سلط إعلان قطر عن توسيع قاعدتين جويتين إحداهما قاعدة العديد التى تستضيف أكبر أسطول للجيش الأمريكى فى الشرق الأوسط، الضوء على مساعى النظام القطرى للتودد للولايات المتحدة الأمريكية، بعد ما رصدت 1.8 مليار دولار لتطوير القاعدة من أموال القطريين فى خطوة قد ترفع من حجم الاستياء بين القطريين بسبب إنفاق آل ثانى أموال البلاد لإرضاء واشنطن.
ويشمل التطوير استيعاب الطائرات وأنظمة خدمة القوات الجوية الجديدة، بما فى ذلك الطائرات الفرنسية المقاتلة «رافال»، والطائرات الأمريكية من طراز إف 15 وطائرات يوروفايتر تايفون.
ويرى مراقبون أن خطوة تطوير القاعدة تأتى على خلفية نصائح قدمها خبراء السياسة الخارجية الأمريكية لواشنطن بضرورة نقل القاعدة من قطر بسبب سياستها المعادية للمصالح الأمريكية، ففى شهادة له أمام الكونجرس العام الماضى، قال نائب رئيس مجلس الدفاع عن الديمقراطيات جوناثان شانزر أن على الولايات المتحدة أن تدرس بدائل لقاعدة العديد، وتساءل كيف يمكن أن تستضيف الدوحة أكبر قاعدة عسكرية أمريكية فى الشرق الأوسط رغم دعمها للتنظيمات الإرهابية.
#مداد_نيوز| #تميم يهدر أموال الشعب.. #قطر تدفع 1.8 مليار دولار لإرضاء أميركا بتوسعة قاعدة #العديد pic.twitter.com/GzPp2OL4Gd
— مداد نيوز (@MidadNewsTV) July 25, 2018
تاريخ قاعدة العديد
قاعدة العديد الأمريكية تم تأسيسها فى قطر عام 2005 حينما كانت الولايات المتحدة تبحث عن قاعدة بديلة في المنطقة بعد أن طلب منهم السعودية مغادرة المملكة إثر هجمات11 سبتمبر 2011، وتماشيا مع السياسيات القطرية التى تشذ دوما عن المنظومة الخليجية احتضنت الدوحة القاعدة الأمريكية من أجل توفير لها الحماية من أعمال عدائية قد يقدم عليها خصومها في المنطقة. وتنظر إلى تحويلها إلى قاعدة دائمة وبها آلاف من الجنود الأمركييين، ووصلت تكلفة إنشائها في مليار دولار، تحملت أمريكا نسبة 60 في المئة، بينما تحملت قطر 400 مليون دولار من تكلفة الإنشاء، ما دفع المراقبين بوصف قطر بالـ"مستعمرة الأمريكية"، والعديد ليست الأولى فيوجد في هذا البلد أيضا قاعدة أمريكية أخرى هي "السيلية" التي تستخدمها القيادة المركزية الأمريكية مقرا للتحضير للعمليات العسكرية.
وتوصف العديد بالقاعدة العسكرية الجوية، ويتمركز فيها أفراد من القوات المسلحة الأمريكية، غالبيتهم من سلاح الجو، وتقع على بعد أكثر من 30 كيلومترا جنوب غربي العاصمة القطرية الدوحة، وتعرف أيضا باسم مطار أبو نخلة.
لكن تاريخ اقامة قواعد عسكرية أمريكة على الأراضى القطرية قديم ففى عام 2000 وضعت قطر العديد تحت تصرف الولايات المتحدة من دون توقيع أي اتفاق في حينه، أدارتها القوات المسلحة الأمريكية عام 2001، وفي ديسمبر 2002 وقعت الدوحة وواشنطن اتفاقا يعطي غطاء رسميا للوجود العسكري الأمريكي فى قطر، وفي أبريل 2003 انتقلت القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية إلى العديد بشكل رسمى.
ينتشر أكثر من 11 آلاف عسكرى أمريكى في قاعدة العديد، وتضم القاعدة المقرات الرئيسية لكل من القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية والمركز المشترك للعمليات الجوية والفضائية والجناح الـ 379 للبعثات الجوية. وتعد القاعدة مقرا للمجموعة 319 الاستكشافية الجوية التي تضم قاذفات ومقاتلات وطائرات استطلاعية، إضافة لعدد من الدبابات ووحدات الدعم العسكري وكميات كافية من العتاد والآلات العسكرية المتقدمة، ما جعل بعض العسكريين يصنفونها أكبر مخزن استراتيجي للأسلحة الأمريكية في المنطقة.