ـ تعديل مناهج الثانوية العامة العام المقبل
ـ إعداد دليل للمعلم لطلاب الدمج
ـ المنهج يعتمد على الأنشطة أكثر من المعرفة
ـ دليل المعلم شارح لكل تفاصيل المناهج
ـ المقررات تراعى الفروق الفردية بين الطلاب
ـ البدء فى مراجعة مناهج التيرم الثانى
ـ الطالب يدرس 4 وحدات خلال العام
الدكتورة نوال شلبى، مدير مركز المناهج والمواد التعليمية، هى مهندسة مقررات النظام الجديد للتعليم، حيث استطاعت إنجاز مهمة وطنية خلال فترة زمنية قصيرة، بوضع مناهج هدفها بناء شخصة المواطن المصرى وتغيير فكرة التعليم من مجرد الحفظ إلى إكتساب مهارات تمكن الخريج من المنافسة محليا ودوليا.
اليوم السابع"، حاور مديرة مركز المناهج، للتعرف على فلسفة المناهج الجديدة، حيث أكدت شلبى، أن فكرة تأسيس المناهج وفق باقة ومحتوى متعدد التخصصات جاءت ليكون هناك ترابط بين المناهج والمحتوى الذى يدرسه الطفل، موضحة أن الوزارة سوف تحدث تغييرا فى مناهج الثانوية العامة العام المقبل لتتناسب مع ثقافة النظام الجديد للتعليم، مشيرة إلى أن الطفل فى النظام الجديد لن يتلقى اختبارات حتى الصف الثالث الابتدائى على أن يتم تقييمه وفق بطاقات من خلال معلم الفصل والأنشطة والمهارات الى يكستبها الطفل خلال العام الدراسى ويقوم بتنفيذها.. وإلى نص الحوار:
بداية نريد نبذة مختصرة عن مناهج نظام التعليم الجديد؟
نظام التعليم الجديد يركز على بناء شخصية الطفل من خلال إكسابه عددا من المهارات الحياتية التى تؤهله لأن يصبح مواطنا فعالا يعيش حياته بنجاح ويعمل بكفاءة ؛ يبتكر ويبدع ، يتقبل الأخر ويحترم التنوع وغير ذلك من المهارات، وهذا ما تسعى إليه الدولة المصرية حاليا وتدعمه بقوة.
الدروس الخصوصية والكتب الحارجية يمثلان عبئا كبيرا على الأسر فهل نظام التعليم الجديد سيقضى عليها؟
فكرة الدروس الخصوصية والكتب الخارجية لن تنتهى بمجرد البداية؛ فلا يجب أن نتوقع أنه بمجرد بدء الدراسة سوف تنحصر الدروس الخصوصية، وتتحسن حالة التعليم بين ليلة وضحاها، ويشعرالمواطن بتعليم أفضل ولكن هذه هى اللبنة الأولى فى هذا البناء الذى تم التخطيط له بعنايه ونأمل أن يحقق أهدافه، وطبيعى أن بعض أولياء الأمور قد بدأوا بالفعل فى حجز دروس خصوصية لأبنائهم فى الصف الأول الابتدائى واشتروا أيضا كتب خارجية كما اعتادوا، ولكن أولياء الأمور عندما يرون الكتب المدرسية الجديدة، ويتابعون أولادهم فى المدرسة سيكتشفون بأنفسهم أن الدروس الخصوصية لا تتفق أبدا مع فلسفة المناهج الجديدة وأن الدرس الخصوصى لن يحقق نواتج التعلم المستهدفة، لأن التعليم سيكون بناءً لشخصية الطالب داخل الفصل وتعديل لسلوكه وتشكيل لوعيه وهذا لن يتحقق أبدا مع الدروس الخصوصية، كما أنه لا توجد امتحانات تقيس حفظ الطالب الذى تؤكد عليه كل من الدروس الخصوصية والكتب الخارجية، وسوف تتراجع كل من الدروس الخصوصية والكتب الخارجية فى ظل النظام التعليمى الجديد.
لماذا تم اختزال جزء كبير من محتوى المناهج الجديدة فى دليل المعلم، وكان من المفترض أن تكون الأجزاء الأكبر داخل كتاب الطالب؟
فى الحقيقة أن كلمة اختزال ليست الكلمة المناسبة للتعبير عما تم عليه بناء الكتب المدرسية وأدلة المعلم فى المناهج الجديدة، فالمعرفة فى حد ذاتها ليست الهدف فى النظام الجديد للتعليم، لأن التعليم قائم على تنمية المهارات والمواطنة، وعلى ذلك فإن الاعتماد الأساسى سيكون على التعلم داخل المدرسة، لذا كان الاهتمام بدليل للمعلم يساعده على تحقيق هذه النواتج من خلال ممارسات تعليمية منظمة وموجهة تجاه ذلك، أما كتاب الطالب فهو بمثابة كتاب للأنشطة يمارس من خلاله الطفل أنشطة الرسم والتلوين والكتابة، والمنهج لا يصلح دون الاعتماد على دليل المعلم، ولذلك فقد تولت الوزارة طباعة الأدلة لجميع المعلمين.
كيف تتم عملية التعليم داخل الفصل؟
تتم من خلال استخدام دليل المعلم حيث أن نواتج عملية التعلم، والمهارات والقيم والقضايا المستهدفه توجد فى نفس الدليل، والأدوات التى يحتاجها المعلم للقيام بالتدريس داخل الفصل واستراتيجيات التدريس والتقييم ومراعاة الفروق الفردية بين الطلاب وكيفية تقسيم الطلاب لمجموعات، كل تلك الاستراتيجيات موجودة فى دليل المعلم، فأصبح دليل المعلم هو بمثابة الأساس فى عملية التدريس، وكتاب الطالب كما سبق عبارة عن أنشطة يعبرالطالب عن فهمه والمهارات التى اكتسبها من خلال مجموعة من الأنشطة.
كيف يصل الطالب إلى المعلومة إذا كان الكتاب قائم على الأنشطة فقط؟
فى الواقع أن فلسفة المنهج الجديد تقوم على مساعدة الطفل لبناء معرفته بنفسه تحت إشراف المعلم، من خلال أنشطة وممارسات تدريسية تقوم على البحث والاستقصاء، مثلا، عملية تشجيع وحث الطفل على التفكير من خلال مجموعة من التساؤلات ترتبط بموضوعات ذات علاقة بحياته وواقعه داخل الفصل والمنزل، وسيتم بصورة مبسطة تتفق وسن الطفل، فهناك مثلا الأنشطة التى تساعده على ملاحظة ووصف الأشياء وتمييز أوجه التشابه والاختلاف، وأنشطة تساعده على الابتكار من خلال استخدام وحدات ذات أشكال هندسية لبناء أشكال محدده أحيانا ومن خياله أحيانا أخرى.
كيف يتعامل المعلم مع طلاب ضعفاء القراءة والكتابة وطلاب الدمج فى النظام الجديد؟
هناك عدد كبير من الأنشطة داخل دليل المعلم لمراعاة الفروق الفردية بين الأطفال فى مختلف المجلات سواء مهارات لغوية أو حسابية أو حياتية ، كما أن تنمية المهارات بوجه عام تقتضى تكرار الممارسات الموجهه تجاه ذلك وهذا ما اهتمت به المناهج الجديدة، أما بالنسبة للدمج فقد تم تزويد دليل المعلم ببعض الإعتبارات العامة التى يجب أن يراعيها فى طلاب الدمج وممارسات معينة، كما أنه سيتم عمل دليل لمعلم المدارس الدامجة مرتبط بالمنهج الجديدة ويشرح للمعلم كيف يتعامل مع الطالب المدمج بكل فئات الدمج.
لماذا تضمنت المناهج الجديدة فى رياض الأطفال 4 محاور فقط على عكس نظام البكالوريا الدولية يدرس الطفل 6 وحدات ؟
عدد المحاور والوحدات الدراسية ليست الأصل ولكن هناك مهارات سواء حياتية ومهارات معرفية هى الأساس الذى يجب التأكيد على أن يتضمنها الكتاب المدرسي ودليل المعلم، بغض النظر عن عددها وتم العمل على 4 محاور وهى " من أكون؟ والعالم من حولى ويدرسها الطفل بالتيرم الأول، ومحورين هم كيف يعمل العالم والتواصل وتدرس فى الفصل الدراسى الثانى، والمبدع فى هذه المحاور أنها تنتقل من صف دراسى إلى أخر إضافة إلى أنها موجودة فى الكتب الدراسية نفسها، والمناهج ليست منفصلة فى محتواها ولكن هناك ترابط وتسلسل فى المحتوى المعرفى للمنهج الدراسى؟
كم عدد الكتب التى يدرسها الطالب خلال العام الدراسى؟
يدرس الطفل فى رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي أربعة كتب هى كتاب الباقة ( اكتشف) وكتاب اللغة العربية وكتاب اللغة الإنجليزية وكتاب التربية الدينية فمثلا: لو بيدرس الطالب فى كتاب الباقة محور "من أكون" سوف يدرسه أيضا فى كتاب اللغة العربية والإنجليزية والتربية الدينية.
كيف يفهم أولياء الأمور سياسية وفلسفة المناهج وسبب تصميمها بهذه المعنى؟
بناء المناهج حول المحاور الأربعة يضمن تحقيق التكامل بين المواد الدراسية ويحقق وظيفية المعرفة ، كما أنه وسيلة ناجحة لدمج المهارات الحياتية التى تعد الأساس فى بناء الشخصية التى نستهدفها.
هل سيكون هناك اختلاف بين مناهج الفصل الدراسى الأول والثانى؟
بدأ مركز تطوير المناهج فى مراجعة مقررات الفصل الدراسى الثانى وتجهيزها وهى تقوم على نفس الفلسفة وتستهدف نفس المهارات.
يعد المعلم هو البطل فى تنفيذ النظام الجديد فهل تم تأهيله؟
لا ندعى أن أى تدريب مهما كان عمقه وعدد أيامه أن يصنع هذا التحول ولكن تم تدريبهم بشكل مكثف على المناهج الجديدة وآلية إدارة الفصل وإكساب الطالب مهارات حياتيه وتدريس المنهج كما يجب أن يكون، وسوف تعقد تدريبات متتابعة كما تم أيضا تدريب الموجهين.
ما هى الباقة فى منظومة التعليم الجديدة؟
هى دمج مجموعة من المواد الدراسية تشمل مفاهيم من العلوم والدراسات والرياضيات وتربية فنية " فنون" وإعلام وتربية موسيقية ومسرحية والمجالات المهنية بجميع أشكالها، وتم ترجمتها إلى اللغة التى تدرس بها المدرسة والباقة تحصل على 55% من الزمن الدراسى خلال الأسبوع، إضافة إلى حصص اللغة الإنجليزية فى مدارس اللغات بما يوازى 70% من حصص التدريس ستكون باللغة الإنجليزية، كما أن تدريس اللغة العربية يتم فى 6 فترات بما يعادل ساعة ونصف يوميا، ونظام الدراسة عبارة عن فترات بمعدل ساعة ونصف فنصيب اللغة العربية سيكون 6 فترات فى الأسبوع كل يوم فترة و4 فترات رياضيات و5 فترات ونصف للباقة ولغة إنجليزية فترتين، والتربية الدينية فترة واحدة والبدنية أيضا فترة واحدة.
لماذا تم اختيار كلمة "باقة" فى المناهج وما هى فلسفة المنهج الجديد؟
الأساس أن النظام الجديد تم بناء المناهج فيه بناءً على مجموعة من المواصفات المتعلقة بالخريج، وهى أن يكون الطفل مفكر ومبدع ومحقق ريادة الأعمال وخلافه، ولذلك كانت هناك رحلة بحث عن مسارات منهجية لتحقيق كل هذه المهارات قبل بناء المناهج، وتأكدنا أن نظام المواد الدراسية بشكلها المنفصل التى تؤكد على المعرفة والحفظ والتلقين لن تحقق هدف ونتائج المنظومة الجديدة للتعليم، لذلك جاء التوجه إلى استخدام المدخل متعدد التخصصات لتحقيق دمج وإكساب المهارات الحياتية، إَضافة إلى اتفاق تدريس الباقة مع المداخل الحديثة والتى تقول أن المشكلات التى نواجهها فى حياتنا لا يمكن حلها من خلال مجال معرفى واحد.
هل تتوقعى أن يتم تدريس منهج الباقة باللغة الإنجليزية بالشكل المطلوب؟
أتمنى أن يتم تدريسه فى مدارس اللغات بالشكل المطلوب ليحقق نتائجه.
ما هى العوامل التى قد تؤثر على النظام الجديد فى تحقيق نتائجه المنتظره؟
فى الحقيقة هناك عوامل كثيرة سوف تؤثر على نجاح التجربة منها إعداد وتأهيل المعلم وتدريبه ، والكثافة داخل الفصول، والإمكانات المدرسية، والثقافة السائدة عن مفهوم التعليم، ولا يمكننا القول بأن التجربة سوف تنجح بنسبة 100% فى أول عام لها، ونعتمد تماما على شغف وحب وإيمان المعلم بالتجربة وقدرته على تحقيق أهدافها، ولدينا ثقة وأمل كبير فى المعلم المصرى لإحداث التغيير المطلوب.
هناك خوف وعدم ثقة من نظام التعليم الجديد كيف نتلاشى ذلك؟
الحقيقة أولياء الأمرو لديهم الحق فى التخوفات نتيجة أن الوزارة مرت بتجارب كثيرة، ولكن تجربة التعليم الجديدة يدعهما إرادة سياسية تتمثل فى الإعلان عن أن التعليم أمن قومى، وأن الوزارة قد أوفت بوعدها فى الانتهاء من إعداد المناهج الجديدة وصولا إلى طباعة الكتاب المدرسى الجديد وأدلة المعلم فى زمن يعتبر قياسيا بكل المعايير ويجب أن يكون نثق جميعا فيما يتم.
كيف يتم تقييم الطلاب فى النظام التعليم الجديد؟
تقييم الطالب يبتعد عن الاختبارات النهائية ولكن هناك تقييم تكوينى مستمر وهذا التقييم واضح فى دليل المعلم، لأن الطالب طوال الوقت ينفذ أنشطة ومن ثم يوجد منتج يتمثل فى مشروعين فى الفصل الدراسى الواحد وهذه المشروعات تعبر عن المهارات المختلفة، وسيتم تزويد المعلم ببطاقة تحتوى على المهارات اللغوية والحسابية والحياتية هدفها تقييم المتعلم ، مع تزويد ولى الأمر بصورة شاملة عن مهارات الطفل فى كل هذه المجالات ، كما أنها توفر هذا أيضا للمعلمين فى الصفوف التالية التى ينتقل إليها المتعلم بشكل سنوى.
ننتقل من مناهج النظام الجديد إلى مقررات النظام القديم أين وصل التطوير فيها؟
المناهج كما هى مع بعض التحفيف فى بعض الموضوعات كما أن الوزارة تنتهى من إعداد ما يسمى بدليل متعة التعلم وسيكون لدى المعلمين، وبه بعض الأنشطة الموجودة فى الكتاب المدرسى وليست إضافية لتحقيق متعة التعلم وإكساب الطلاب بعض المهارات للاقتراب من النظام الجديد للتعليم.
هل ستطبق الوزارة أنشطة التوكاتسو الموجودة فى المدارس اليابانية على المدارس الحكومية؟
خصصت الوزارة حصة لأنشطة التوكاتسو وتم اختيار 3 أنشطة ترتبط بفلسفة النظام الجديد وتم تدريب المعلمين عليه وإعداد دليل للتوكاتسو.
هل من المتوقع أن يتم تدريس الباقة فى مدارس اللغات باللغة العربية بعد هذا العام فى النظام الجديد للتعليم؟
الوزارة قررت أن يتم تدريس الباقة باللغة الأجنبية التى تتفق مع هذه المدارس وسوف تستمر كما هى.
ماذا عن الثانوية الجديدة التى تطبق على الصف الأول الثانوى؟
التطوير فى الثانوية الجديدة قائم فى الأساس على نظام التقييم وهى امتحانات قائمة على مستويات تفكير عليا، أى أنه نظام تطوير يقوده نظام الامتحانات، والمناهج هذا العام كما هى والعام المقبل سوف يتم إحداث تغيير فى مناهج الثانوية العامة لتتفق مع الفكر الجديد للتطوير.
ما هى رسالتك للمعلمين؟
أقول للمعلمين أن كل التطوير الذى حدث سواء فى صورة منهج أو كتاب طالب أو دليل معلم، لن يحقق فائدة إلا إذا قام المعلم نفسه بتحقيق ذلك داخل الفصل ومهما كان المنهج قائم على الإبداع ولكن بين يدى المعلم يجب أن يكون له نتائج تتمثل فى بناء شخصية الطفل، نعول كثيرا على المعلمين ولا بد أن يكون لديك شغف بالتجربة ولدينا ثقة أن لديكم القدرة لتحقيق ونجاح التجربة رغم أن هناك مشكلات منها كثافات الطلاب وغيرها.
رسالتك لأولياء الأمور؟
على أولياء الأمور أن يثقوا بأننا نأمل ما هو أفضل لأبنائنا وسوف يتحول الطالب من حافظ للمعرفة إلى مستخدم لتلك المعرفة فى مواقف تواجهه فى حياته اليومية ولن يحدث ذلك إلا بامتلاكة للمهارات ولن تتم تلك المهارات إلا داخل الفصل المدرسى.. ولازم أبنك يكون داخل المدرسة والابتعاد عن الكتب الخارجية والدروس لأنها لن تفيدك كثيرا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة