تخلت عن حلمها قبل سنوات طويلة لتحصل على وظيفة تقليدية بإحدى المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم والعمل مع الأطفال، لم تكن يوماً تدرك أنها ستعود إليه يوماً ما، وشغلت تفكيرها في العمل مع الأطفال كمدرسة لمدة 15 عاماً، ولم تكن تتوقع أن تعود لحملها بسب بحادث ربما كان سيدمر أى سيدة أخرى غيرها.
حادث أدى إلى فقدان عصب الأقدام، أدى إلى نهاية كفاح 15 عاماً في التربية والتعليم، ولكن "فاطمة وارث" قررت أن "كل نهاية بداية" وقالت: "دورت على حاجة كنت بحبها زمان وبدأت أفكر في الكروشيه"، هكذا قالت "فاطمة" عن بداية مسيرتها الجديدة التي تسعى إلى بناء كيان قوي لها تتوارثه أبنتها.
السيدة عادت لحلمها فوق كرسى متحرك
ديكورات للمنزل توضع على الحوائط بألوانها الفاتحة والجذابة، وملابس متنوعة، وشنط مختلفة الأشكال والألوان، وسجاد منزل، وإكسسوارات الأنتريه وغيرها من الأفكار، هذا ما بدأت "فاطمة" تعلمه ذاتياً لنفسها وتطوره في المجال الذي أحبته منذ الصغر، وأنتجت العديد من هذه المنتجات وتقول: "بس مكنتش عارفة عن المعارض والحاجات دي كلها".
تدريجاً يكبر حلم "فاطمة" درجة تلو الأخرى، وتعمل بحرص شديد على استكمال ما بدأته من تعلم وجهد وبداية كيان في خيالها أصبح الأقرب حالياً عندما خصصت غرفة بمنزلها الذي يقع بالتجمع الأول لتحويلها لمشغل صغير تبدأ منه مسيرتها.
"صحابي كانوا عاملين أوبن داي يبيعوا فيه منتجات وحاجات ليهم، قولت أروح وأعرض منتجاتي.. شنطتين على مفرش وحاجات صغيرة" بهذه الجملة عبرت "فاطمة" عن بدايتها في حضور المعارض وبيع منتجاتها، في أول "أوبن داي" ينظمه أصحابها لعرض منتجاتهم، وتقول: "قولت أروح واعرض حاجتي"، لم تعرف إنها سيأتي لها أحد المنتجين معها لتعرض عليها أن تنضم لمؤسسة تعمل مع مستخدمي الكراسي المتحركة فقط.
بالأمل تحد الصعوبات
"قولت أقابلهم وأتعرف عليهم، أفضل من إحساسي أن الناس كلها ماشية وأنا على كرسي متحرك"، هذا ما فكرت به "فاطمة" أثناء عرض انضمامها للمؤسسة، ولم تتوقع إنها ستصل لكل هذا رغم سعيها إليه ورسمه في خيالها، عند ذهاب أحد الأفراد من المؤسسة عرض المساعدة على "فاطمة" وحينها "قولتلهم مش عايزة فلوس، أنا عايزة أعرف أسوق لشغلي أزاي؟!" هذا ما كانت تطمح له "فاطمة".
نجحت "فاطمة" في العرض الأول لمنتجاتها بعد إشتراكها في المعارض، مما جعلها لحظة تحول جديدة لفكرتها، "وقالولي على تصميمات معينة لعرضها في المعرض"، يومياً تشعر "فاطمة" بتقدمها والقرب لتحقيق ما تسعى إليه، ذلك ما تشعر به عندما تذهب لمعرض ويعرض عليها أخرون عروض أخرى".
أضافت "فاطمة" إنها لم تواجه تحديات سوى تقلب مهنتها من دورها كمعلمة في المدارس، إلى رائدة للأعمال الصغيرة واليدوية، "فجأة بعد ما كنت بتكلم وبوضح شغلي بالكلام، اتقلب الموضوع أني بقيت بوضح شغلي بالمنتجات اللي بعرضها وببيعها"، كلمات عبرت بها "فاطمة" عن التحديات.
"أنا حاطة في دماغي أن دي شغلي تراث، وبإذن الله أورثها لبنتي وتتوارثها الأجيال"، هذا ما تقوله عن الكروشيه، وأرادت أن تشكر زميلتها هالة والمؤسسة التي ساعدت في دفعها نحو تحقيق ما تسعى إليه، والوقوف بجانبها، وتوضح: "كل منتجاتي مصري ولما حد بيطلب مني مستورد بعمله وكل الخيوط كويسة وبتتغسل وبتستعمل عادي، وبحب أشتغل على ألوان الأبيض والأوف وايت".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة