السوشيال ميديا أصبحت حاكمة لكثير من الأمور فى حياتنا، وبناءً عليه كان واجبًا استغلال هذا الشغف الجماهيرى بتلك المنصات الجديدة على كافة الأصعدة، لذا ليس غريبًا أن نرى صفحات للوزارات والمؤسسات الحكومية من أجل مخاطبة المواطنين وإيفادهم بكل ما هو جديد وفى الوقت نفسه استقبال رسائلهم وتساؤلاتهم.
مؤخرًا أعلنت وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين فى الخارج، أن منصاتها عبر السوشيال ميديا حققت نتائج جيدة، وقامت بدورها فى التوصل مع المصريين فى الخارج، موضحة أن معدل التفاعل مع صفحة "فيسبوك" وصل لنحو 33 مليون متابع، وعلى منصة "تويتر" بلغ معدل التفاعل نحو 3 مليون متابع.
وبناءً على ما كشفته وزارة الدولة للهجرة، طرح تساؤل نفسه حول نوع مطالب المصريين من الوزارات عبر حساباتها على السوشيال ميديا، خصوصا الوزارات الخدمية التى تكون فى تعامل مباشر دومًا مع احتياجات المواطنين اليومية، مع الإشارة إلى أن هناك وزارات ليس لديها منصات على السوشيال ميديا.
أولاً : ماذا يطلب المصريون من صحفة وزارة الهجرة؟
بكل تأكيد فإن وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين فى الخارج، تخدم قطاعا عريضا من المواطنين المصريين المقيمين فى شتى بلاد العالم البالغ عددهم 9.5 مليون نسمة وفقا لما أعلنه الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، كما أشار إلى استحواذ المنطقة العربية على النسبة الأكبر، حيث يتواجد بها 65% من إجمالى المصريين المقيمين بالخارج بنحو 6.2 مليون مصرى.
وعلى سبيل المثال لا الحصر فإنه من التساؤلات التى وردت لصفحة الوزارة على فيسبوك، ما موقف تحويل رخصة القيادة المصرية للإيطالية خصوصا أن هذا الملف منذ 2007 لم يتم فيه أى جديد، كما تحدث شخص آخر عن الموضوع مخاطبًا وزيرة الهجرة، قائلاً: "يوجد كثير من المصريين بلا عمل ولكن يوجد العمل والعقبة الوحيدة التي تفصل بينهم هي الرخصة الايطالية وصدقينى إذا تم تبديل الرخصة المصرية للايطالية فآنتي بذلك ساعدتى كثيرآ منهم، وقد ردت عليه الصفحة : "شكرا للتفاعل، الرخصة الإيطالية قيد الانتهاء منها قريبا، والأمر متعلق بالجانب الإيطالي والانتهاء من موافقته".
وكذلك ورد سؤال حول موقف الطلبات حول السماح لكل مغترب بسيارة دون جمارك، وقد ردت عليه الوزارة فى تعليق لها: "قامت الوزارة بجهود كبيرة في هذا الملف ولازالت تسعي لإيجاد حلول تحمي الصناعة المصرية وأيضا تلبى احتياجات المصريين بالخارج"، فيما ورد للصفحة العديد من المقترحات حول بعض النقاط التى تخص أوضاع الجاليات المصرية فى دول مختلفة، وكان الرد عليهم بإرسال تلك الآراء والمقترحات على رقم الهاتف أو البريد الإلكترونى للوزارة.
ثانيًا : وزارة التضامن ورسائل مفتوحة للوزيرة
بالنسبة لوزارة التضامن الاجتماعى صاحبة الـ 125 ألف متابع، بالنسبة لكونها وزارة تقدم خدماتها فى الغالب إلى الفئات الأكثر احتياجًا، فقد كانت السمة المشتركة لأغلب التعليقات على صفحتها على فيسبوك أنها عبارة عن مطالب مختلفة عن سوء حالة أشخاص غير قادرين يطالبون بصرف معاش شهرى لهم أو من ذوى الإعاقة ويتساءلون عن الخدمات المقدمة إليها وكيفية حصولهم عليها، أو وجود استفسارات خاصة بسبل الحصول على قرض من صندوق التضامن الاجتماعى.
أيضًا تضمن التعليقات وجود شكوى من معاملة بعض موظفى الوزارة للمواطنين، وناشدوا وزيرة التضامن غادة والى من أجل التدخل للاستجابة لمطالبهم، كما وجه بعض المواطنين رسائل مفتوحة لها ومطالب بمقابلتها، وكذلك وردت استفسارات حول كيفية الحصول على المساعدات المختلفة من أجل بدء مشروعات صغيرة.
ثالثا : وزارة التموين واستفسارات لا تنتهى
أما بالنسبة لتفاعل المواطنين مع الصفحة الخاصة بوزارة التموين فإن أسبابه تكون متعددة إلا أن أغلبها يصل فى شكل شكوى متعلق بأداء الموقع والتسجيل الإلكترونى عبره فى الخدمات المختلفة.
وبخلاف التعليق المتكرر على أداء الموقع الإلكترونى فإن هناك العديد من الاستفسارات والتساؤلات تصل إلى الصفحة منها على سبيل المثال، متعلقة بالأعمار المحددة للمواليد للإضافة على البطاقة والأوراق والإجراءات المطلوبة، وكذلك استفسار متعلق بصرف الخبز بدون باقى المواد التموينية وكيفية التصرف فى هذا الموقف، إضافة إلى ذلك وجود بعض الشكاوى من تعطل النظام فى عدة مكاتب عبر أنحاء مختلفة فى الجمهورية، وكذلك وجود مطالب بتنظيم معارض للاحتياجات المختلفة من ملابس أو مستلزمات المكتبية قبل انطلاق الدراسة بأسعار مخفضة، ومحاولة توفيرها فى كل المناطق وعدم اقتصارها على أمكان بعينها.
رابعًا : وزارة التعليم وتساؤلات حول النظام الجديد
فيما، تعتبر وزارة التربية والتعليم واحدة من أهم الوزارات الخدمية، نظرًا لأنها تخدم كل بيت فى مصر تقريبًا، إضافة إلى ذلك فإن التعليم الأساسى بمراحله يختلف عن التعليم العالى فى درجة اهتمام أولياء الأمور لأن الطلاب فى هذه المراحل السنية يحتاجون إلى رعاية فائقة من كل النواحى وبناءً عليه نجد درجة أعلى من التفاعل على هذه الصفحة من باقى الوزارات.
وعلى سبيل المثال، فإن هناك استفسارات متعددة للصفحات سواء على صعيد أولياء الأمور أو العاملين بالوزارة أنفسهم من معلمين وخلافه من الموظفين فى المواقع المختلفة الذين يتساءلون عن فرص التدريب المفترض توفيرها خلال الفترة القادمة ومواعيدها فى المحافظات، وبناءً عليه نجد تساؤلات متعددة خصوصا المتعلقة بنظام التعليم الجديدة وكيفية تطبيقه بالمدارس الحكومية والخاصة، ومدى تأثيرها على الطلاب فى العام الدراسى الجديد.
سنجد فى الصفحة على سبيل المثال تعليق شبه موحد وهو "لا لتعريب المناهج"، وهذا ما ردت عليه الصفحة موضحة: "لا يوجد تعريب للمناهج و سوف يكون هناك مادة مجمعة للرياضيات و العلوم والدراسات والعربى في كتاب يدرس طبقا للمهارات الحياتية.. وسوف يكون هذا الكتاب متاح باللغة العربية و لكن سيكون هناك مادة اللغة الإنجليزية لغة شاملة تحدثا وكتابه وتشتمل على مصطلحات الرياضيات والعلوم وقد عمل على هذه المناهج خبراء حتى يستطيع الطالب إتقان اللغتين بالنطق والكتابة.. ستبدأ المدارس الحكومية بتطبيق النظام الجديد بدءا من العام الدراسي الدراسي ٢٠١٨-٢٠١٩ وباقي المدارس ستدرس المنهج الجديد ولكن بلغتها".
أيضًا توالت أسئلة أولياء الأمور أو الطلاب على تفصيلة فى نظام التعليم الجديد، وكانت ردود الصفحة عليهم من مثل: "لن يخضع طلاب الصف الثاني والثالث الثانوي لأي تغيير في محتوى المنهج أو وضع الامتحانات أو التقييم"، وكذلك : "سيتم تطبيق هذا النظام علي المدارس الحكومية و سيتم دراسة وتقييم هذا المشروع في صيف 2019-2020 وإذا اثبت نجاحه سيتم تطبيقه علي المدارس التجريبية والمدارس الخاصة لغات بدءاً من 2020-2021".
خامسًا : ما يطلبه المواطنين من الإسكان
أمّا بالنسبة لوزارة الإسكان فإن هناك حالة من التفاعل كبير بين المواطنين والقائمين على صفحة الوزارة على فيسبوك فى ظل وجود تساؤلات متعددة حول المشروعات التى تقيمها الوزارة ومواعيد التسليم، ومواعيد القرعة أيضًا.
ومن المميزات الموجودة فى صفحة الإسكان أن القائمين عليها إذا لم يكون لديهم إجابة واضحة فإنهم ينشرون الجهة التى يتوجب على المواطنين التوجه إليها، للتعرف على الخطوات الصحيحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة