خلال تسعة أعوام على التوالى لم يُستكمل فيها الدورى مرتين تحديداً فى الفترة ما بين عامى 2005 : 2014 لم يفقد الأهلى لقب الدورى قط! لكن مع انتهاء موسم 2014/2015 بفوز الزمالك بالدورى بدأت إدارة الأهلى برئاسة محمود طاهر باتباع نهج جديد فى إبرام التعاقدات فى النادى بالتعاقد مع لاعبين أجانب بمبالغ قد تتعدى المليونى يورو بالإضافة إلى تدعيم صفوف الفريق بعناصر محلية بعد صراع حاد مع المنافس التقليدى لكن بعد ثلاث سنوات نسأل ما مصير تلك الصفقات، خاصة المحلية منها ولماذا انطفأ بريق النجوم داخل مقبرة الأهلى؟!
فى صيف عام 2015 تعاقد الأهلى مع ثمانية لاعبين : الجابونى ماليك إيفونا ونجح الأهلى فى تحقيق مكسب مادى كبير من وراء تسويقه، المدافع الدولى أحمد حجازى فى صفقة انتقال حر وتخلى عنه الأهلى بخمسة ملايين يورو لويست بروميتش الإنجليزى فى صفقة رابحة أيضا، بالإضافة لعودة الثنائى الدولى رامى ربيعة وأحمد فتحى، لكن هناك أربعة لاعبين آخرين تعثروا داخل مقبرة الأهلى على رأسهم الغانى جون أنطوى هداف الدورى المصرى قبل توقيعه مع الأهلى حينما كان فى الإسماعيلى، وأيضا عندما تخلى عنه الأهلى لمصر المقاصة أصبح نجم الشباك الأول للفريق الفيومى، ثانى حالة هو محمد حمدى زكى الذى قاد الاتحاد السكندرى لإلحاق هزيمة تاريخية بالأهلى برباعية مقابل هدف ورغم قدراته العالية لم يحصل إلا على نصف شوط فقط طوال الموسم فى مباراة نهائى الكأس وتمت إعارته لإنبى، وسموحة ومن ثم الاستغناء عنه للأخير، اللاعب الثالث أحمد الشيخ الذى أتى بعد صراع مع الزمالك ورغم ذلك لم يحصل إلا على بضعة دقائق لا تكفى لإثبات الذات ليدخل فى صفقة تبادلية لضم ميدو جابر فى العام التالى من مصر المقاصة ثم يتألق من جديد بل يتربع على عرش هدافى الدورى ويقود المقاصة لاحتلال وصافة الدورى من الزمالك، ومع ذلك عاد إلى الأهلى بطلب من البدرى الذى لم يعطيه الفرصة أيضا وأعاره الأهلى إلى الاتفاق السعودى فى يناير الماضى و عندما عاد دخل رفقة أحمد حمودى القائمة النهائية للفريق فى اللحظات الأخيرة قبل غلق باب القيد فى حالة عجيبة للاعب موهوب! الحالة الأخيرة فى ذلك الموسم هو صانع ألعاب إنبى صالح جمعة الذى يتمتع بموهبة فطرية و قدرات مهارية على أعلى المستويات فهو صانع ألعاب من الطراز الفريد لكنه ظلم نفسه كثيراً بعدم الانضباط خارج الملعب بالإضافة إلى إعتماد البدرى و سلفه من المدربين على عبد الله السعيد كخيار دائم و حل وحيد فى وسط هجوم القلعة الحمراء .
فى مطلع يناير من عام 2016 نجح الأهلى بالظفر بخدمات متوسط ميدان الشعب الإماراتى عمرو السولية فى صفقة هامة بمثابة إضافة حقيقية لخط وسط الفريق و انتهى الموسم باستعادة درع الدورى، أما فى صيف العام ذاته أتم الأهلى التعاقد مع سبعة لاعبين و هم : الحارس محمد الشناوى من بتروجيت الذى قضى موسماً كاملاً على دكة البدلاء حتى اقتنص الفرصة فى الموسم التالى إلى أن انضم لمنتخب مصر و أصبح حارسه الأول فى كأس العالم بالإضافة إلى لاعب منتخب نيجيريا الأوليمبى جونيور أجاى الذى نجح نجاحاً باهرا مع الفريق، وعلى معلول ظهير أيسر الصفاقسى ومنتخب تونس الذى فرض نفسه أساسياً على تشكيلة الفريق وعلى العكس تماماً بعد إتمام التعاقد معهم ظل أكرم توفيق لاعب وسط إنبى المُنتقل لصفوف الأهلى خارج قائمة المباريات لموسمين كاملين وميدو جابر لم ينل الفرصة كاملة بل ظل يٌشارك على استحياء فيما أبعدت الإصابة مروان محسن مهاجم الفريق عن الملاعب لقرابة عام كامل و أخيراً التعاقد مع إسلام الفار لاعب نجوم المستقبل و من ثم إعارته لأسوان و الاستغناء عنه دون أى فرصة فى النادى الأهلى.
فى يناير عام 2017 كانت الاختيارات الفنية خاضعة للمدير الفنى حسام البدرى لأول مرة فى ولايته الثالثة مع الفريق حيث أنه تولى المهمة بعد غلق باب الانتقالات الصيفية و قبل بداية الدورى بأيام لكنه أتى بعمرو بركات لاعب ليرس البلجيكى و أحمد حمودى لاعب بازل السويسرى و لم يعطى الفرصة للأول على الإطلاق أما الثانى فكان يمنح له القليل من الدقائق الغير كافية لإثبات الوجود على الرغم من أنه من طلب التوقيع معهم ! بالإضافة إلى الهارب سليمانى كوليبالى الذى بدأ بداية رائعة لكن سرعان ما هرب خارج البلاد و مازلت لم تُحل قضيته حتى الآن .
فى صيف العام الماضى تعاقد الأهلى مع عدة لاعبين نجح البعض منهم كالعائد أيمن أشرف بعد صفقة إنتقال حر من سموحة ، إسلام محارب البديل الرائع أيضا من سموحة ، وليد أزارو على الرغم من بدايته المُتعثرة إلى أنه أنهى الدورى هدافاً له لكن فى تلك الفترة تعاقد الأهلى مع صفقة غريبة و عجيبة هو اللاعب السورى عبد الله الشامى الذى أتى برغبة من حسام البدرى و مع ذلك لم يمنحه سوى دقيقة واحدة فى مباراة ودية أمام اتليتكو مدريد فى أخر دقيقة فى الوقت بدل الضائع و السؤال هنا لماذا تتعاقد مع لاعبين و لا تُشركهم ؟ بالإضافة إلى صفقتين إحداهما محلية و هو متوسط الميدان هشام محمد الذى لم يثبت جدارته باحتلال مقعد فى خط وسط الأهلى و الآخرى إفريقية و هو باكا الجنوب إفريقى الذى لم يحصل على الفرصة الكاملة ليعود من حيث آتى إلى بلاد البافانا بافانا .
فى يناير 2018 تعاقد الأهلى مع صلاح محسن هداف إنبى فى صفقة محلية قياسية للاعب تعقد عليه الجماهير آمال كثيرة فى المستقبل فيما تعاقد أيضا مع محمود الجزار قلب دفاع كهرباء الإسماعيلية الذى لم يلعب سوى مباراة واحدة فقط أمام المصرى فى ختام الدورى الماضى و أخيراً محمد شريف من وادى دجلة و مع ذلك أيضا لم ينل الفرصة تحت قيادة البدرى ، بينما عزز الأهلى صفوفه فى الانتقالات الصيفية الأخيرة بقلب دفاع الداخلية أحمد علاء الذى لم يلعب حتى الآن و أخيراً بعد تولى كارتيرون المُهمة فى الإدارة الفنية للقلعة الحمراء تعاقد مع ساليف كوليبالى مدافع مازيمبى الكونغولى و منتخب مالى و مع أول دقيقة شارك اللاعب فى مباراة الأهلى الأولى بعد التعاقد معه و أثبت جدارته بارتداء الفانلة الحمراء بأداء متوازن و أهداف رأسية حاسمة على عكس ما كان يحدث مع اللاعبيين الجدد فى عصر حسام البدرى فكان الأخير يستبعدهم بل يبعث بهم إلى " مقبرة الأهلى " تحت زعم عدم الانسجام !
مع تولى الفرنسى باتريس كارتيرون قيادة النادى الأهلى فنياً مطلع الموسم الحالى بدأت الأمور تتحسن نسبياً فشارك الصاعد ناصر ماهر أساسياً فى مباريات عديدة هذا الموسم ، أكرم توفيق عاد إلى الواجهة الكروية بعدما كان شبه مُجمد على مدار عامين أيضا محمد شريف بدأ يتواجد و يشارك بطريقة جيدة أما إسلام محارب فبدأ يشارك أساسياً بعدما كان بديلاً الموسم الماضى و فى الآونة الأخيرة بدأ مستوى هشام محمد فى التحسن مع المشاركة باستمرار فى خط وسط الأهلى و من خلال متابعة مباريات الأهلى الأخيرة تحت قيادته تعقد جماهير النادى الأهلى أمالاً كبيرة على الذئب الفرنسى فى تجديد دماء الفريق و منح الفرصة للعديد من اللاعبين لأن نادى القرن فى إفريقيا لا يقف على لاعب واحد مهما كانت قيمته .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة