تتواصل الجرائم التركية ضد أبناء الشعب السورى فى عدد من المدن، خاصة مدينة عفرين فى الشمال السورى، التى تضم أغلبية كردية، وكشف المرصد السورى لحقوق الإنسان عن الانتهاكات التركية ضد المدنيين فى مدينة عفرين.
وقال المرصد السورى لحقوق الإنسان فى تقرير له، اليوم الجمعة، أن السلطات التركية، اعتقلت ما يزيد عن 2300 معتقل، فضلا عن استيلاء الجيش التركى على الممتلكات نهب وفرض أتاوات وإتجار بالمعتقلين وطلب فدية مالية.
ودخلت عملية "غصن الزيتون" التى أطلقتها تركيا الشهر السادس، والتى سيطرت على مدينة عفرين وقرى وبلدات ريفها، ضمن القطاع الشمالى الغربى من ريف محافظة حلب، هذه العملية التى تقودها القوات التركية نفذت خلالها سلسلة مكثفة من الضربات الجوية والبرية بالقذائف المدفعية والصاروخية والصواريخ التى يعتقد أنها من نوع أرض - أرض، والقنابل وصواريخ الطائرات، الأمر الذى حول عفرين التى بقيت لسنوات دونما أحداث أمنية، إلى كتلة من الخراب والموت والتدمير والقتل.
ورصد المرصد السورى تسبب عملية "غصن الزيتون" التى أطلقتها تركيا للسيطرة على منطقة عفرين، 20 يناير الماضى، فى تهجير أكثر من 300 ألف مواطن كردى من منطقة عفرين، بمدنها وبلداتها وقراها، وتسببت العملية فى موجة نزوح كبرى، نحو ريف حلب الشمالى بعد أن منعت قوات الحكومة السورية المدنيين من الوصول إلى مدينة حلب، وجرى فرض نحو ألف دولار أمريكى على الشخص الواحد، لتهريبه نحو مدينة حلب.
وكشف المرصد السورى عن استيلاء القوات التركية والفصائل المدعومة منها على مدينة عفرين بشكل كامل، حيث تعمدت هذه الفصائل تقسيم مناطق سيطرتها، وكتابة عبارات على كل ما يجرى الاستيلاء عليه، لتثبت ملكيتها عليها وتمنع بقية الفصائل من الاستيلاء على نفس العقار أو الآلية، كما تعمدت حرق مزارع زيتون وحرق ممتلكات، فى حين تعدت الانتهاكات من الاستيلاء وتقسيم الممتلكات إلى تنفيذ عمليات مداهمة يومية للمنازل.
وعمدت فصائل عملية "غصن الزيتون" للاتجار بالمعتقلين عبر تنفيذ اعتقالات شبه يومية، وزج المدنيين فى السجون والمعتقلات والمنازل التى استلوا عليها، والاعتداء عليهم بالضرب والتنكيل بهم ما أدى لموت الكثير من المواطنين تحت التعذيب وجراء الضرب العنيف.
وفى سياق متصل، قال سيرجى لافروف، وزير الخارجية الروسى، الجمعة، إن الاتفاق على إنشاء منطقة منزوعة السلاح فى محافظة إدلب، والذى توصلت إليه روسيا وتركيا هو خطوة مرحلية، ويتعين على مقاتلى جبهة النصرة الرحيل عن المحافظة بحلول منتصف أكتوبر القادم.
وصرح "لافروف" خلال مؤتمر صحفى عقد فى سراييفو مع نظيره إيجور تسرناداك وزير خارجية البوسنة والهرسك، إن الاتفاق الروسى التركى بشأن إدلب يهدف بالدرجة الأولى إلى اجتثاث خطر الإرهاب، وهى خطوة مرحلية دون شك، لأنه يدور فقط عن إنشاء منطقة منزوعة السلاح.
وتواصل السلطات التركية دعم المسلحين والمتشددين فى مدينة إدلب بالأسلحة المتوسطة لمواجهة قوات الجيش السورى والقوات الروسية، وصد أى هجوم محتمل على آخر معاقل المعارضة المسلحة فى ادلب.
ويذكر أن روسيا وتركيا توصلا إلى اتفاق لإقامة منطقة منزوعة السلاح فى محافظة ادلب التى تعد آخر معقل للفصائل التى تعارض الحكومة السورية وقوات الجيش السورى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة