إذا فكرت فى السفر لقضاء إجازة، فالفندق الذى ستقيم فيه هو أهم محطة ستتوقف عندها كثيرا، فجودة الرحلة تعتمد على الإقامة المريحة والخدمات التى ستجدها فى الفندق، بداية من موقعه ومدى قربه من المزارات السياحية وحتى نظافة الغرف وجودة الطعام الذى يقدمه، وصولا إلى استقبال أفراد الفندق لك ومدى تجاوبهم مع متطلباتك.
ولأن قطاع السياحة هو منظومة متكاملة، فلا يمكن رفع درجة تنافسية المقاصد السياحية المصرية فى العالم، والترويج لها فى ظل تدنى الخدمة الفندقية، أو تراجعها عن المعايير العالمية، لذلك بدأت وزارة السياحة رحلة تحديث منظومة معايير تصنيف الفنادق المصرية، والذى يعد أحد المحاور الأساسية لإعادة هيكلة القطاع السياحى.
ومعايير تصنيف الفنادق التى تتدرج حتى "الخمس نجوم" ليست ثابتة فى كل دول العالم، بل أن كل دولة تضع معاييرها الخاصة للفنادق بما يتوافق مع النظم العالمية، وتضع المعايير تصورا لكافة أرجاء الفندق بداية من نوعية الأرضيات وحجم "الريسبشن"، حتى الحمامات وأدوات النظافة والمفروشات، وأثاث الغرف، والمطعم، والحدائق الخاصة بالمنتجعات.
وقال أحمد الخادم، الخبير السياحى والرئيس الأسبق لهيئة تنشيط السياحة، إن مصر كانت رائدة فى إعادة تقييم الفنادق وفقا للمعايير العالمية بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية، وكانت البداية فى عام 2005، حيث أصدرت مصر معايير فى تقييم الفنادق سابقة لعصرها، لدرجة أن هناك ثلاث دولا أٌعجبت بها وطبقتها حرفيا فى منظومتها الفندقية، وهى صربيا والمغرب وكرواتيا.
ولفت الخادم، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إلى أنه بالفعل جرى متابعة تطبيق المعايير ضمن البرنامج الذى مدته عامين حتى 2007، ولكن اليوم بعد مرور 11 عام تقريبا على وضع معايير التقييم، العالم تطور وأصبح هناك معايير جديدة للتفوق الفندقى، ولابد أن تندرج فى المعايير المصرية، فلا يجوز أن نسمى فندقا "خمس نجوم" وهو بالمعايير العالمية "ثلاث نجوم"، وهذا هو ما يتم حاليا.
وشدد الخبير السياحى، على أن العملية أصبحت حتمية بالنسبة للفنادق، فالتكنولوجيا أصبح لها عاملا، ولكن الأمر سيحتاج إلى إنفاق، لأنه لرفع درجة الفنادق لابد من الإنفاق على تجهيزاته وشكل الغرف.
الوزارة من جانبها اتخذت خطوات جادة فى هذا الشأن بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية، خلال لقاء الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة مع زوراب بولوليكاشفيلى أمين عام المنظمة فى شهر مايو الماضى، حيث تم ترشيح خبير دولى فى هذا المجال على دراية بالسوق المصرى مما سيسهل عمله، ليقوم بمراجعة وتحديث المنظومة لتتماشى مع المعايير الدولية.
ووقع الاختيار على الخبير السياحى آلان فوتر والذى سيبدأ عمله قريبا لمراجعة وتحديث معايير تصنيف الفنادق المصرية لمواكبة التصنيفات الدولية، بعد أن شهدت تغييرا فى السنوات الأخيرة، وأوضحت الوزارة فى بيان لها، أن هذا الأمر من شأنه أن يدفع الفنادق المصرية إلى إعادة النظر فى مستوى الخدمة والتشغيل وتطوير البنية الأساسية لها لتناسب المعايير الجديدة للحفاظ على الفئة المصنفة عليها "درجة النجومية" والذى يجعلها فى وضع تنافسى مع الفنادق العالمية مما يعود بالفائدة على القطاع السياحى بشكل عام.
واتفقت الوزارة مع الخبير السياحى على تفعيل نظام "النزيل الخفي" (Mystery guest) الذى يقوم بزيارة الفندق للتفتيش عليه دون معرفة إدارته، وتم الاتفاق أن يكون ضمن مهام الخبير الفرنسى القيام بوضع معايير خاصة بالسلامة المهنية والصحية بالفنادق وذلك لضمان وجود منظومة متكاملة لجودة الخدمات الفندقية.
غرفة المنشآت الفندقية باتحاد الغرف السياحية أكدت على أهمية الخطوة، حيث قال هشام الشاعر، عضو غرفة المنشآت الفندقية، لـ"اليوم السابع"، إن العملية ستأخذ مزيد من الوقت حتى الانتهاء من تنفيذها، إلا أنه شدد على أهمية هذه الخطوة، مؤكدًا على أنه مطلب أساسى لأصحاب المنشآت الفندقية.
وأضاف الشاعر، أن لابد من الارتفاع بمستوى الفنادق حتى نستطيع تغيير منظومة الأسعار لتتناسب مع السوق العالمية، لافتا إلى أن هناك معايير جديدة ستدخل إلى منظومة إعادة تقييم الفنادق، مشيرًا إلى أن عملية التقييم تشمل جانبين، حيث هناك "software" وهو قائم على تدريب العمالة لتعطى نظافة أحسن وخدمة بالمطاعم أفضل، وهناك جانب نطلق عليه "hardware" وهذا ينطبق على شكل الفندق بداية من مظهره حتى فرش الغرف والريسبشن.
لذا أصبحت عملية إعادة تقييم الفنادق متفق عليها من قبل الجميع، لرفع تنافسية المقاصد السياحية المصرية، وسيقوم الخبير بزيارة مجموعة من الفنادق ذات التصنيفات المختلفة فى عدد من المحافظات السياحية، واختيار عينة منها لدراسة أوضاعها، وذلك ضمن البرنامج الموضوع له.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة