عاش الفنان الراحل جميل راتب حياة بالغة الخصوصية، فهو ابن لأسرة أرستقراطية معروفة فى النضال السياسى فى ثورة 19 المجيدة، وعمة والدته السيدة هدى شعرواى رائدة الحركة النسائية فى مصر، وعندما قرر جميل راتب أن يلتحق بالفن، اعترضت أسرته الثرية، وقررت إرساله إلى باريس ليتفرغ لدراسة السياسة هناك، إلا أنه ناضل من أجل حلمه والتحق بمعهد التمثيل، وعلى إثر ذلك رفضت عائلته أن تمد له يد العون، وبالتالى قرر أن يعمل "شيال " فى بعض الأسواق وبعض المطاعم فى فرنسا، وحسب مقولة "ما احوجنا أن نتعلم كيف نصبر ونتعلم عندما تبخل الطبيعة بالعطاء"، يدخل راتب بعدها عالم الشهرة عبر البوابة العالمية من فرنسا، ويمنحه الرئيس الفرنسى "متيران" وسام الدولة.
وأكد الفنان الكبير الراحل جميل راتب فى إحدى اللقاءات التليفزيونية، أنه كان يعانى من الخجل والانطوائية أثناء دراسته الإبتدائية، مشيرا إلى أنه لم يكن تلميذا "بليد" لكنه كان غير مهتم فى البداية، موضحاً أن والده كان وطنى للغاية، وأصرعلى دخوله مدارس حكومية مصرية، وكانت مدرسته "الأورمان الابتدائية، ثم بعدها مدرسة الإبراهيمية الثانوية.
وأوضح أن عائلته كانت تتحدث باللغتين الفرنسية والعربية بينهم فى المنزل، وهو ما جعله يتحدث العربية بطلاقه أثناء تمثيله فى مصر ، مشيرا إلى أن الصدق فى حياته جعله رجلا حرا وذا رأى، رغم أنه تعرض للضرر عندما كان يبوح بما فى صدره .
وأشار جميل راتب، أنه تعلم الكثير عندما نزل إلى محيط العمل فى الأسواق والمطاعم وارتباطه بالطبقة العاملة الكادحة فى هذا الوقت، وذلك عندما قررت عائلته أن تقطع عنه "الفلوس"، حيث عبر عن سعادته أنه كون حياته الثقافية والفنية والحياتيه والإنسانية عندما أصر على النزول إلى العمل مباشرة، ولم يضيع وقته.
وفى نهاية حديثه، أكد أن الفنان لديه رسالة حقيقية ومهمة صعبة فى المعرفة والثقافة للمجتمع، ويجب أن يعى كل ممثل أنه يعلم أجيال من خلال ما يقدمه على الشاشة، كذلك يجب أن يتحمل المسئولية.
جميل راتب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة