لم يتخيل الزوج الثلاثينى "طارق.ع.أ" الذى عاد إلى مصر لقضاء إجازته مع زوجته وأولاده أنه سيجدها غارقة فى دوامة الإدمان فى مشهد مفزع بعد أن حولت غرفة نومهم إلى وكر يملؤه الأدوية المخدرة ومادة الهيروين فلا تفيق من غيبوبتها، وطفلاه ضيعهما إهمال والدتهم، ليستفيق من صدمته على واقع أنها أصبحت مدمنة وحياته وحياة أولاده فى خطر ومهددة بالضياع بسبب النوبات التى أصبحت تأتى لزوجته بعد أن قضت تلك السموم على جسدها واتزانها العقلى.
وقص الزوج طارق الذى فشل فى جعل زوجته تخضع للتعافى من الإدمان فى دعوى إسقاط حضانتها عن طفليه التى حملت رقم 5472 لسنة 2018 أمام محكمة الأسرة بإمبابة بعد خوضه معاناة: لم أتصور خلال العام الذى تركت فيه مصر أن زوجتى ستضيع وتدمر حياتنا بعد أن أفسدتها الأموال التى تطالبتى بإرسالها لها شهريا، وعندما أتواصل مع أهلى يخبرونى بأنها لا تفارق أصدقائها وترفض التواصل مع أهلها أصبح وضعها مريب لأعود وأجدها أصبح مظهرها غريب كالأشباح مريضة وعندما حاولت أن أصطحبها لإجراء كشف طبى حتى أعلم سر حالتها أصرت على الرفض والذهاب بمفردها واضطرابها الشديد وطلبها للمال بشكل مبالغ فيه وضياع الأموال التى تكون داخل محفظة نقودى وزعمها ضياع مصوغاتها.
ويتابع الزوج: حاولت علاجها ولكنها رفضت وهربت منى وتركت المصحة التى اصطحبها أهلها لها، وتعديها على أطفالها بالضرب بشكل مبرح وتهدد بقتلهم أثناء مشاجرة جمعتنا عندما حاولت منعها من التعاطى.
مكاتب التسوية بمحاكم الأسرة رصد فى كل من محكمة الأسرة بأكتوبر وإمبابة وزنانيرى ومصر الجديدة ومدينة نصر وزينهم وعابدين كشفت عن الدعاوى المقدمة من قبل الأزواج والزوجات بسبب الإدمان عن شكوت 1068 زوجا وزوجة خلال العام الحالى.
وتعددت طلبات الأزواج لإسقاط الحضانة والنشوز والطاعة، كما اشتملت الأسباب الذى سردوها للمحكمة من تعاطى زوجاتهم لمخدر الحشيش والهيروين الحبوب المخدرة، فيما وصلت مدد الزواج ما بين 6 شهور و10 سنوات، كما لجئت الزوجات للخلع والطلاق للضرر فى 10% من الدعاوى التى أودعت أمام مكاتب تسوية المنازعات.
وعن حال الزوج "سليم.ح.أ" البالغ من العمر 36 عاما فهو آخر وطفلته ميادة كانوا ضحية لزوجة غيب عقلها الأدوية المحظور تداولها طبيا وتصنف على أنها تؤدى للإدمان، ليؤكد الزوج أنه تعرض للسرقة على يد زوجته بعد أن قامت بأخذ مبلغ 200 ألف كان يحتفظ بها فى منزله.
وأكد سليم الذى حرر ضد زوجته بلاغ أمام قسم شرطة إمبابة وطلب لضم حضانة صغيرته أمام محكمة الأسرة بإمبابة: تدهور حالها لدرجة أنها أصبحت تعمل كديلر وسط صديقاتها وتدفعهم للإدمان حتى توفر ثمن المواد التى تتعاطاها، فيما شكى بعض أقاربنا من تأثيرها السيئ على أطفالهم ومحاولة إشراكهم فى تلك الجرائم التى وقعت فى دوامتها.
وتابع الزوج الذى فقد استقراره الأسرى هو وطفلته: "حتى أهل زوجتى لم يقفوا فى وجهها ووجدوا أن ما تفعله يدر عائدا لهم فتركوها تضيع حياتها، ويضيف: "عندما لجأت للشرطة هددونى وتعدى على أحد البلطجية التى على علاقة بهم، ويأتى لها بتلك السموم بالضرب ومحاولة خطف الصغيرة.
الزوجات كان لهم نصيب أيضا من المعاناة من إدمان الأزواج بعدما قررت أن تقف "مها.ك.ج" أمام قسم شرطة مصر الجديدة وتشكو زوجها وتبلغ عنه بعد أن ضيع مستقبل نجله"حسن"، والذى كان يستغله فى دفعه لشراء المواد المخدرة دون علمها، واكتشاف إدمانه هو الآخر ومشاركته له فى التعاطى فى مقابل عدم إخبار أحد عن جريمته.
وقصت الزوجة مها فى طلبها للطلاق للضرر دعوى المطالبة والتى حملت رقم 5081 لسنة 2018: "أنا مدرسة أربى أجيالا على القيم والأخلاق لم أكن أتصور أن نجلى سيقوم بسلوك ذلك الطريق المظلم برفقة والده وأن تنتهى قصة تعاطى زوجى بتلك الصورة البشعة بعد أن كاد يموت وترك خلفه طفلنا ضحية بعد أن وصل به الجبروت ليحقنه بحقن الماكس وكل هذا من أجل الحصول على تلك المواد السامة، وتتابع: دمرت أخلاق نجلى وأصبح سلوكه مثل البلطجية والخارجين عن القانون بعد أن عاش فى مستنقعهم بسبب والده المريض.
الزوجة المسكينة "نيرة.م.م"، ذاقت العذاب والويل فى سبيل الهروب بحياتها وأطفالها الثلاثة من قبضة زوجها المدمن والذى يتخذ من تلك السموم وسيلة لعيش حياته فى سعادة على حد وصفها: فقد عقله وكاد أن يرتكب جريمة قتلنا بسبب منعى الأموال عنه التى يسلبها منى غصبا تحت التهديد بالسلاح.
وتابعت نيرة من داخل محكمة الأسرة بعابدين أثناء طلبها الخلع فى دعواها رقم 11563 لسنة2018: لا أريد منه شيئا إلا أن يتركنا فى حالنا دون التعرض للعقاب والإساءة والعيش فى خوف دائما،تنازلت له عن كل منقولاتى وأموالى حتى ملابسى لا أريدها.
وأشارت الزوجة: انفصلت عنه مرتين وعد له بسبب خوفى على سمعة أولادى ظننا منى أننى أستطيع أن أمنعه من تلك التصرفات المريضة ولكنه كان دائما ينتكس ويرجع أسوء من قبل حتى دمر حياتنا ومستقبلنا وأصبحنا كالمنبوذين وسط معارفنا.
جريمة هتك عرض كانت نتيجة طبيعية لتحمل الزوجة العيش مع زوج مريض وخارج عن القانون يحترف حب الشر وسلوك الطرق غير الأخلاقية، فى حق زوجته وطفله الذى يبلغ من العمر 7 سنوات شهدتها منطقة الطالبية لتجد الزوجة نفسها أمام خيارين أما الصمت أو أن تلوذ بالفرار لتحمى صغيرها.
أكدت الزوجة فاطمة.أ.ص فى طلبها للطلاق للضرر وبلاغها ضد زوجها لتكشف عن واقعة هتك لعرض صغيره أمام قسم الشرطة بالطالبية: تزوجت منذ 8 سنوات تحملت فيهم أن أصبح أم وأب لأولادى الثلاثة ولكنى لم أتصور أن النتيجة ستكون إدمان زوجى بعد أن أفسده تدليلى له وتحمل المسئولية والإنفاق عليه وتركه عاله علىّ يقضى وقته طوال اليوم فى النوم بسبب استهتاره وأخلاقه السيئة والتى أنتهت بلحس عقله وتحرشه بطفلى وهو غائب عن الوعى وإصابة الطفل بحالة نفسية وذعر".
وتتابع: كنت أخاف من فضح ذلك السر البشع ولكن عندما نظر لى طفلى نظرة ملئية بالمرارة وعيون تملأها الدموع يطلب نجدته لم أجد حلا غير الهروب وإنقاذه وأشقائه من العيش مع مدمن وتاجر للسموم يفسد حياته وحياة من حوله ويرفض العلاج ويعنف من يحاول إنقاذه ليصل الحال بى لتهديدات بالقتل منه وأسرته التى تخشى الفضائح وتجد أن موته من الإدمان أهون من علم أقاربهم بحالته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة