يتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، غدا الجمعة، إلى نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، للمشاركة فى أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها رقم 73.
وهذه هي المرة الخامسة التى يشارك فيها الرئيس عبد الفتاح السيسى في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة (الشق رفيع المستوي) منذ توليه رئاسة البلاد.
وبذل الرئيس السيسي مجهودات "جبارة" خلال الدورات السابقة، والتقي بالعشرات من قادة الدول المشاركة، بالإضافة إلي مسئولى المنظمات الدولية؛ وفِي كل سنة كانت مصر تسير بخطى ثابتة عن التى قبلها في إطار تنويع علاقاتها السياسية والاقتصادية والعسكرية؛ وكللت تلك المجهودات بدعوة رسمية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرئيس السيسي لزيارة واشنطن للمرة الأولي منذ تولى السيسي الرئاسة.
وزار الرئيس السيسي واشنطن في أبريل 2017 حيث عقد جلسة مباحثات مهمة مع نظيره الأمريكى في البيت الأبيض، تناولت مناقشة الملفات المشتركة وتنمية العلاقات الاستراتيجية، فضلا عن مناقشة القضايا الإقليمية والدولية. والتقي الرئيس السيسى ، خلال الزيارة، بمجتمع المال والأعمال الأمريكى، وكبار المسئولين فى الولايات المتحدة الأمريكية.
وكان الرئيس السيسى التقى عام 2016 بمرشحي الرئاسة الأمريكية، الجمهوري دونالد ترامب، والديمقراطية هيلاري كلينتون، الاثنين، خلال زيارته للولايات المتحدة من أجل حضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وعقد الرئيس السيسي-وقتها- في مقر إقامته بنيويورك لقاءً مع ترامب وقالت حملة المرشح الجمهوري في بيان إن "ترامب" أكد على ضرورة العمل مع مصر من أجل هزيمة الإرهاب.
كما تعهد ترامب بتعزيز العلاقات الثنائية مع مصر، وتقديم الدعم الكامل للقاهرة في مواجهة التحديات المختلفة.
في سياق متصل، قالت مصادر دبلوماسية، إن أجندة الرئيس السيسي فى نيويورك الأسبوع المقبل، مزدحمة باللقاءات، حيث يلتقى بقادة دول الأردن والإمارات ولبنان، و13 دولة أوروبية أبرزها فرنسا وإيطاليا وقبرص وكرواتيا والبرتغال والنرويج، ورئيس جنوب أفريقيا، والعديد من رؤساء المنظمات الدولية منهم البنك الدولى وسكرتير عام الأمم المتحدة.
وأضافت المصادر فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن هناك ترتيبات لعقد قمة مصرية- أمريكية بين الرئيس السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للبناء علي ما تم في إطار تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، وكذلك مناقشة القضايا الإقليمية والدولية دات الاهتمام المشترك، وعلي رأسها مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، والأوضاع في سوريا وليبيا واليمن.
ورجحت المصادر، إلقاء الرئيس السيسى كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في الخامس والعشرين من سبتمبر الجارى.
وأوضحت المصادر، أن كلمة الرئيس السيسي ستكون شاملة وتتضمن خارطة طريق لحل أزمات المنطقة، إضافة إلى التأكيد على أن مصر تمد يدها لكل دول العالم الراغبة فى عموم السلام والتنمية والازدهار لشعوب الكرة الأرضية.
وأشارت المصادر إلى أن الكلمة ستتضمن التأكيد على التمسك بإصرار بمشروع الدولة الوطنية الحديثة، التى تقوم على مبادئ المواطنة، والمساواة، وسيادة القانون، وحقوق الإنسان، وتتجاوز بحسم محاولات الارتداد للولاءات المذهبية أو الطائفية أو العرقية أو القَبَلية، وأن طريقَ الإصلاح يمر بالضرورة عبر الدولة الوطنية، ولا يمكن أن يتم على أنقاضها؛ وهو المبدأ الذى تبنى عليه جوهر سياسة مصر الخارجية.
وأوضحت المصادر أن الكلمة ستتناول الأزمتين السورية والليبية، حيث سيجدد الرئيس التأكيد على ضرورة الحل السياسي الذي يتوافق عليه جميع السوريين، ويكون جوهره الحفاظ على وحدة الدولة السورية، وصيانة مؤسساتها، وتوسيع قاعدتها الاجتماعية والسياسية لتشمل كل أطياف المجتمع السوري، ومواجهة الإرهاب بحسم حتى القضاء عليه.
وفيما يتعلق بليبيا، فإن توجه مصر هو التسوية السياسية، التي تواجه محاولات تفتيت الدولة وتحويلها مرتعاً للصراعات القَبَلية، ومسرح عمليات للتنظيمات الإرهابية وتجار السلاح والبشر.
وكان الرئيس السيسى، أكد فى هذا الإطار ، أن مصر لن تسمح باستمرار محاولات العبث بوحدة وسلامة الدولة الليبية، أو المناورة بمقدرات الشعب الليبي الشقيق، وأن مصر ستستمر في العمل المكثف مع الأمم المتحدة، لتحقيق التسوية السياسية المبنية على اتفاق الصخيرات، والتي تستلهم المقترحات التى توصل لها الليبيون خلال اجتماعاتهم المتتالية في الأشهر الأخيرة في القاهرة، للخروج من حالة الانسداد السياسي، وإحياء مسار التسوية في هذا البلد الشقيق، كما ينطبق نفس المنطق، على المقاربة المصرية للأزمات فى العراق واليمن. فالدولة الوطنية الحديثة، الموحدة والقادرة والعادلة، هي الطريق لتجاوز الأزمات، وتحقيق الطموحات المشروعة للشعوب العربية.
وتستحوذ القضية الفلسطينية علي محور مهم من كلمة الرئيس السيسى أمام الأمم المتحدة، حيث إن سياسة مصر في هذا الملف معروفة، ومواقفها السياسية المعلنة وغير المعلنة تؤكد علي أن إغلاق هذا الملف، لن يكون إلا من خلال تسوية عادلة تقوم على الأسس والمرجعيات الدولية، وتنشئ الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وهو الشرط الضروري للانتقال بالمنطقة كلها إلى مرحلة الاستقرار والتنمية، والمحك الأساسي لاستعادة مصداقية الأمم المتحدة والنظام العالمي.
وكان الرئيس أكد في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي، أن أن يد العرب ما زالت ممدودة بالسلام، وأن تجربة مصر تثبت أن هذا السلام ممكن، وأنه يعد هدفاً واقعياً يجب علينا جميعاً مواصلة السعي بجدية لتحقيقه.
وأضافت المصادر، أن الدول والمنظمات الداعمة للإرهاب، ستكون محوراً مهماً في مباحثات الرئيس خلال الزيارة، فمصر تخوض حرباً ضروساً لاستئصال الإرهاب من أرضها، وملتزمةٌ بمواجهته وتعقبه، والقضاء عليه بشكل نهائي وحاسم حيثما وجد، فمواجهة الإرهاب كانت على رأس أولويات مصر، خلال فترة عضويتها في مجلس الأمن، على مدار عامي 2016 و2017، ورئاستها للجنة مكافحة الإرهاب، ليس فقط دفاعاً عن مستقبل مصر، بل دفاعاً عن مستقبل المجتمع الدولي بأسره.
ويؤكد الرئيس السيسى في هذا السياق، أن القضاء على جذور ومسببات الأزمات الدولية، ومصادر التهديد للاستقرار العالمي، يمر بالضرورة عبر تفعيل مبدأ المسئولية المشتركة، متفاوتة الأعباء، بين أعضاء المجتمع الدولي، لتضييق الفجوة الاقتصادية والاجتماعية بين الدول المتقدمة والنامية.
وجنت مصر- من خلال المشاركات الأربع السابقة ئيس السيسى بالجمعية العامة للأمم المتحدة- ثمارها في الإصلاح الاقتصادي ووقوفها على أرض صلبة، وعودتها مصر لدورها الريادي على مستوى العلاقات الدولية.
من ناحية أخرى، أتمت الجالية المصرية بالولايات المتحدة الأمريكية استعداداتها لاستقبال الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال زيارته المرتقبة، لنيويورك.
وقال عدد من أبناء من الجالية المصرية، إن هناك العديد من المواطنين المصريين في مختلف الولايات الأمريكية ومن كندا ، حضروا إلي نيويورك لاستقبال الرئيس السيسي والتأكيد علي دعم تحركاته الدولية لاستعادة استقرار مصر ودورها الريادي، مؤكدين أنهم حضروا لمؤازرة الدولة المصرية خلال الأربع سنوات الفائتة، وأن مصر تسير علي الطريق الصحيح، وقد عادت بفضل الله ثم تحركات القيادة المصرية لتؤكد للعالم أنها دولة قوية تدافع عن وجودها وهويتها ضد كافة المخططات والتدابير الهدامة، التي تستهدف دول المنطقة العربية.
وأشاروا إلى أنهم سيحملون الأعلام المصرية ويرددون الأغاني الوطنية خلال تواجد الرئيس السيسى في نيويورك سواء عند استقباله بالمطار، أو في مقر إقامته، وحتي إلقاء كلمة مصر أم الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وحول تحركات عناصر جماعة الإخوان الإرهابية لإفساد الزيارة، قال أبناء الجالية المصرية، إن كل مخططات وتحركات الإخوان باءت بالفشل، خلال السنوات الماضية، رغم أنهم يتلقون تمويلات كبيرة ومعروفة المصدر لمحاصرة الدولة المصرية أمام المنظمات الدولية؛ إلا أن حكمة الرئيس كانت أكبر بكثير من كل هذه الأموال والمخططات، فكسب احترام العالم، وأعاد لمصر هيبتها وثقلها السياسي والاقتصادي والعسكري.
في سياق مختلف، من المنتظر أن يشارك في النقاش العام للدورة رقم 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة نحو 100 رئيس دولة وقادة ونواب رؤساء جمهوريات ورؤساء حكومات ووزراء خارجية ورؤساء وفود بينهم مصر والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والأردن وسويسرا ونيجيريا والعراق ولبنان وجنوب إفريقيا وإيران بريطانيا واليابان والكويت وإسرائيل وجنوب السودان وإندونيسيا والسعودية والسودان وباكستان.
وتعقد المناقشة العامة للدورة الثالثة والسبعين، الثلاثاء 25 سبتمبر إلى يوم الاثنين الأول من أكتوبر 2018، عملا بالقرار رقم 57 / 301، ويعقد الاجتماع رفيع المستى «قمة نيلسون مانديلا للسلام» الاثنين 24 سبتمبر الجاري وفقا للقرار 72/ 243.
ويعقد الاجتماع العام الرفيع المستوي للاحتفال باليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية والترويج له بدعوة من رئيس الجمعية العامة يوم الأربعاء 26 سبتمبر وفقا للقرار 72 / 251.
كما يعقد الاجتماع العام الرفيع المستوي المعني بمكافحة السل بدعوة من رئيس الجمعية العامة يوم الأربعاء 26 سبتمبر وفقا للقرار 72 /268، والاجتماع الرفيع المستوى لإجراء استعراض شامل للوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها بدعوة من رئيس الجمعية العامة يوم الخميس 27 سبتمبر 2018 وفقا للقرار 72 / 274، وذلك فضلا عن المناسبات التي يعقدها الأمين العام ومن ضمنها الاجتماع الرفيع المستوى المعنى بتمويل خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
ومن المقرر أن يدعو الأمين العام إلى عقد اجتماع رفيع المستوى معني بتمويل خطة التنمية المستدامة لعام 2030 يوم الاثنين 24 سبتمبر في قاعة المجلس الاقتصادي والاجتماعي، ويهدف الاجتماع إلى إطلاق استراتيجية الأمين العام لتمويل خطة التنمية لعام 2030 والاستفادة من جهود مختلف أصحاب المصلحة من أجل تفعيل خطة عمل أديس أبابا وتوليد زخم إزاء الإجراءات والمبادرات التي اتخذتها الحكومات الوطنية ودوائر الأعمال والمجتمع الدولي والتي يكون من شأنها التعجيل بتنفيذ خطة عمل أديس أبابا وخطة التنمية المستدامة لعام 2030.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة