تسبب تصريح للرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون قاله خلال زيارته الأخيرة للدنمارك. فى جدل كبير وغضب شديد للمواطنين الذى تم وصفهم بـ "قبائل الجال" جينما قال: "إنهم قبائل بلاد الجال التى تقاوم التغيير"، فبجانب سياسيته التى لا تعجب الغالبية، فقد ساعد التصريح المسىء لشعبه فى خسارة جديدة لشعبيته التى تتهاوى منذ الشهور الأولى من توليه الحكم.
وكشف استطلاع جديد للرأى تراجع نسبة تأييد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إلى مستوى قياسى منذ توليه السلطة فى مايو 2017، وفقاً لقناة روسيا اليوم.
وقالت قناة "بى إف إم تى فى" الفرنسية، وفقاً لاستطلاع نشره معهد "بى فى إيه" الفرنسى، فإن أداء ماكرون لا يستحسنه سوى 34% من الفرنسيين، وإن كانت هذه النتيجة أحسن بقليل منها لسلفه فرنسوا هولاند خلال نفس الفترة، والتى كانت عند 32% فقط.
ووفقا للاستطلاع، فإن 28% فقط من الفرنسيين يعتبرون سياسات ماكرون عادلة، و27% يرونها فعالة.
وكان ماكرون قد عبر خلال زيارته الأخيرة الخميس فى كوبنهاجن عن إعجابه بـ"المرونة" فى مجالات العمل والإصلاح، وهو ما اعتبره غير ممكن فى فرنسا بسبب فوارق ثقافية.
وصرح ماكرون الذى كثيرا ما تصطدم رغبته فى "تغيير" فرنسا بجمود مزعوم لدى الفرنسيين "هذا الشعب الدانماركى عاش الكثير من التحولات السنوات الأخيرة ولكنه تقبل ماحدث"، وأضاف "ليس تماما مثل (قبائل الجال) المقاومة للتغيير"، فى إشارة إلى مواطنى دولته، وتبعت هذه التصريحات مواقف غاضبة.
من جانبه قال رئيس حزب الجمهوريين اليمينى لوران فوكييز، "ليس من المقبول سماع رئيس للجمهورية الفرنسية يصور بشكل كاريكاتورى الفرنسيين وهو فى الخارج".
وإزاء الجدل المثار، أكد ماكرون أن الأمر لا يعدو أن يكون "دعابة"مؤكدا "حبه "لـ"قبائل بلاد الجال" فى إشارة إلى السكان الذين كانوا يعيشون فى فرنسا الحالية قبل وصول الرومان، ويفترض أنهم (الجال) أجداد الفرنسيين.
وأضاف ماكرون "إن قول الأشياء والحقيقة لا يندرج فى باب التحقير، لسنا بلدا تقوم ثقافته على التوافق والتعديل خطوة خطوة".
لكن اليمين المتطرف رأى فى هذه التصريحات "المتعالية "ما وصفه بـ"عملية إلهاء لجعل الناس تنسى الصعوبات" التى يواجهها رئيس الدولة، بحسب نيكولا باى عضو المكتب التنفيذى للتجمع القومى "الجبهة الوطنية سابقا" مشيرا خصوصا إلى استقالة وزير البيئة نيكولا هولو وقضية موظف الرئاسة ألكسندر بينالا.
من جهته، قال ، ألكسيس كوربيير النائب عن حزب "فرنسا المتمردة" اليسارى المتشدد، ان تصريحات الرئيس "مقيتة جدا لشعبه لكنها أيضا تنطوى على جهل بشأن قبائل الجال التى كانت مبدعة".
كما عبرت قبائل الجال جبال الألب واكتسحتها إلى إيطاليا، حيث نهبت روما وأحرقتها. وانسحب الجاليون من روما، ولكنهم بقوا فى الجزء الشمالى من جزيرة إيطاليا.
أصبح الإقليم الواقع جنوب جبال الألب معروفاً عند الرومانيين بجال سيسالبين أو جانب جبال الألب الغالى وأطلقوا على إقليم شمال جبال الألب جبال ألب ترانسالبين أو ما وراء جبال الألب الغالى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة