"راحت أم الضحكة الحلوة "، هكذا وصفت أسرة هبة طنطاوى الضحية الرابعة لحادث الغسيل الكلوى بمستشفى ديرب نجم المركزى بالشرقية، والذين أكدوا أنها كانت الشقيقة الكبرى بمثابة الأم الثانية لهم.
والتقى "اليوم السابع" من داخل مستشفى خاص بالزقازيق، أسرة الضحية الرابعة، هبة محمد طنطاوى 38 سنة، ربة منزل، التى كانت ترقد فى غيبوبة كاملة منذ الحادث الذى وقع السبت الماضى وتوفيت فجر اليوم.
وقالت أسرتها، إنه بالرغم من تمتعها بالروح المرحة، إلا أنها كانت قوية الإرادة، فسبق وأن قامت بعملية زرع كلى فور تعرضها لفشل كلوى منذ سنوات، إلا أنه عاد إليها الفشل الكلوى مرة أخرى منذ 5 سنوات، استقبلت الأمر بقوة شديدة، تعاملت مع المرض بحرص للحفاظ على صحتها، فلم تتعرض لأى أمراض أخرى نتيجة الفشل الكلوى، فهى أم لثلاثة أبناء أكبرهم داليا صيدلانية، وعلى طالب بكلية الهندسة، وإسراء بالصف الأول ثانوى.
وعن تفاصيل أخر ساعات فى حياتها، قال زوجها محمد حامد محامى، كانت طبيعية الأسبوع الذى سبق الحادث، مضيفًا: "ذهبنا للمصيف، و يوم الجمعة، استيقظت كعادتها فى ساعة مكبرة، بروحها المرحة وضحكتها المعهودة، قامت بتحضير مستلزمات المنزل، ثم توجهت لشراء لبس المدارس وتوجهت لزيارة والدتها، ظلت طوال اليوم مستيقظة، فهى من العادة يوم الجلسة تظل دون نوم لتوجه للمستشفى فى الساسة صباحا وتنام خلال الجلسة".
وتابع زوج الضحية: "بعد وصولها للمستشفى أجرت اتصالا بوالدتها لطمأنتها أنها وصلت إلى للمستشفى، وبعدها بأقل من 15 دقيقة، أجرت اتصالا وقالت "الحقوقى بموت"، فهرعنا للمستشفى التى تبعد دقائق عن المنزل، وجدنا حالة هرج و مرج و طبيبة واحدة و عدد من التمريض يحاولون إسعاف المرضى، والذين لم يكونوا لديهم الخبرة الكافية للتعامل مع الحالات و بالأخص حالة زوجتى التى هى كانت أول حالة تعرض للإصابة ضمن ضحايا الحادث".
وأكد شقيقها هانى طنطاوى، على أنه بعد أقل 5 دقائق من الحادث انتقل للمستشفى القريبة لمنزلة، وشهد حالة هرج ومرج بين الأطباء والتمريض ومنعنا المدير الإدارى عن تقديم أى عون، بحسب كلامه، لا يوجد صيادلة أو صيدلية مفتوحة بالمستشفى لصرف العلاج وغرفة خزان الأكسجين مغلقة، مضيفا: "قمت بكسر قفل الغرفة لاستخراج إسطوانات الأكسجين منه، وقمت باستدعاء أطباء من أساتذة كلية الطب للمعاونة فى إنقاذ المرضى منهم الدكتور محمد ماهر والدكتور خالد"، الذين ساهموا بشكل كبير فى إنقاذ العديد من الحالات.
ويشار أن نيابة الزقازيق الكلية، بإشراف المستشار محمد القاضي، المحامى العام الأول لنيابات جنوب الشرقية، تباشر التحقيق مع مدير مستشفى ديرب نجم الحالي، ومع طاقم الأطباء والتمريض، و العمال بوحدة الغسيل الكلوى، لتحديد أسباب الحادث الذى وقع اثناء خضوع 36 من مرضى الفشل الكلوى بمستشفى ديرب نجم، لجلسة الغسيل الكلوى، بعدما تعرضوا لتسسمم، أدى لوفاة ثلاثة فى الحال و أصيب 15 بغيبوبة و اعياء، تماثل 13 منهم للشفاء وتوفيت الحالة الرابعة سالفة الذكر بينما مازالت ترقد أخرى داخل مستشفى الجامعة.
أسرة الضحية