أكرم القصاص - علا الشافعي

وائل السمرى

ويل سميث..كل سنة وأنت جميل يا جميل

الأربعاء، 26 سبتمبر 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هو أمريكي حقا، لكنه في دمه شيء قريب من الإنسانية كلها، تشعر به وكأنك ابن وطنك، تشعر بخفة دمه وانطلاقة بأنك تعرفه منذ زمن بعيد، تشعر بجديته وصرامته وكأنه صديق وفي يساند أصدقائه، تشعر في بساطته بأنه حقا "موهوب" وهبه الله إبداعا كبيرا، وروحا صافية، وقدرة عظيمة على الاجتهاد، يجيد ويل سميث في جميع أدواره، يمثل في أفلام الحركة بكامل طاقته، ويمثل في الأفلام الدرامية بكامل حمولته الوجدانية، ليجمع بين النقيضين في تجانس فريد، لتعرف أن الإنسانية تتسع للكثير من المفردات التي نظنها بعيدة ولكنها قريبة.

في أفلامه المتعددة يحاول أن يوصل سميث العديد من الرسائل الإنسانية البليغة، ولا أنسى أبدا كيف وضعني فيلم "سفن باوندز" في حالة راقية من الإيمان بالإنسانية المطلقة، والإيمان بأهمية التضحية من أجل الآخرين لأننا "قاعدين شوية وماشيين" ولا يكسب الإنسان شيئا في حياته بقدر اكتسابه محبة الناس، ولا يبقى للإنسان شيء بعد مماته سوى ما يتركه في قلوب الناس، وفي الحقيقة أنا لم أشاهد في حياتي كلها ما هو أكثر تجسيدا لهذه الفكرة الإنسانية النبيلة من المشهد الأخير في هذا الفيلم الذي لم يظهر فيه السيد "بن توماس" الذي قام بأدائه "ويل سميث" لكنه ظهر عن طريق الآخرين، فاحتضن الرجل الذي وهبه "بن توماس" عينه المرأة التي وهبها بن توماس قلبه، فصار "بن توماس" موزعا بين الناس ليعيش سبعة أعمار بدلا من عمر واحد.

في فيلم "ذا إيرث" يمضي "ويل سميث" في رحلته الإنسان أيضا لكنه يعبرها من خلال ابنه، يضعنا في مشاهدة حقيقية لمعاينة التجربة الإنسانية منذ بدايتها، كيف تعلق الإنسان بالحياة، وكيف تمرد على القوانين، وكيف مشى وراء حدسه، وكيف استطاع أن ينجو بنفسه من الشر بالنوايا الطيبة، وكيف علمته الصدفة ما لم يعلم، حتى يصل إلى تلك المرحلة التي يمنح فيها الابن مباركته، مؤكدا أنه أصبح الآن راشدا بما فيه الكفاية ليعبر في الحياة بمفرده، أما في فيلم "كولاترل بيوتي" أو "جمال جانبي" فنراه في صراع مستمر مع الحب والوقت والموت، يؤمن بهم ولكنه يتمرد عليهم، يقف على مسافة واحدة من المسلمات الأساسية في الكون، يعزف عن المشاركة في الحياة غارقا في تحديته الخاصة، يشعر به الجميع وكأنه مغيب عن الحياة، لكنه في الحقيقة يعيش في داخلها ويعي تفاصيلها جيدا، وفي الوقت الذي يحاول فيه أصدقاؤه أن يقنعوه بأنه مختل عقليا، وأن يدقعوا للمثلين مغمورين الكثير من الأموال ليمثلوا عليه أدوار "الوقت والموت والحب" يقعوا هم في تلك الخدعة، فتدرك صديقته أن الوقت فاتها لتصبح أما، ويدرك صديقه أن الموت على وشك اصطياده.

ممتع؟ نعم، مبهر ؟ نعم، موحي؟ نعم، ملهم؟ نعم؟ والأكثر بلاغة من تلك القيم المرهفة التي يبثها في أفلامه هي شخصيته التي لمسناها عن قرب حينما أتى إلى مصر وزار معالمها السياحية والأثرية، فرأينا رجل جميلا يتحرك بخفة روحة المنطلقة، فكل عام وأنت جميل يا جميل،

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة