مطارات،اهمها فى وسط سيناء والقطامية ورأس سدر وسفنكس غرب القاهرة وبرنيس جنوب البحر الأحمر، ونفذت أهم مشروع فى تاريخها الحديث وهو مشروع الطرق العملاق بمجموع أطوال 4800 كيلومتر وشملت «المشروع القومى للطـرق 900 كم» بتكلفة 19 مليار جنيه، وتطـوير شـبكـة الطرق الحـالية «2000 كم» بتكلفة 6 مليارات جنيه، والانتهاء من تنفيذ محاور على النيل «6 محاور» بتكلفة 3.7 مليار جنيه، وكذلك الانتهاء من «30 كوبرى علوى» بتكلفة 3.3 مليار جنيه، وإجمالى استثمارات الطرق والكبارى الجارى تنفيذها يبلغ تكلفتها 52.5 مليار جنيه، وتشمل المشروع القومى للطـرق «1280 كم»، وتطوير شبكة الطرق الحالية «2500 كم»، وتنفيذ محاور على النيل «10 محاور بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة»، وكبارى علوية «20 كوبرى».
مصر التى تقاتل أهلها فى فترات معينة لشراء مولدات الكهرباء بسبب نقص الطاقة والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائى نجحت فى عهد السيسى فى تحقيق طفرة غير مسبوقة فى مجال الطاقة والكهرباء لتحصد فى نهاية جولتها الأولى مع الرئيس السيسى نتائج مبهرة بشهادة دولية وردت فى تقرير التنافسية الدولية 2017-2018 الذى يتجلى نجاحه بالمقارنة بالعام 2014-2015، ونكتشف الآتى:
أولا: تحسن فى جودة الطرق من المركز 118 إلى المركز 75.
ثانيا: تحسن فى البنية التحتية للموانئ من المركز 66 إلى المركز 41.
ثالثا: تحسن فى جودة إمدادات الكهرباء من المركز 121 إلى المركز 63.
رابعا: تحسن فى جودة البنية التحتية من المركز 125 إلى المركز 71.
ازرعوا الأمل فى نفوس الناس واستثمروا فيه، سلطوا الضوء على المشروعات الكبرى التى تغزو أرض مصر وتزرع فيها حجر أساس لمستقبل أقوى وأفضل حتى لا يصبحوا فرائس ضعيفة أمام الشائعات المتناثرة فى فضائيات ومواقع الإخوان، أحيانا يبدو الأمل سلاحا أقوى للمواجهة من قائمة أرقام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة