بدأت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، ممثلة فى 27 مديرية زراعية، خطة استباقية لزراعات المحصول الشتوى، وخاصة القمح والفول البلدى، من خلال طرح أصناف جديدة مبكرة النضج تمتاز بإنتاجيتها العالية وتقاوم الأمراض المختلفة، لسد الفجوة والحد من الاستيراد واستبعاد الأصناف ضعيفة الإنتاج، حيث يعتبر القمح أول محاصيل الحبوب الاستراتيجية خاصة لرغيف العيش، والفول البلدى المحصولى البقولى الأول والذى لقب بمسمار البطن "طبق الفول ".
وكشف تقرير الإدارة المركزية لإنتاج التقاوى، أنه تم البدء فى توزيع تقاوى 7 محاصيل شتوية، بجميع المنافذ التابعة للإدارة المركزية لإنتاج التقاوى، والمنافذ التابعة للجمعيات التعاونية والزراعية والإرشاد الزراعى بجميع المحافظات بسعر مخفض، وذلك بعد تحديد الأسعار منها تقاوى القمح 230 جنيها لشيكارة وزن 30 كيلو جراما، والفول البلدى 460 جنيها، وزن 35 كيلو جراما، بالإضافة إلى تقاوى الشعير، والبرسيم والحبة السوداء، والبسلة والفاصوليا، وتوفير التقاوى المعتمدة للمزارعين طبقًا للأسعار المدعمة من الدولة، ذات الإنتاجية العالية مقارنة بأسعار شركات القطاع الخاص.
قال الدكتور حاتم إبراهيم رئيس الإدارة المركزية لإنتاج التقاوى التابع لقطاع الخدمات الزراعية، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إن الوزارة استعدت مسبقا للزراعات الشتوية بتوفير جميع التقاوى، مؤكدا أن هناك توجيهات رئاسية وتكليفات من الدكتور عز الدين ابوسيتت وزير الزراعة بتوفير جميع التقاوى وبأسعار مخفضة لزيادة الإنتاج، حيث تم توفير تقاوى 17 صنفا معتمدة من القمح بمعرفة لجان مختصة بإنتاج التقاوى، ومطابقة الأقماح للمواصفات المحددة عالميا، حيث تنتج وزارة الزراعة نسبة كبيرة من تقاوى القمح سنويا للفلاحين، والباقى تنتجه شركات القطاع الخاص، مؤكدا أن هناك 306 منفذا بوزارة الزراعة بدء توزيع التقاوى على مستوى الجمهورية .
وأضاف "حاتم"، أن هناك حملات مرورية ومتابعة دورية على 14 من محطات غربلة تقاوى تحتوى على 17 خط إنتاج تقوم بإعداد و توفير تقاوى على درجة عالية من النقاوة وهذا يرجع إلى خبرة العاملين بهذة المحطات وكيفية التعامل فى كافة مراحل الغربلة مع جميع تقاوى المحاصيل الحقلية و محاصيل الخضر، يتم تجهيزها تمهيدا لتوزيعها على منافذ البيع المخصصة لذلك، ونحرص دائما كإدارة على توفير تقاوى منتقاة عالية الإنتاجية وبسعر مناسب يتماشى مع خطة الوزارة فى دعم المزارع وتوفير احتياجاته من التقاوى للمحاصيل المختلفة.
وكشف تقرير لوزارة الزراعة، أن تطبيق منظومة تقاوى القمح، والخاصة بإلغاء درجة المسجل من نظام التقاوى، لحصول المزارع على تقاوى معتمدة بعد درجة الأساس مباشرة، ستساهم فى زيادة إنتاجية القمح، بعد حصول المزارع على تقاوى معتمدة نقية من شأنها زيادة الإنتاج وزيادة دخله، ونشر الأصناف الجديدة، والتى اعتمدت مؤخرا وتمتاز بإنتاجيتها العالية ومقاومة للأمراض المختلفة، واستبعاد الأصناف التى ضعفت قدرتها على مقاومة الأمراض نتيجة التغيرات المختلفة، وتوعية المزارعين باستخدام الأصناف الجديدة، ضمانا لزيادة الإنتاجية، وضمان تنفيذ خطة وإستراتيجية الحكومة فى زيادة الإنتاجية، ورفع جودة المحاصيل المختلفة والحد من الاستيراد وتوفير العملة الصعبة.
فى الوقت ذاته يستعد مركز البحوث الزراعية، لتفعيل إطلاق الحملة القومية لتدقيق المساحات المنزرعة بمحصول القمح بداية من زراعته الموسم الجديد، من خلال تقنية الاستشعار عن بعد، ومطابقة التصوير الجوى للأقمار الصناعية على أرض الواقع، وذلك بكافة محافظات الجمهورية، مما يضمن وجود بيانات حقيقة وكاملة حول المساحات المنزرعة بالمحصول لهذا الموسم، كذلك الإنتاجية المتوقعة، بالإضافة إلى تكثيف اعمال الحملة القومية للقمح التى تجوب المحافظات لتعريف المزراعين بالممارسات الجيدة والأصناف مبكرة النضج والتى تزيد الإنتاج .
وقال الدكتور علاء خليل، مدير معهد المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إن قسم البقوليات بالمعهد عكف الفترة الماضية على إنتاج أصناف جديدة من تقاوى الفول البلدى مضادة لجميع الأمراض حتى يتمكن الفلاح من زراعتها بشكل تحقق له أعلى إنتاجية فى المحصول وهامش ربحى تجعله ينتقل من محصول إلى محصول خر ذو إنتاجية عالية، من بينها سخا 1 وسخا 4 وجيزة 716 جيزة 843 ومصر 1، وادى 1، نوبارية 2، نوبارية 3، ومقاومة للأمراض والآفات، وذو احتياجات مائية أقل، مبكرة النضج عالية الإنتاجية، وإنتاج أصناف تتناسب مع كل محافظة من حيث الطبيعة والمناخ الذى يتبعها، كما تم استنبط أصناف تقاوى مقاومة لمرض الهالوك الذى يصيب الفول ويقضى عليه وهى جيزة 843، ومصر1، وتعطى إنتاجية عالية جدًا للفلاح.
وأضاف علاء خليل، إن خطة مركز البحوث الزراعية للنهوض بمحصول الفول البلدى وزيادة الإنتاجية، أولها التوسع فى استنباط أصناف عالية الإنتاجية، وزيادة المساحات المنزرعة، والعمل على رفع الإنتاجية نظرا لوجود فجوة كبيرة، بالإضافة إلى عمل تكثيف الحملات القومية لزيادة المساحات المنزرعة، والتوسع فى المساحات المنزرعة بالفول البلدى فى المشروعات القومية، وذلك لتلبية احتياجات السوق المحلية والوصول بالاكتفاء الذاتى.
كما تواصل وزارة الزراعة تنفيذ خطة زيادة المساحات المزروعة بالقمح بنظام "المصاطب"، لزيادة الإنتاج الكلى من القمح وترشيد استهلاك مياه الرى، بما لها من ميزة نسبية لمشروع زراعة القمح على مصاطب: لتوفير مياه الرى، وتوفير الطاقة المستخدمة خلال مرحلة تشغيل الآلات الزراعية خلال الرى والحصاد، والبذور المستخدمة فى الزراعة، إضافة إلى زيادة إنتاجية الفدان، حيث يتم نظام زراعة القمح على مصاطب من خلال مواصفات علمية وفنية دقيقة، إذ يصل عرض المصطبة إلى 120 سنتيمترا، ويزرع بواقع 7 خطوط قمح على المصطبة الواحدة، وتروى هذه الخطوط عن طريق "النشع" المتتابع، ما يقلل من استهلاك المياه على أساس أن مياه الرى تجرى فى الخطوط فقط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة