كالعادة كل سنة أثناء زيارة الرئيس السيسى، لمدينة نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، يحشد الإخوان الإرهابيون بعض من أتباعهم لمحاولة التجمهر فى شوارع نيويورك، والهتاف بهتافات معادية ضد الرئيس والدولة المصرية الحالية.
فى الزيارة الأولى للرئيس السيسى للأمم المتحدة، كان عددهم ملحوظ وابتدى العدد يقل تدريجيًا كل سنة.
لكن فى الحقيقة هناك مشكلة أصبحت واقعية جدًا، وأى مراقب موضوعى يستطيع أن يرصدها وهى مشكلة «إنكار الواقع» من قبل هؤلاء الأفراد، لدرجة أنى عندما أسرح بخيالى للماضى القريب أسأل نفسى أين هو تنظيم الإخوان فى مصر الآن؟ كيف يفكرون؟ هل مازالو معتقدين أنهم داخل المعادلة السياسية المصرية؟
الحقيقة أن تنظيم الإخوان فى مصر متبقى منه بعض الحطام وكثير من المنتمين وأكثر من الذين يريدون وينتظرون الانتقام.
وده واقع كل اللى بيسكنوا فى المدن والقرى المصرية يعرفونه.
لكن هل هناك عاقل يمكن أن يصدق عودة الإخوان للمشهد السياسى فى مصر؟ هل يمكن لأى قيادة سياسية حالية أو قادمة أن تعقد اتفاقًا سياسيًا مع الإخوان؟ هل الإخوان أنفسهم مازالت طموحاتهم فى مصر كما هى منذ 2011؟
مشكلة الإخوان الأساسية أنهم يعتقدون أن عدوهم هو عبدالفتاح السيسى، الحقيقة لا عدوهم الأول هو الشعب المصرى كله الذى وكل السيسى لإزاحتهم.
والسيسى ليس وحده فى هذه المواجهة وهذا ما يعتقده الإخوان، السيسى يحكم بإرادة شعب وباقى بإرادة شعب ولا يقف بمفرده إطلاقًا، هاتقولى طيب ما فى ناس من اللى كانوا فى 30 يونيو مختلفين مع بعض سياسات الرئيس؟ صح.
لكن قضية أن السيسى يحارب الإخوان قضية يقف فيها الجميع وبشكل صلب مع الرئيس السيسى.
وكل محاولات يقوم بها الإخوان لزرع فتن فى مصر أصبحت مكشوفة تمامًا ولم تعد تجدى، وهاتلاقيهم فى مرحلة حلاوة الروح فى موضوعات بقت معروفة، إشعال بعض فتن بين مسلمين ومسيحيين «وده ما يمنعش أن بعض المشاكل دى مزمنة فى بعض مجتماعتنا»، كلام عن زيادة الأسعار وتسخين الناس ومحاولة المقارنة بين الفقراء والأغنياء فى مصر أو يصورون المسؤولين وهم فى أى احتفال ويصورون مواطنين فى مواقف إنسانية صعبة ويقارنون ويعملون «كومكس» وبرامجهم اللى بتشتغل فى لندن وتركيا تبدأ تذيع أخبارًا كاذبة عن الرئيس والجيش فى محاولة لتهييج الناس.
وسأقول بكل صراحة نعم هناك البعض الذى يستمع لهذه القنوات لكن إيه اللى اتغير؟ ولا حاجة.
أيها السادة لابد أن يعلم هؤلاء أن المعادلة السياسية تم وضعها، واستقرت وعليهم التأقلم معها، قوة الدولة معهم ناتجة عن ألم ودماء وتآمر من الخارج أدى بنا إلى توسيع دائرة الاشتباه، تجنبًا لأى خطر محتمل وبالتالى جاء التحفظ على الأموال والقبض على كثيرين «ووارد أن يكون هناك بعض الأخطاء».
إن الرهان على الشارع المصرى رهان كبير فى حفظ الأمن الداخلى، وهذه هى نقطة الضعف الوحيدة لفريق 30 يونيو، لابد من إعادة توحيد الصفوف والوقوف مرة أخرى جنبًا إلى جنب، لاسيما أن المبادئ والأهداف واحدة.
ولابد من زيادة توعية الناس البسطاء فى الشوارع حتى لا يكونوا فريسة لأى إشاعات أو أمور من شأنها إحداث بلبلة فى القرى والصعيد وبعض المدن.
وبكل موضوعية أقول إن السيناريو الطبيعى لأى جماعة إرهابية مثل تنظيم الإخوان أن يضرب العلاقة بين الرئيس والشعب وهو ما عجزوا فيه حتى الآن والذى ساعد فى ذلك شخص الرئيس السيسى، فبساطته فى الحديث وتصرفاته وخلقه كانوا هم الشكل الباعث على الاحترام، وساعات عمله الطويلة واجتماعاته وسفره المستمر وطهارة يده وعدم سكوته عى فساد كان ذلك هو المضمون الذى أصبح رصيدًا له لدى الشعب أضيف إلى رصيد 3 يوليو، يستطيع أيضًا أن يستند عليه.
وهنا أنا لا أنكر إطلاقًا أن الشعب تأثر كثيرًا نتيجة الإصلاح الاقتصادى وأحيانًا كان يهيأ لى أن بعض القرارات لن تمر مرور الكرام، إلا أن رب العالمين يسر واستطاعنا أن نمر بمراحل صعبة بأقل الخسائر المعنوية، وهذه النتائج لابد أن تنعكس قريبًا على المواطن ولابد ألا نثقل عليه أكثر من ذلك، أيضًا لابد من الحديث مع الناس وشرح الحقائق التى تمر بها البلد وكلا حسب ثقافته، فلا يمكن بأى حال من الأحوال اتخاذ قرارات إصلاحية أخرى دون أن نفهم الناس أين نحن وإلى أين نتجه.
وإذا كنت فى بداية مقالى قد قلت للإخوان إن المعادلة وضعت وانتهت واستقرت، فإننى أقول لفريق 30 يونيو «وأنا مصمم على هذا المسمى» أن هذه المعادلة دائمًا تحتاج إلى رعاية وتماسك وأن نحترم بعضنا البعض وألا يحاول بعضنا فرض أى أمر بالقوة أو استغلال موقف لمصالح شخصية، شجرة 30 يونيو لابد أن تروى يوميًا وإلا سنعطى بلادنا للإخوان المتربصين على طبق من ذهب.
الدول لا تنهض بالرؤساء والحكومات فقط الدول تنهض بالشعوب التى هى قادرة إما على أن تقيم حضارة أو تهدم وطنا بلا رجعة، حفظ الله بلادنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة