قال الدكتور صلاح السروى، أستاذ الأدب العربى الحديث، بجامعة حلوان، إن الجماعات الإسلامية نظرتهم للأدب، تحمل قدر من التخلف وعدم الوعى بالنصوص، وأنهم فى حقيقة الأمر يخلطون الأشياء ولا يفهمون لا الأدب ولا الشعر.
جاء ذلك ردا على تصريحات عبد الآخر حماد مفتى الجماعة الإسلامية، حول أن الأديب الكبير عباس العقاد، لم يكن ملتزما بالسلوك الإسلامى، كما أن بعض كتاباته غابت عنها بديهيات الإسلام، رغم ما عرف فى كثير من كتاباته من دفاعٍ عن الإسلام ورموزه، إلا أنه فيما يظهر من حاله وما قراناه عنه لم يكن يهتم كثيراً بالتزام السلوك الإسلامى فى حياته".
وأضاف "السروى" أن العقاد مثلا عندما كتب قصيدته "ترجمة الشيطان" والتى أظن إنها محور الاختلاف بين العقاد وبين هؤلاء من الإسلاميين، وهى نوع من القصائد التى تسمى بـ "التمرد الميتافيزيقى"، حيث إنه عندما تحدث عن الشيطان الذى عصى ربه، لم يكن يقصد الشيطان بطبيعته بينما يقصد هنا الإنسان، وهو الأمر أيضا الذى تقرر فى موقفهم من رواية "سارة" للعقاد والتى هى فى الأساس قصة حب، إلا أنهم رفضوها لأنهم فى أصل لا يروق لهم الحب لا يعترفون به.
ووصف الدكتور صلاح السروى، أن هؤلاء الجماعات شاكين باكين، باحثون عن عالم مثالى غير موجود، وعندما يتحدثون يستعينون بالسماء.
ولفت "السروى" أن العقاد كان موقفه محافظا للغاية، ولم يكن على قدر من الجرأة فى تعامل مع مدارس الشعر الحديثة مثل مدرسة الشعر الحر، حتى أنه وصفهم بأنهم يحيكون بمؤامرة ضد الإسلام، حتى أنه رفض ركوب الطائرة مع أحمد عبد المعطى حجازى، وصلاح عبد الصبور، للذهاب لمؤتمر الشعر العربى عام 1960 لولاء تدخل الأديب يوسف السباعى.
وأتم الدكتور صلاح السروى، هولاء لا يفرقون بين الأدب وبين الدعوة، وفى الحقيقة هم لا يردون أدباء، وأقل ما يمكن وصفهم به أنهم جماعات ظلامية، يخلطون الأشياء ولا يفهمون الأدب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة