كريم عبد السلام

منطقة موت على طريق الأوتوستراد

الأحد، 02 سبتمبر 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على طريق الأوتوستراد، يجرى العمل منذ أشهر على الكوبرى المؤدى لمدينة 15 مايو، لفتح اتجاهات جديدة نحو طريق السويس - القاهرة، ونحو الجيزة من الاتجاه المقابل، وهى اتجاهات محورية، وتضيف لطريق الأوتوستراد  قيمة جديدة، وتربطه بشبكة الطرق الرئيسية بالقاهرة، وكذا بالمجتمعات العمرانية الجديدة.. كل هذا جميل، ويستحق القائمون على المشروع التحية والتقدير، إلا أن منطقة العمل على هذا الطريق الحيوى تحولت إلى منطقة شديدة الخطورة، تتكرر فيها حوادث السير المميتة، ويسقط فيها الضحايا باستمرار.
 
القائمون على تطوير طريق الأوتوستراد فى تلك المنطقة، وربطه بشبكة طرق القاهرة الكبرى، عملوا على تضييق حارات الطريق فى الاتجاهين بشكل عشوائى إلى حارة واحدة، ووضعوا الحواجز الأسمنتية والشرائط الصفراء لتميز للسائرين على الطريق الحدود التى يجب أن يسيروا فيها، ولكم أن تتخيلوا عربات النقل والمقطورات المحملة بالحجارة من محاجر الصعيد، ومختلف سيارات النقل الأخرى، وميكروباصات السفر من وإلى الصعيد عبر طريق الكريمات، تزاحم العربات الصغيرة على حارة واحدة من طريق الأوتوستراد، عرضها لا يزيد على أربعة أمتار، تخيلوا سائق النقل الذى يريد المرور قبل السيارة الصغيرة، وسائق الميكروباص الذى يزاحم و«يغرز» ليسبق الآخرين، ومقطورات الأحجار بسرينتها المزعجة تهدد وتتوعد الجميع.
 
ومع الثقافة العامة الرائجة فى السير على الطرق، والتى تعرفون أن ألف باء فيها هى إذا مررت قبلى فهذا يعنى أنك تهيننى، ومع العناد وقلة الذوق والبلطجة، ثالوث المرور على طرقنا السريعة والبطيئة، لكم أن تتخيلوا عمليات السباق والتزاحم قبل الوصول إلى منطقة العمليات التى يختنق فيها الطريق، الأمر الذى يؤدى فى الغالب إلى انقلاب سيارات نقل، واصطدام متكرر بين السيارات، ومشاجرات متكررة تجعل من تلك المنطقة منطقة موت، وعذاب مقيم لمن شاء حظه العاثر أن يكون طريق الأوتوستراد طريقه اليومى.
 
وهنا نتساءل: أليس هناك دليل عمل للقائمين على مشروع ربط طريق الأوتوستراد بشبكة طرق القاهرة الكبرى؟ أليس هناك إرشادات معلومة مسبقًا لكيفية تعطيل جزء من الطريق، مع الحفاظ على السيولة المرورية فى منطقة العمل، وقبل ذلك العمل على ضمان سلامة السائرين على الطريق؟، أليس هناك اختراعات فى أوروبا والبلاد المتقدمة، مثل تضييق الطريق فى مناطق مختلفة، مع وضع لجان مرورية طوال فترة عمل المشروع لتنظيم حركة السير؟، أليس هناك إجراء وقائى بضرورة تعبيد الطريق فى تلك المنطقة التى تشهد الأعمال الجديدة حتى لا يصبح العذاب عذابين، من التكدس وتدمير عفشة السيارة معًا؟
 
هل من الضرورى أن يدفع المواطنون ثمن إقامة أى مشروع جديد من أعمارهم ووقتهم وممتلكاتهم؟.. لا أفهم فعلًا لماذا لا يعين القائمون على المشروع خدمة طوال الـ24 ساعة على جانبى الطريق لتنظيم وتسهيل المرور، ومنع السباقات العشوائية بين السيارات والمقطورات، وبالتالى الحفاظ على أرواح الناس، لا أفهم كيف يتركون تلك المنطقة الخطرة مظلمة فى كثير من الأحوال، والطريق مكسرة ومليئة بالحفر وبقع الخرسانة الجافة، وهل يمكن أن يتم التعاون بين الجهة المنفذة للمشروع وبين إدارة مرور القاهرة لتأمين مستخدمى ذلك الطريق الحيوى، خاصة أن العمل بالمشروع أزال الحواجز التى تؤمّن الطريق من السقوط إلى الهاوية السحيقة تحت الكوبرى، وأن أى انحراف نتيجة التزاحم يمكن أن يؤدى لكوارث؟
 
يا جماعة الخير، الإعداد الجيد والتنظيم والضوابط عنوان النجاح، أم  يجب أن نذكر أنفسنا كل فترة بالعبارة الدالة لجولدا مائير، التى كانت تطمئن إلى عدم قدرة مصر على النهوض من مستوى احترام المصريين لإشارات وقواعد المرور فى الشوارع، وعلى الطرق السريعة!









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة