وأضاف سلطان – فى كلمة بمناسبة اليوم الوطنى ال88 للمملكة العربية السعودية – أن السعودية تواصل الدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية؛ حيث تقود بدبلوماسيتها النشطة، الجهود المبذولة على الصعيدين الإقليمي والدولي، لإحلال الأمن والسلم في المنطقة والعالم أجمع، لافتا إلى أن تلك الجهود توجت، بإنعقاد القمة العربية الإسلامية - الأمريكية في الرياض خلال شهر مايو الماضي.
وأشار إلى أن السعودية قادت تحالفا عربيا تمثل في عملية (عاصفة الحزم)؛ لمواجهة الجماعات المسلحة الخارجة على سلطة الدولة اليمنية، والتي سعت إلى الهيمنة على مؤسسات الدولة في اليمن، وجعله قاعدة للنفوذ الأجنبي، ثم تلتها عملية (إعادة الأمل)، مشددا على مواصلة السعودية للجهود الدبلوماسية لحل الأزمة في اليمن، إضافة إلى استمرارها في تقديم المساعدات المالية والإنسانية للشعب اليمني.
وقال إن السعودية تمارس منذ تأسيسها دورها المحوري في محيطها الإقليمي، وفي المجتمع الدولي، من منطلق مكانتها الإسلامية وعمقها العربي، كونها حاضنة للحرمين الشريفين اللذان يحظيان بإهتمام خاص من قبل قيادة المملكة؛ حيث شهد المسجد الحرام بمكة المكرمة، والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة في السنوات الأخيرة، أكبر عمليات توسعة وإعمار عبر تاريخهما؛ لتمكين حجاج بيت الله والمعتمرين من أداء نسكهم بكل يسر وسهولة، فى حين تتسارع الخطوات للإنتهاء من مشروع مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد في جدة، وكذلك قطار الحرمين، وغيرهما من مشروعات البنى التحتية التي تخدم الأماكن المقدسة.
وأضاف أنه في مجال العمل الإنمائي والإنساني، تقوم السعودية انطلاقا من التزاماتها الدينية والإنسانية، بالمساهمة في جهود الإغاثة والأعمال الإنمائية في كافة أنحاء العالم؛ حيث بلغ إجمالي ما قدمته خلال الأربعة عقود الماضية نحو 140 مليار دولار أمريكي، فى حين توجت تلك الجهود، من خلال إنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والذي يتولى توزيع المساعدات الإنسانية المقدمة من المملكة للدول الأخرى.
وتابع أن السعودية تضطلع بدور رئيسي في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، ومواصلة تصديها لظاهرة الإرهاب؛ حيث كانت من أوائل الدول التي عانت منه، بعد أن فقدت عددا من أبنائها، شهداء في العمليات الإرهابية، لافتا إلى أنها تمكنت بفضل قيادتها والجهود الأمنية المكثفة، من إحباط العديد من المخططات الإرهابية للفئات الضالة.
وأكد سفير السعودية لدى الكويت، أن قيادة المملكة استشعرت أهمية تضافر الجهود الدولية لمواجهة الإرهاب، فنظمت أول مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب، وأنشأت المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف "اعتدال"، والذي تم تدشينه أثناء انعقاد القمة العربية الإسلامية الأمريكية بالرياض في مايو الماضي، ودعمت الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة الجماعات الإرهابية، إدراكا منها أن الإرهاب لا يعرف حدودا ويشمل بضرره الإنسانية جمعاء.
وعلى الصعيد الداخلي، قال الأمير سلطان إنه فـي عهـد خادم الحرمين الشـريفـين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، واصلت البلاد مسيرة التطوير والتحديث في كافة المجالات؛ لتوفير كل سبل الرفاهية للمواطنين، حيث بدأ عهده بتطوير الهيكل الإداري، مما وضع المملكة على مشارف مرحلة واعدة بالخير والرفاه، تأكيدا لحرصه على استثمار كافة الموارد الوطنية لخدمة الوطن والمواطن السعودى، بالإضافة الى بدء تنفيذ إستراتيجية التحول الوطني لتطبيق رؤية (2030 رؤية الحاضر والمستقبل)، معلنة دخول المملكة مرحلة جديدة من مراحل تطورها لتنويع مصادر الدخل، وزيادة كفاءة الأداء الحكومي وتوفير الرخاء والرفاه لمواطنيها.
كما لفت إلى التوقيع على مشروع مدينة (نيوم) العابر للحدود، والذى أطلقه الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودى العام الماضى، ضمن إطار التطلعات الطموحة لرؤية 2030، بتحويل المملكة إلى نموذج عالمي رائد في مختلف جوانب الحياة، إضافة الى التوقيع على مذكرة تفاهم مع شركة الإتصالات اليابانية حول مشروع الطاقة الشمسية، وتدشين خادم الحرمين الشريفين فى أبريل الماضى، لمشروع القدية الترفيهي، والذي يضم جبالا وأودية وإطلالة على الصحراء.
وشدد على أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، استطاع بخبرته الواسعة بشؤون السياسة والإدارة، أن ينهض بالمملكة، نهضة نوعية في شتى المجالات، على الرغم من كل التطورات والظروف والأحداث الإقليمية والدولية التي أحاطت بالمنطقة مؤخرا، مما مكّن المملكة من المحافظة على مكانتها الدولية، كاحدى الدول العشرين الأكثر تأثيرا في العالم سياسيا وإقتصاديا.
وعلى صعيد العلاقات السعودية – الكويتية، قال إن العلاقات بين السعودية والكويت وثيقة، مشيرا إلى أن أصبحت نموذجا يحتذى به في العلاقات بين الدول؛ حيث هناك تواصل دائم بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بالإضافة الى الاتصالات المتواصلة بين جميع المسؤولين فى البلدين وعلى كافة المستويات، وهو ما انعكس على العلاقات المتميزة بين الدولتين، من خلال التوقيع مؤخرا على محضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي الكويتي، والذي يهدف إلى مزيد من التنسيق وتوثيق العلاقات بين البلدين الشقيقين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة