تعانى العاصمة الليبية طرابلس من حالة عدم الاستقرار بسبب انتشار الميليشيات المسلحة، وتدهور الوضع المعيشى فى طرابلس وخاصة أزمة السيولة والخبز وبسط الميليشيات المسلحة لسلطتها على مقدرات الدولة الليبية.
وتظاهر عدد من المواطنين الليبيين فى ميدان الجزائر بالعاصمة طرابلس، احتجاجًا على تردى الأوضاع المعيشية فى البلاد، رافعين شعارات تطالب بإنهاء الكيانات السياسية فى البلاد ومنها مجالس النواب والدولة والرئاسى.
وكان قد طالب 29 عضوًا بالمجلس الاستشارى بمجلس الدولة، بخروج المجالس الثلاث الرئاسى والنواب والاستشارى من المشهد السياسى الليبى، وإعادة الأمانة إلى الشعب الليبى.
كما طالب المتظاهرون بضرورة خروج الميليشيات المسلحة من العاصمة طرابلس، وتسليم أسلحتها إلى الجيش الليبى وتوحيد دولة المؤسسات.
كما دعا البيان أيضًا، كافة القوى السياسية الليبية ومؤسسات المجتمع المدني إلى مشاركتهم هذه الدعوة عبر ممارسة كافة وسائل الضغط الشعبى السلمى على هذه الاجسام السياسية وحثها على التخلى عن محاولات التمترس خلف ذرائع واهية لإطالة عمرها.
بدوره اتهم رئيس حكومة الوفاق الوطنى الليبية فائز السراج، أطراف خارجية وراء الاشتباكات المسلحة التى دارات فى العاصمة طرابلس والتى تهدف إلى إسقاط المجلس الرئاسى الليبى.
وأكد السراج، فى تصريحات له، اليوم الأحد، استمرار الأجهزة الأمنية كل حسب اختصاصه لتأمين العاصمة طرابلس بما يكفل تقديم الخدمة للمواطن الليبى على أكمل وجه، مطالبا وزير الداخلية فى حكومة الوفاق عبد السلام عاشور، بتشكيل قوة شرطية نظامية تسند إليها مهمة تأمين وحماية مطار معيتيقة الدولى.
ونبه رئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوطنى الليبية فائز السراج، إلى أن هناك قائمة عقوبات محتملة ستصدر قريبا تتضمن أسماء شخصيات ليبية، وأن الفرصة المتاحة أمام الكثيرين بدأت تصغر شيئا فشيئا، داعيا الجميع إلى التحلى بالحكمة.
وقال السراج إن المشهد القادم سيكون مغايرا لما كان خلال الفترة الماضية، وإن ترتيبات أمنية قادمة سيجرى تنفيذها بالتعاون بين مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية.
وأكد السراج أنه حرص على عدم مخالفة القانون وتحقيق التوافق مع مختلف الأطراف وفى كافة الإجراءات والخطوات التى جرى اتخاذها وتجاوز الإساءات التى تستهدف المجلس الرئاسى الليبى.
وأكد السراج إن الكلية العسكرية ستستقبل أول دفعة من عناصر التشكيلات المسلحة الراغبة فى التدريب خلال شهر أكتوبر القادم فى إطار الترتيبات الأمنية التى يجرى تنفيذها بالتعاون بين الأجهزة الأمنية والعسكرية ودعم بعثة الأمم المتحدة.
وأكد السراج أن التشكيلات المسلحة ظاهرة موجودة فى مختلف المدن الليبية، موضحا أن الإجراءات التي سينفذها المجلس الرئاسي في هذا الشان تأتي ضمن خطط مرحلية لعملية الترتيبات الأمنية التى تأخر تنفيذها بسبب تعثر المسار السياسى.
واتهم السراج طرفا لم يسمه بالتسبب فى حالة الإظلام التام التي شهدتها عدد من مناطق البلاد خلال الأيام الماضية تزامنا مع الاشتباكات العنيفة التى جرت فى الضواحى الجنوبية للعاصمة طرابلس حيث قال: "بلد دخل فى إظلام كامل لأنك لم ترد وقف إطلاق النار". وتساءل: "ما حجتك وأنت تدخل دولة كاملة فى إظلام تام لأنك قررت عدم وقف إطلاق النار".
وأضاف: "أخبرناكم أن ما تقومون به غلط لكن هناك إصرار من بعض الأطراف على استمرار الأزمة وعدم وقف إطلاق النار وخرق الهدنة وإدخال أطراف أخرى وكأنها تتعمد تأزيم الموقف سياسيا وأمنيا وإنسانيا".
وأعلن السراج عن تشكيل قوة مشتركة لفرض الأمن والحفاظ على حياة وممتلكات المواطنين والفصل بين الأطراف المتنازعة وفض الاشتباكات فى العاصمة طرابلس، بقيادة آمر المنطقة العسكرية الغربية اللواء أسامة الجويلى.
وأصدر المجلس الرئاسي قراراه رقم (123) لسنة 2018 بشأن تشكيل القوة المشتركة بقيادة الجويلى وحدد مكوناتها ومهاما وفق نص القرار الذى نشره المكتب الإعلامى لرئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى الليبية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة