نساء لم تتح لهن الظروف فرصة جيدة ليكن عاملات بإحدى الوظائف أو متعلمات وحاصلات علي شهادات تؤهلهن للعمل، ولكنهن تمردن علي الواقع، وكسرن العادات والتقاليد وتحدين كل الظروف، وقررن أن يكن لهن مشروعاتهن الخاصة التي حققن بنجاحها لقب سيدات أعمال قري الفيوم.
بملامح قوية وملابس بسيطة وعينان فيهما إصرار تقف نورا علي "دولاب" لصناعة الخزف والفخار بورشتها بقرية تونس بمحافظة الفيوم، بعدما أصبحت أول سيدة بالقرية تتملك ورشة وتديرها بنفسها ويخرج من بين يديها تحفا فنية رائعة ويأتي الي زبائنها من مختلف دول العالم.
تقول نورا، بدأت العمل وأنا في الـ11 من عمري وتركت مدرستي ولم أكمل تعليمي، حيث تعرضت إحدي التلميذات بالمدرسة لمشكلة فقرر جميع الأهالي بالقرية عدم استكمالي أن وزميلاتي لتعليمنا، فلم أستسلم والتحقت بمدرسة الفخار والخزف بالقرية، وأحببت التجربة ، ووجدت نفسي أبدع فيه وأخرج أعمالا مميزة تحقق الإشادة الدائمة من القائمين علي المدرسة، وأصبح كل تركيزها في صناعة الفخار والخزف بعدما تركت مدرستها ولم تكمل تعليمها.
لفتت نورا إلي أنها ظلت تعمل بمدرسة الفخار بأجر مقابل إنتاجها منذ عام 2004 حتي عام 2015.
وسردت "نورا"، حدث خلاف بمدرسة الفخار وحينها قررت أن تستقل بأعمالها وتنشئ أول ورشة لصناعة الخزف والفخار تديرها سيدة بالقرية، وتحدت جميع الظروف والعوائق والتي من بينها رفض المجتمع بأن تكون سيدة هي القائمة علي العمل وصاحبته، ولكن كان لدي إصرار وقمت بتعليم إخوتي للعمل معي بالورشة وأصبحت المصدر الأول لدخلنا.
ولفتت نورا إلي أنها تتمني عمل مكان للتدريب والتعليم لصناعة الفخار لديها بالورشة وهو ما جعلها تقوم بعمليات توسعات بالورشة حاليا لتعليم الفتيات حتي يكن لديهن حرفة يتقنونها وتدر عليهن دخلا يجعل لهن الاستقلالية اللازمة.
وأكدت نورا، أن لها زبائنها الذين يأتون إليها من جميع الدول وأنها تشارك بالمهرجان السنوي للخزف والفخار بمنتجات جيدة وملفتة.
وانتقدت نورا، استسلام بعض السيدات للواقع وعدم البحث عن فرص عمل والبقاء فى المنزل، بحجة عدم وجود وظائف رغم أن "الشغل كتير"، وهناك مكافحات كثيرات يعملن بأعمال صعبة حتي لا يحتجن لأحد.
ولفتت نورا إلى أنها متزوجة ولديها 3 بنات وزوجها يعمل خارج مصر وترعي أسرتها جيدا وتذاكر لبناتها وتحرص علي استكمال تعليمهن ولا تجعل عملها يؤثر علي حياة أسرتها أو يجعلها تقصر في حقوق بناتها.
لم تكن نورا هي النموذج الوحيد للمرأة القوية الناجحة بقري محافظة الفيوم، ففي قرية الإعلام بمركز الفيوم تجد سيدة ستينية بملامح سمراء جميلة لا تسألها عن عمرها إلا وتخبرك أن عمرها لم يتعدى الخامسة عشر عاما وسط ابتسامة بسيطة وقوية إنها الحاجة "كاملة" رائدة صناعة الخوص بمحافظة الفيوم.
تقول الحاجة كاملة، إنها تعلمت مهنة الخوص منذ نعومة أظافرها حيث كانت طفلة صغيرة بضفائر ووجدت نفسها تبدع في عمل منتجات مفيدة من جريد النخل فبدأت في تطوير نفسها وتعلم الحرفة من الكبار الذين يتقنونها وأصبحت ترسل منتجاتها ليتم بيعها بكافة محافظات مصر إضافة إلى أن شباب القرية يبيعونها بميدان السواقي وبالمناطق السياحية بمحافظة الفيوم.
ولفتت الحاجة كاملة إلى أنها قررت أن لا يتوقف الأمر عندها وأن تجعل من الخوص مهنة وحرفة لنساء القرية وأن يحقق لهن دخلا جيدا يعتمدن عليه في الإنفاق علي أسرهن، وبالفعل بدأت الحاجة كاملة في تعليم سيدات القرية وأصبح كل بيت في قرية الإعلام بيه سيدة أو أكثر يتقن صناعة الخوص وأصبح شباب ورجال القرية لديهن عمل ببيع وتوزيع المنتجات بالفيوم والمحافظات المجاورة.
وأشارت كاملة إلى أن جميع منتجاتهن من جريد النخل وأنها بدأت تتواصل مع مؤسسات المجتمع المدني مثل المجلس القومي للمرأة والجمعيات الأهلية بالإضافة الي التواصل مع الصندوق الاجتماعي للتنمية لدعم صناعة الخوص بالقرية.
وقالت كاملة إنها تشجع كل السيدات علي العمل والاجتهاد وعدم انتظار الفرصة خاصة أن السيدات يمكنهن تعلم أي حرفة يدوية وإتقانها بشكل جيد.
أما النموذج الثالث الذي يدعو للتفاؤل والأمل فهي إبنة قرية شعلان بمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم وتدعي ياسمين محمد والتي أصبح لديها أكبر حضانة لتعليم الأطفال بالقرية.
وتقول ياسمين حصلت علي دبلوم فني تجاري ولم أجد عمل وتزوجت ولدي 3 أبناء وكنت أتمني عمل يجعلني أساعد زوجي في أعباء المعيشة ففكرت في عمل حضانة لتعليم الأطفال، فالتحقت بالعمل في حضانة خاصة للتعلم وبعد اكتسابي الخبرة اللازمة بدأت مشروعي.
ولفتت ياسمين الي أنها بدأت مشروعها بـ4 أطفال فقط ولكنها عملت عليهم جيدا واهتمت بهم وطورت من أدائها حتي وثق فيها أولياء الأمور وأصبح لديها أكبر حضانة لتعليم الأطفال بالقرية
وطالبت ياسمين جميع السيدات بالبحث عن العمل وبدأ مشروعاتهن الخاصة وعدم اليأس والاستماع لإحباط المجتمع من حولهن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة