المنصورة رانر.. حكاية 6 سنين جرى فى "جزيرة الورد"

أراد العودة  لممارسة الرياضة بعد غياب شهور عديدة عنها.. فقرر أسامة حسن أن يكون مختلفاً في خلق شىء جديد يشارك به في صنع عادات جديدة على أهل مدينته، وبعد أيام قليلة سيحتفل بمرور 6 أعوام على هذا الحلم، المنصورة رانر، الذى أصبح ينتمى له قرابة الـ700 شخص من أبناء مدينة المنصورة، يمارسون الركد بشكل مستمر ومنتظم، ويحولونه إلى عادة يوميا وعدوى إيجابية فى شوارع مدينته.

عندما تسمعه تشعر أنه مؤمن حقا بما فعله، الشاب البالغ من العمر 28 عاماً، خريج هندسة جامعة المنصورة، ويعمل كمصمم جرافيك، بدأ الجري فى مدينة المنصورة أو جزيرة الورد مثلما كان يطلق عليها قبل سنوات طويلة،  ويحكي "أسامة" لليوم السابع قائلاً: "بدأت أفكر ليه مفيش حد بقى يجري زي زمان، كنت بشوف ناس بتجري لوحدها، وفكرت أغير الواقع وعملت إيفنت على فيس بوك".

أعضاء "المنصورة رانر" والمشاركون أثناء الجري

200 هو عدد الأشخاص الذين سجلوا لحضور احتفال الفريق بـ6 سنوات على تأسيسه ليقوموا بالجري معاً في صباح غدا الجمعة.

يتذكر "أسامة" أول حدث نظمه قبل 6 سنوات، ذهب متحمسا فلم يجد سوى صديق واحد فقط، ويقول: "قررنا إننا هنجري"، لم ييأس ونظم حدث ثانى ويقول: "المرة دي زاد علينا واحد كمان وبقينا 3 أفراد".

صفحة عامة أنشأها "أسامة" وصديقه عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، كانت سبباً في شهرة فريق "المنصورة رانر"، ليبدأ التفاعل ويزداد عدد المشاركين في الجري داخل مدينة المنصورة، ويعلن من خلاله مطالبته للآخرين بأن يطبقوا هذا الحدث في مختلف محافظات مصر، ليعلن آخرون تدشين فرق للجري في القاهرة والإسكندرية والزقازيق وبورسعيد والعديد من محافظات مصر.

جروح وسخرية وتحرش لفظي تحديات تعرض لها أعضاء ومتطوعون فريق "المنصورة رانر" في البداية، حتى اعتادوا عليها وتغيرت هذه العادات مع مرور الوقت وشهرة الفريق، مما جعلهم ينظمون تدريبات حول كيفية التعامل مع الآخرين في الشارع،  وكيفية تنظيم الأحداث التي تقام أسبوعياً.

"النزول لمزاولة رياضة الجري 4 أيام في الأسبوع لمد نصف ساعة أو ساعة تبدأ من السادسة صباحاً، مبادرة المنصورة رانر"، كلمات يقولها "محمد سمير الباز"، خريج هندسة المنصورة، 31 عاماً، ويضيف أن الهدف من المبادرة ثقافياً أكتر من رياضي، ويسعى الفريق إلى تكوين مجتمع واعي بالرياضة، ونشر فكر الرياضة بالشارع المصري.

ويحتفل غداً الجمعة 21 سبتمبر 2018، فريق "المنصورة رانر" بمرور 6 سنوات، وسط حضور عدد من فرق الجري بمحافظات مصر، ويأتي إليهم فريق الزقازيق مستقل كل منهم دراجته للسفر من الزقازيق إلى المنصورة والمشاركة في الحدث، كما يشارك فريق من ذوي الاحتياجات الخاصة.