قال الدكتور هشام عزمى، رئيس دار الكتب والوثائق القومية، إن الشائعات التى يتم إطلاقها على مواقع التواصل الاجتماعى تهدد السلام الاجتماعى، لافتا إلى أن أخلاق المصريين تغيرت بعد ثورة 25 يناير 2011.
جاء ذلك خلال الندوة التى أقيمت مساء اليوم، الاثنين، ضمن فعاليات ملتقى الهناجر الثقافى، وناقش "السوشيال ميديا وحرب الشائعات"، وتدير الملتقى الدكتورة ناهد عبد الحميد، وتحدث فى الندوة كل من: الدكتور هشام عزمى، الإعلامى جمال الشاعر، الدكتورة نسرين البغدادى أستاذ الاجتماع السياسى، والإعلامية رشا نبيل.
وأكد الدكتور هشام عزمى، أن مصر شهدت تحولات جذرية فى الأخلاقيات والمعاملات بعد 25 يناير 2011، وأن تلك التحولات غير منفصلة عما يحدث على الساحة السياسية، وما جرى من تحولات كان لها أثر أيضا على تعاطى المصريين مع وسائل التواصل الاجتماعى.
وفى تعريف الشائعة، فرق الدكتور هشام عزمى بين الإشاعة التى هى عملية إعلام ونشر للمعلومات التى قد تكون صحيحة، أما الشائعة فهى تواتر أخبار ليس لها أساس من الصحة، وبعض الشائعات تنتشر بسبب الخوف من شىء ما فى غياب المعلومات الموثقة، وبعضها يكون تنفيس عن كبت ما.
وأشار هشام عزمى، على سبيل المثال، إلى أنه بعد وقوع زلزال 1992 انتشرت شائعات بقرب نهاية العالم، وبعد 2011 انتشرت الشائعات بشكل كبير وممنهج على "فيس بوك"، فى ظل قدرته الهائلة على الوصول لحوالى 35 مليون شخص داخل مصر.
كما رأى هشام عزمى أن المصريون متفردون فى أساليب استخدام "فيس بوك" واستحداث مواقف من أجل مشاركتها على منصات التواصل الاجتماعى، مؤكدا على أن خطورة "فيس بوك" تكمن فى سرعة انتشار الأخبار المختلقة من خلاله خاصة فى غياب منهجية التحقق من المعلومة قبل نشرها، وفى ظل بيئة سوداوية ترى السلبى فى كل شىء تصبح الشائعات خطر يهدد السلام الاجتماعى.
كما أكد هشام عزمى، أن مصر كانت سباقة فى وضع سياسة وطنية للمعلومات بدأت بمبادرة الدكتور إبراهيم بدران فى 1981 وتوقيع اتفاقية مع جورجيا فى الولايات المتحدة الأمريكية من أجل هذا الغرض.
وفيما يتعلق بتفاوت الأجيال، أشار الدكتور عزمى إلى أهمية التواصل بين الأجيال نافيا عن الشباب تهمة عدم الاهتمام بالمعرفة، ولكنه يبحث عنها من خلال وسائط مختلفة عن الوسائط التى يتابعها آباؤهم.
وأكد عزمى على شمول السياسة الوطنية للمعلومات لآليات البحث عن المعلومة والتوثق من صحتها وتقييمها. وهى آليات شديدة الأهمية خصوصا فى وقت أصبح البعض يشكك فى كل شىء حتى فى البيانات التى تصدرها الحكومة للرد على الشائعات.