يعيش سكان العاصمة الليبية طرابلس حالة من الرعب والفزع منذ 4 أسابيع بسبب الاشتباكات العنيفة بين الميليشيات المسلحة المدعومة من المجلس الرئاسى الليبى من جهة، وقوات اللواء السابع من جهة أخرى، فى اشتباكات هى الأعنف فى طرابلس خلال الـ 7 سنوات الأخيرة.
وقالت وزارة الصحة الليبية، إن 115 مواطن قتلوا وأصيب أكثر من 300 آخرين بينهم أطفال ونساء، مشيرة لنزوح عشرات العائلات الليبية من الأحياء والمدن التى تشهد اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، فضلا عن استهداف الميليشيات المسلحة للطواقم الطبية وسيارات الإسعاف التى تقوم بدورها فى نقل المصابين وإغاثة الأسر العالقة.
وكشف مكتب الإعلام بوزارة الصحة الليبية، عن وجود عائلات محاصرة فى محاور القتال بطرابلس، جراء الاشتباكات المسلحة العنيفة بين الميليشيات.
وأكدت وزارة الصحة الليبية، أن المأساة التى تعانى منها العائلات الليبية جراء الاشتباكات المسلحة، ازدادت وتيرتها، بعد علمهم بوجود عائلة قرب مدرسة فاطمة الزهراء، يحاول جهاز الإسعاف الوصول إليها.
وأكد مراقبون أن اشتباكات طرابلس تقف ورائها قوى إقليمية ودولية تسعى إلى تغيير المشهد السياسى، ومحاولة تفكيك الميليشيات المسلحة التى تغولت داخل طرابلس وتمارس أبشع الجرائم بحق المدنيين الليبيين، فضلا عن سيطرة تلك الميليشيات المسلحة على مفاصل الدولة الليبية.
وشن اللواء السابع وجماعات أخرى من خارج طرابلس هجوما على العاصمة طرابلس فى أواخر أغسطس وسط حالة من الغضب بسبب نهب الميليشيات المسلحة لأموال النفط الليبى، وسيطرتهم على كافة المؤسسات وعلى رأسها مصرف ليبيا المركزى فى طرابلس وعدد من الوزارات داخل حكومة الوفاق الوطنى برئاسة فائز السراج.
وقال مسئول فى اللواء السابع ترهونة لـ"اليوم السابع"، إن القوات التى تتبع اللواء هى قوات نظامية تضم حوالى 5 الالاف مقاتل، مشيرا إلى أن اللواء السابع يتقدم فى محور طريق المطار بطرابلس لدحر الميليشيات، وتحركه لاستعادة المناطق التى فقد السيطرة عليها فى محور صلاح الدين.
واتهم المسئول البعثة الأممية بالتخاذل فى إجبار الميليشيات المسلحة على الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الموقع فى 4 سبتمبر الجارى بمدينة الزاوية، واستهداف تلك الميليشيات لقوات اللواء السابع التى تصر على تطهير طرابلس من حكم الميليشيات المسلحة.
وأوضح مراقبون إلى أن دخول ميليشيا الصمود بقيادة الإرهابى صلاح بادى إلى طرابلس يهدف لخلط الأوراق، مؤكدين أن صلاح بادى يقاتل الميليشيات المسلحة المسيطرة على طرابلس لتحقيق مصالح شخصية وليس دعما للواء السابع، وعدم رغبة الأخير فى التحالف مع قوات بادى التى تحصل على دعم مالى ولوجيستى من تركيا وقطر.
وحذر مراقبون من التحركات التى تقودها الجماعة الليبية المقاتلة وجماعة الإخوان فى ليبيا بالتحالف مع قوات صلاح بادى، لمحاولة السيطرة على جزء كبير فى طرابلس كى يكون تيار الإسلام السياسى حاضرا فى أى عملية تفاوضية فى المستقبل.
ميدانيا، دفعت كتائب وميليشيات مسلحة فى مدينة مصراتة غرب البلاد بتعزيزات كبيرة لدعم ميليشيات الصمود بقيادة الإرهابى صلاح بادى، فيما رفض أعضاء المجلس العسكرى مصراتة التحرك الفردى لرئيسه إبراهيم رجب بإعلان النفير العام وإرسال تعزيزات إلى طرابلس.
بدورها كشفت بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا عن إعدادها للائحة بأسماء منتهكى القانون الإنسانى الدولى لتقديمها إلى مجلس الأمن الدولى لفرض عقوبات عليهم ومقاضاتهم.
وشددت البعثة الأممية عبر موقعها الرسمى على أن العدالة لا يمكن أن تتحقق بالثأر، معربة عن تعازيها إلى أسر الضحايا الذين قضوا جراء الاشتباكات فى طرابلس.
ويمثل دخول اللواء السابع ترهونة إلى العاصمة طرابلس تحول جديد فى المشهد العسكرى بالعاصمة الليبية، وذلك بعد سنوات من سيطرة 4 ميليشيات مسلحة على مفاصل الدولة فى طرابلس وهى ميليشيا ثوار طرابلس بقيادة هيثم التاجورى، وميليشيا غنيوة، وميليشيا كار، وميليشيا النواصى، فضلا عن تمركز ميليشيات تتبع الجماعة الليبية المقاتلة "القاعدة" فى عدد من المحاور بطرابلس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة