25 تهمة فساد وغسيل أموال قيمتها تفوق 600 مليون دولار تلاحق رئيس وزراء ماليزيا السابق نجيب عبد الرزاق، ولكن المثير أن أحد أسباب إسقاط عبد الرزاق كان فيلم The Wolf of Wall Street، السبب هو الشركة المنتجة للفيلم، حيث كانت تهم الفساد تلاحق نجيب عبد الرزاق وهو فى المنصب، وإن كان لم يلتفت لها أحد، ولكن فجأة عام 2016 نشرت صحف أمريكية، منها "نيويورك بوست"، أن الفيلم الذى قام ببطولته ليوناردو ديكابريو ربما تم إنتاجه بأموال مشبوهة، وأن إنتاج الفيلم كان لإخفاء عملية تحويلات نقدية وفساد حكومى فى ماليزيا.
بوستر يسخر من علاقة نجيب عبد الرزاق بالفيلم
بدأ الانتباه يتركز على نجيب عبد الرزاق، وذكرت وكالة "رويترز" أن الفيلم جاء إنتاجه عبر شركة "ريد جرانيت" التى شارك فى تأسيسها رضا عزيز المنتج الماليزى ونجل زوجة نجيب عبد الرزاق، ومنذ 2010 اشترك من خلال الشركة فى إنتاج أفلام أخرى مثل Daddy’s Home و Dumb and Dumber To
وكانت الشركة تم تأسيسها بأموال مسروقة من صندوق وطنى ماليزى، قام رضا عزيز بسرقتها وأقر تحديداً بسرقة مليار دولار ماليزى بعد التحقيق معه، واتضح من خلال التحقيقات أنه كان يحاول استخدام الشركة من أجل غسيل أموال رشاوى وغيرها من أشكال التربح غير القانونى لحساب نجيب عبد الرزاق.
نجيب عبد الرزاق
وبحسب موقع "هوليوود ريبورتر"، فإن نجيب عبد الرزاق ورضا عزيز، رغم إنكارهما فى البداية، إلا أن الأدلة كانت تشير لهما، ما اضطر عزيز للاعتراف بسرقة الأموال، وأن فيلم The wolf of wall street كان السبب فى القبض على نجيب عبد الرزاق أول مرة يوليو الماضى، خاصة أن اعتراف عزيز جاء فى مارس وكان السبب فى الإطاحة بنجيب عبد الرزاق من منصبه كرئيس للحكومة ليعود مهاتير محمد لقيادة البلاد.
لم تقف القضية بالطبع عند الفيلم الذى ترشح لجائزة أوسكار، وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الشركة التى أنتجت فيلماً عن أشهر محتال فى أمريكا كانت تمارس الاحتيال من خلال سلسلة عمليات سمسرة، واتضح من تفاصيل التحقيقات بعد الاعتقال أن رضا عزيز حصل على 238 مليون دولار لغسلها فى الشركة، ومنها جاء مبلغ 64 مليون دولار التى تم استخدامها فى إنتاج الشركة والفيلم، وكذلك كانت هناك لوحة لـ"بيكاسو" بقيمة 3.2 مليون دولار تم استخدامها كهدية لليوناردو ديكابريو لإقناعه ببطولة الفيلم.
رضا عزيز بجانب ليوناردو ديكابريو وأبطال الفيلم
وبم أن وقائع الفساد حدثت على الأراضى الأمريكية، فإن وزارة العدل الأمريكية بدورها لاحقت الشركة لتحديد مدى علم باقى مسؤولى الشركة بما يحدث من عمليات غسيل أموال، وبمجرد اعتراف رضا عزيز وافقت الشركة على تسوية مع السلطات الأمريكية بحيث يتم دفع 60 مليون دولار لإغلاق القضية وحتى تتوقف وزارة العدل الأمريكية عن إجراءات مصادرة الشركة وأملاكها، وبحسب التسوية تدفع الشركة 30 مليون دولار خلال 30 يوماً من التوقيع ثم 20 مليوناً أخرى خلال 180 يوماً، وبعدها يتم دفع الـ10 ملايين الباقية فى الـ180 يوماً التى تليها، وكل هذا بينما تتحفظ السلطات الأمريكية على أرباح الشركة من فيلم Daddy’s Home ثم تفرج عن الأموال بعد تلقى مبالغ التسوية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة