-إعلاميون تسببوا فى موته وجاءوا عزاءه يبكون
-رسب 3 مرات فى اختبارات معهد الفنون وقال له أعضاؤها تنفع بلياتشو فى سيرك مش ممثل وحلم بتجسيد شخصية محمد على
- معتز ولى الدين: بعض الصحفيين وصفوه بناظر «السفالة» وطالبوه بالتوقف عن التمثيل
- ابن عمه: كان ينوى اصطحاب والدته للإقامة الدائمة بمكة وعلق على الانتهاء من تجهيزات شقة الزوجية قائلا «تعبتوا نفسكم على الفاضى أنا مش هادخلها»
لم تفارقنا صورته ونحن فى الطريق إلى بيته.. براءته ووجهه الطفولى.. إيفيهاته التى يحفظها الجميع.. أدواره التى أمتعتنا وقدمت حلولا لبعض مشكلاتنا.. ناظر مدرسة الضحك الراقى عاشور عاشور عاشور، وعبود الجندى الطيب خفيف الظل، والست جواهر أم الناظر صلاح الدين التى عبرت عن شخصية الأم المصرية بكل تفاصيلها.. تصعد درجات السلم إلى شقته فترن فى أذنك عباراته «كله ضرب ضرب مفيش شتيمة.. واكلة كرنب وهابهدلك.. ياعينى عالحلو لما تبهدله الأيام.. يعيش الوطن واحنا مش مهم.. لف وارجع تانى.. اعمل نفسك ميت».. وقبل أن تضحك تنتبه لتجد نفسك فى هذه الشقة التى عاش ومات فيها وقد خلت من أحبابها، هجرها الضحك والسعادة، أصبحت خاوية إلا من الحزن والألم، وشقيق لم يبق له فى الدنيا إلا ذكريات بيت كان يجمعه بأحبابه الذين رحلوا تباعا، والده وشقيقاه ثم والدته، بعد أن كان عامرا بنجوم الفن، تجمعهم موائد طعام تتقنه الأم وضحكات من القلب لم تدم إلا قليلا لتحل محلها ابتلاءات وأحزان.
راحوا فين حبايب الدار
لا تصدق أن هذا هو حال البيت الذى عاش فيه الفنان الكوميدى الراحل علاء ولى الدين، تشعر حين تستمع إلى من تعاملوا معه وعاشروه أنه يقترب من صفات الملائكة، ولا تصدق أن هذا الكائن الملائكى الذى ينشر الابتسامة عانت أسرته من كل هذه الأحزان بدءا من وفاة والده الفنان سمير ولى الدين بشكل مفاجئ، مرورا بصدمة وفاة علاء الذى أصبح كبير العائلة، ثم حادث وفاة شقيقه خالد وزوجته اللذين تركا طفلا لا يتجاوز عمره 6 سنوات، فتلقت الأم كل هذه الصدمات ونزف قلبها حتى الموت.
تفاصيل مؤلمة ومأساة إنسانية حكى جزءا منها معتز ولى الدين شقيق الراحل علاء ولى الدين الأصغر واستكملها ابن عمه اسماعيل ولى الدين، حول حياة علاء وأسرته ورحلته مع الفن ووصاياه وأسرار الأيام الأخيرة فى حياته والأحداث التى شهدتها أسرته بعد وفاته. استقبلنا معتز ولى الدين الذى يحمل بعضا من ملامح شقيقه الراحل، ويحمل هموما وأحزانا لم يتوقعها، وهو الشقيق الأصغر الذى كان مدللا بين أشقائه، كما يحمل غضبا وثورة على كل من تسببب فى حزن أو ألم لشقيقه علاء، ومن بينهم بعض الأقلام الصحفية والمنتجين.. بدأ الحوار متحدثا عن شقيقيه: «علاء الكبير الله يرحمه وبعده خالد توفى هو وزوجته فى حادث سيارة أثناء سفرهما إلى الغردقة وتركوا لى يوسف وكان عمره وقتها 6 سنوات وأنا أصغرهم».
الجذور بين الصعيد والأزهر بالقاهرة
يتحدث معتز ولى الدين عن والده الفنان سمير ولى الدين قائلا: «ظهر فى دور الشاويش حسين فى مسرحية شاهد ماشفش حاجة، والفراش جابر فى مدرسة المشاغبين، وعدة أدوار فى مسلسلات مع المخرج نور الدمرداش أغلبها لشخصية الرجل الصعيدى». يعود إلى البدايات والجذور: تنتمى جذورنا إلى قرية الجندية بالمنيا، وكان جدى الشيخ سيد ولى الدين أزهريا درس شريعة وقانون بالأزهر، وبنى مدرسة ابتدائية فى الجندية، حيث لم تكن هناك مدارس وكان الأطفال يقطعون ما يقرب من 15 كيلو للوصول إلى أقرب مدرسة فتبرع بقطعة أرض وبناها مدرسة لأهل القرية».
يحكى عن انتقال والده للقاهرة قائلا: «والدى نشأ فى المنيا و جاء إلى القاهرة للالتحاق بكلية التجارة، ثم عمل بمصلحة الضرائب، واشتغل بالتمثيل، ووصل فى وظيفته إلى درجة مأمور ضرائب، وتزوج من والدتى التى تنتمى أيضا لمحافظة المنيا وأنجبا علاء فى الدرب الأحمر فى البيت اللى كان فيه السفاح بتاع اللص والكلاب فى شارع محمد على، وليس فى المنيا كما هو متداول، وفى هذا البيت عاشت الأسرة سنة من 1963 حتى 1964 وبعدها انتقلنا إلى منزلنا الحالى بمصر الجديدة».
«كان عمى سمير ولى الدين محبوبا من الوسط الفنى وكل من عمل معه وكانت زوجته أم علاء ودودة وتجيد الطهى ودايما بيتهم مفتوح وبيتجمع فيه الفنانين، وماكنش البيت بيفضى».. هكذا وصف إسماعيل ولى الدين بيت عمه.
فيما أشار معتز ولى الدين إلى أن والده كان على علاقة جيدة بعادل إمام ومحمود المليجى وفريد شوقى، وغيرهم من عمالقة الفن، وكان علاء يذهب مع والده إلى الاستوديوهات والتليفزيون ومن خلال هذه النشأة تعلق بالفن منذ طفولته.
«كان علاء بيجمعنا مع ولاد الجيران على السطوح ويؤلف سيناريو ويوزع الأدوار ويمثل ويقلد».. هكذا استرجع إسماعيل ولى الدين ذكرياته مع ابن عمه الذى يكبره بعامين.
الصدمة الأولى.. أب مسؤول فى سن 14
لم يكد علاء ولى الدين يبلغ سن 14 حتى بدأت أولى صدمات العائلة بوفاة الوالد بشكل مفاجئ، كما أشار معتز ولى الدين: «كان والدى سهران فى عيد ميلاد ابن مدير إنتاج بالتليفزيون وشعر بتعب مفاجئ حيث كان مريضا بالسكر، ونقلوه للمستشفى وتوفى ولم يعد للمنزل وكان عمره 48 عاما».
يحكى شقيق علاء ولى الدين عن هذا الموقف متأثرا ومحاولا تخطيه: «كان عمرى 9 سنين وعلاء 14 سنة وخالد 11، وكنا نايمين وصحونا من النوم وقالوا أبويا مات وكانت والدتى وقتها عمرها 38 سنة».
ينفعل معتز ولى الدين وتتغير ملامحه قائلا: «مابحبش أتكلم عن مواقف الموت، لكن بعد هذه الصدمة كلنا اتغيرنا، لأن الضلع الكبير مات، وعلاء شال المسؤولية وبقى راجل البيت وعائل الأسرة رغم صغر سنه». ويكمل: «أخذنا تحت جناحه وأصبح الأب والأخ، وعندما وصل لسن 16 سنة واستخرج بطاقة اشتغل علشان يساعد والدتى، اشتغل فى مطاعم وأمن فى أوتيلات واتنقل فى شغل كتير، كان فى معاش للوالد ولكن طبعا مسؤولية 3 أولاد وأمهم كانت كبيرة».
يحكى الشقيق الأصغر عن العلاقة الخاصة بين علاء ووالدته: «كانت علاقة قوية جدا، كانوا كيان واحد هدفه رعاية عيلة، وبعد وفاة أبويا تقدم كثيرون للزواج من أمى وكان ردها: أنا متجوزة 3 رجالة علاء وخالد ومعتز». وعن حلم التمثيل قال شقيق علاء ولى الدين: «كانت وصية أبويا لعلاء الحصول على شهادة جامعية قبل أن يتجه للتمثيل، ورغم رغبة علاء فى الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، إلا أنه التحق بكلية التجارة، وكانت له بعض محاولات التمثيل فى الجامعة ولكن لم يبدأ محاولاته لاحتراف التمثيل إلا بعد التخرج».
مشيت على الأشواك.. فنان مش بلياتشو
يشير معتز ولى الدين إلى الصعوبات التى واجهت شقيقه فى بداية مشواره الفنى: «بعد حصوله على بكالوريوس التجارة سعى للالتحاق بمعهد الفنون المسرحية ولكنه اترفض كذا مرة، كان القائمون على الاختبارات غير مقتنعين به وقالوا ماينفعش يبقى ممثل ومنهم كرم مطاوع».
بانفعال يقول معتز صلاح الدين: «علاء سأل أعضاء اللجنة: هوه أنا باسقط ليه، فرد عليه أحدهم قائلا: لأنك ماتنفعش تمثل انت تروح تشتغل بلياتشو فى سيرك، لكن علاء تمسك بحلمه والتحق بأكاديمية نور الدمرداش واشتغل ونجح».
يؤكد إسماعيل ولى الدين أن ابن عمه علاء كان يتمتع بشعبية وجماهيرية قبل دخوله مجال التمثيل قائلا: «كان عنده قدرة غريبة على جمع الناس حوله وجذب الانظار وإشاعة جو من الفرح والبهجة فى أى مكان، كنا بنروح باب الشعرية والمناطق الشعبية والناس كلها تهزر معاه وعارفاه وبتتجمع حوله».
أصيب علاء ولى الدين بمرض السكر وهو فى المرحلة الثانوية، وعن ذلك يقول شقيقه معتز: «كان متوقع إصابته بالسكر وورثه عن أبى وأمى، فكان سمينا ويحب الأكل والدكاترة حذروه، وبعد إصابته مكانش بيتعامل معاه صح فى البداية، لكن بعد كده التزم، كان بياخذ كل شىء بالكوميديا حتى المرض، لكن كان ممكن يبكى لو شاف طفل بيبكى، كان يمتلك قلب طفل فى جسد رجل، حنين وكريم جدا بيزعل بسرعة ويفرح بسرعة».
من الفقر إلى الشهرة صداقة أقوى من الموت
يحكى معتز ولى الدين عن بداية صداقة شقيقه علاء ورفاق جيله محمد هنيدى وعلاء مرسى وأشرف عبدالباقى وصلاح عبدالله ومحمد الصاوى وغيرهم قائلا: «اتقابلوا لأول مرة فى كافتيريا معهد الفنون المسرحية وهما بيقدموا، والغريب إنهم فى أول مقابلة استتقلوا دم بعض، لكن تكونت صداقة قوية بينهم فيما بعد، وتبادلوا التليفونات وكانوا بيتقابلوا فى المسارح والتليفزيون أثناء محاولاتهم دخول المجال وبيساعدوا بعض». وأضاف: «اللى شغل علاء فى فيلم أيام الغضب الفنان محمد الصاوى عندما رشحه لنور الشريف».
يشعر شقيق علاء ولى الدين بالامتنان والتقدير لجيل شقيقه الراحل: «الجيل ده أصدق جيل فى الوسط الفنى، بيحبوا بعض ويخافوا على بعض وماحدش يقدر يوقع بينهم، أكلوا فول وطعمية على الأرصفة، واشتروا سجاير فرط، تعبوا معا ونجحوا معا». «علاء كان بيتعب كتير ويدخل المستشفى وكل الفنانين من أول عادل إمام وحتى الريجيسير كانوا واقفين جنبه، و كان الزعيم صديقا لوالدى وعندما وجد علاء موهوبا فى التمثيل ساعده فى الكثير من الأدوار التى ساهمت فى نجوميته، وعندما توفى بكى وقال علاء اتولد على إيدى ومات على إيدى».
يشير معتز ولى الدين إلى أن نقطة الانطلاق والنجاح الفنى فى حياة شقيقه بدأت مع فيلم الإرهاب والكباب: «الشغل مع عادل إمام فرق معاه كتير، ومعظم نجوم جيله ساهم عملهم مع الزعيم فى نجوميتهم».
ويؤكد أن النقلة التى حدثت فى السينما بسبب فيلم إسماعيلية رايح جاى وما حققه من نجاح وإيرادات أكسبت هذا الجيل مزيدا من الثقة والنجومية، وقدم علاء ولى الدين فيلمى «عبود على الحدود، والناظر»، وأحمد آدم «ولا فى النية»، وأشرف عبدالباقى «أشيك واد فى روكسى»، وهنيدى «همام فى أمستردام» وتوالت النجاحات. «لم يكن علاء يتوقع كل هذا النجاح، وبدأت ظروفنا تتحسن ماديا ومعنويا».. هكذا أوضح معتز ولى الدين تأثير نجاحات شقيقه الأكبر على الأسرة»، مؤكدا حبه وقربه الشديد لزملائه: «كانوا مسمينه عمدة الفنانين ودايما يجتمعوا عنده».
يتحدث شقيق الفنان الراحل علاء ولى الدين عن حياته العاطفية قائلا: «علاء ارتبط أكثر من مرة من الوسط الفنى ومن خارجه لكنها علاقات لم تكتمل، وأمى كان نفسها تجوزه».
أم الناظر وأم علاء
يشير إلى أن علاء تأثر بشدة بوالدته وخاصة أثناء أداء شخصية جواهر الأم فى فيلم الناظر صلاح الدين: «قلد لبسها وجلستها وطريقة كلامها لذلك صدقه الناس، وعندما دخل الأستاذ فؤاد المهندس فيلم الناظر مع المخرج شريف عرفة قال له كلنا عملنا أدوار ستات، لكن انت مامثلتش ست، انت لبست شخصية الست».
وأضاف: «والدتى كانت مبسوطة بالدور لأن علاء أخد من كلامها وحركاتها، ومنها مشهد الريموت، حيث قال علاء للمخرج أمى كانت بتخبى الريموت فى صدرها بسبب خناقتنا عليه وأنا هاحطه فى صدرى، وكان يبتكر فى الأدوار ويضع إيفيهات، ومنها هاتقولهملى نيللى نيللى، وكله ضرب ضرب، وواكلة كرنب وهابهدلك».
يؤكد معتز ولى الدين أن شقيقه كان يرفض أى دور به إسفاف، حتى فى بداياته، مشيرا إلى أن شقيقه وجيله لم يقدموا أعمالا تخدش الحياء بعكس مانراه حاليا. ويشير إلى أنه لم ير دموع شقيقه علاء: «علاء كان قوى، حتى عندما يحزن كان بيكتم فى نفسه حتى لا نلاحظ حزنه، لكنى كثيرا كنت أرى الكسرة فى عينيه بسبب الحروب التى تعرض لها، لأنه اتحارب قبل وبعد النجومية وحتى بعد وفاته من الصحافة وبعض المنتجين». «المنتج اللى كان علاء بيرفض العمل معه كان بيحاربه فى السوق، والصحافة حاولت الإيقاع بينه وبين أصدقائه وخاصة هنيدى ولكنها فشلت، فعلاء وهنيدى لم يفارقا بعضهما ولم يتأثرا بمحاولات الوقيعة».
الملاك يواجه الحروب والمشانق
ينفعل شقيق علاء ولى الدين قائلا: «الصحفيين علقوا المشانق لعلاء علشان فيلم ابن عز لم يحقق نفس نجاح فيلم الناظر لأسباب إنتاجية خارجة عن إرادته، وكتبوا إنه لازم يبطل تمثيل، وكانوا بيشتموه وهو فى البرازيل بيمثل آخر أدواره فى فيلم «عربى تعريفة». يصرخ الشقيق الأصغر قائلا: «علاء مات حسرة من كتر الهجوم الصحفى غير المبرر عليه، وبعد موته اللى شتموه بكوه بدموع التماسيح، حتى أن الفنان أحمد السقا انفعل عليهم فى المستشفى أثناء تجهيزعلاء للدفن، أهه مات وريحهم، حتى أن بعض الصحفيين لم يراعوا حرمة الموت وانتقدوه بعد وفاته». يؤكد معتز ولى الدين أنه رغم نجاح فيلم الناظر وإعجاب الجمهور والنقاد به حتى أن الرئيس مبارك طلب مشاهدة الفيلم فى عرض خاص حضره علاء ولى الدين، إلا أن بعض الأقلام الصحفية انطلقت لمهاجمة علاء ومنها من وصفه بأنه ناظر السفالة والبذاءة: «علاء كان يرى هذه العناوين ويقول حسبى الله ونعم الوكيل وكان يتأثر بهذا الهجوم، ويسأل نفسه أناعملت إيه علشان يشتمونى، ومنعنى أرفع قضايا سب وقذف على اللى شتموه».
يؤكد شقيق الفنان الراحل علاء أن هذا الهجوم، ربما كان أحد أسباب دخوله المتكرر للمستشفى، وكان يصاب كثيرا بغيبوبة سكر»
«علاء لم يتم تكريمه فى مصر وهو على قيد الحياة، كان بيتشتم بس، ولكن تم تكريمه فى مونتريال، بعد حصوله على جائزة أحسن فيلم عربى كوميدى عن فيلم الناظر، والمجلات الكندية كتبت عنه وفى اليوم الذى سافر فيه لاستلام الجائزة نشرت إحدى الصحف مقالا يهاجمه».
«كانت أكبر فرحة دخلت قلب علاء عندما أنجب أخى خالد ابنه يوسف بعد 7 سنوات من زواجه ولكن توفى علاء بعد ميلاد يوسف بـ6 شهور».
ويكشف معتز ولى الدين أن شقيقه كان يحلم بأداء دور تاريخى وتحديدا تجسيد شخصية محمد على باشا، لأنها شخصية ثرية ومليئة بالدراما.
الملاك الصوفى يشعر باقتراب الموت.. ويعطر ثراه
يتحدث الشقيق الأصغر عن أواخر أيام حياة شقيقه الفنان الراحل علاء ولى الدين قائلا: «كان دايما عنده إحساس إنه هيموت بدرى، وقبل سفره الأخير إلى البرازيل ذهب لأداء العمرة وأحضر معه عطر ومسك للغسل وأعطاه لأخى خالد وقال له لما أموت غسلونى بيه».
«علاء كان متدين وصوفى ويعشق آل البيت ويزور الأولياء الصالحين متخفيا حتى لا يتجمهر حوله الناس، وعمل أكتر من عمرة واصطحب أمى معه، وكان له ورد يومى لا ينام إلا بعد أن يقرأه حتى فى أشد فترات انشغاله و حتى فى أوقات التعب كان دائما مبتسما». يشير إلى سبحة شقيقه قائلا: «كان متعود يردد ألف صلاة على النبى على هذه السبحة كل ليلة»
يحكى عن وفاة شقيقه الراحل متأثرا ومحاولا البعد عن التفاصيل: «لم تكن هناك مقدمات تشير إلى أنه يوشك على الموت، رجع ليلة عيد الأضحى من البرازيل بعد تصوير 18 دقيقة من الفيلم، وصلى الفجر والعيد، وبعد ذبح الأضحية دخل ينام، وبعد دقائق اكتشفنا وفاته».
يؤكد معتز ولى الدين تأثر أصدقاء علاء وكل الوسط الفنى بوفاته، ووفائهم لأسرته: «زملاؤه أصيبوا بحالة انهيار تام ويشعرون بفقدانه حتى الأن وكانوا يحرصون على زيارة أمى حتى وفاتها، ولازالوا يتواصلون معى، ومنهم حلمى وهنيدى ويسرا وكريم عبدالعزيز وحنان ترك وعلاء مرسى وصلاح عبدالله وأشرف عبدالباقى، الذى كان آخر من تحدث معه تليفونيا قبل وفاته، ورغم أن أحمد رزق لم يكن من جيل علاء ولم يتعامل معه إلا فترة قصيرة، إلا أنه لم يترك أمى بعد وفاة علاء وكان يزورها باستمرار حتى وفاتها فى 2010».
يشير معتز ولى الدين إلى أنه تلقى عرضا لاستكمال دور شقيقه علاء فى فيلم عربى تعريفة نظرا للتشابه بينهما ولكنه رفض، مؤكدا أنه لا يمتلك موهبة علاء فى التمثيل». يتحدث بحزن عن حياة الأسرة بعد وفاة علاء قائلا: «أنا ماعنديش أسرة، بعد علاء، توفى شقيقى خالد وزوجته فى حادث سيارة أثناء سفرهما للغردقة ونجا من الحادث ابنهما يوسف، وبعدهما توفيت والدتى».
وينهى حديثه قائلا: «علاء كان نفسه يعمل حاجات كتير، يتزوج وينجب ويستمر فى الفن ويضحك الناس، وأناعايش على حسه وحب الناس له سواء الجيران أو أصدقائه الفنانين».
فيما يحكى إسماعيل ولى الدين ابن عم علاء عن التفاصيل التى لم يستكملها شقيقه قائلا: «فى آخر عمرة قام بها علاء قبل سفره الأخير إلى البرازيل أحضر حقيبة بها تراب من البقيع، ومسك، وأعطاها لشقيقه خالد فى وجودى أنا ومحمد هنيدى وقال: الشنطة دى افتحوها يوم وفاتى، حطوا التراب تحت راسى وغسلونى بالمسك، وبالفعل هنيدى نزل القبر أثناء دفن علاء لتنفيذ الوصية».
ويكمل: «علاء اشترى مدفن قبل وفاته بـ6 شهور وكان كل جمعة يأخذنا لنقرأ القرآن، وذهب آخر مرة قبل وفاته بعشرين يوما، ووضع يده على الرمل وقال ياااه لما الواحد يرتاح هنا، لما أموت حطونى هنا واعملوا كذا وكذا».
ويكشف ابن عم علاء ولى الدين أنه كان ينوى أن يصطحب والدته بعد الانتهاء من تصوير فيلم عربى تعريفة للإقامة الدائمة فى مكة.
يحكى ابن العم عن ذكرياته مع الفنان الراحل قائلا: «كان كبير عيلة ومشهور بكرمه، وكان يحرص على زيارة قريته بالمنيا، يرتدى الجلابية والعباية ويذهب إلى أكثر المناطق فقرا لمساعدة أهلها».
وأضاف: «ذهبت له أثناء عرض مسرحية ألاباندا، فسألنى: انت صليت، فقلت سأصلى بعد أن أذهب للبيت، فأشار إلى سجادة الصلاة المفروشة فى غرفته وقال: أنا فارش السجادة فى بيت الشيطان، وباعمل الورد بتاعى فى وسط اللى انت شايفه، انت لازم تبقى جاهز وتحضر شنطتك اللى هتسافر بيها فوق فى وقت ماتعرفهوش».
يحكى تفاصيل وفاته قائلا: علاء كبر تكبيرات العيد فى البرازيل وقال لى أنا كبرت وذكرت اسم الله فى حتة ماسمعتش صوت أذان قبل كده، وبعد وصوله للقاهرة فجر عيد الأضحى قال له أخوه خالد: أنا جهزت لك شقة الزوجية، فرد علاء قائلا: تعبت نفسك ليه أنا عارف مش هادخلها، وكلمنى فذهبت إليه ووجدته على السطوح، دبح وكان طبيعى جدا وبيهزر ويقول إيفيهات وقاللى تعالى هنا يا إسماعيل الخروف ما بيتاكلش صاحى، وبعدها أخدت أنا وأخوه خالد شنط اللحم لتوزيعها، وقال علاء لوالدته: أنا هادخل أنام ولما ييجى إسماعيل وخالد هاقوم أعمل السنة وناكل الفتة».
يشير إسماعيل ولى الدين إلى أنه لم يمر سوى دقائق معدودة بعد نزوله مع خالد شقيق علاء حتى اتصل بهم معتز وهو يصرخ: تعالوا بسرعة علاء مات: «رجعنا لقيناه وقع على الأرض بمجرد دخول غرفته والطبيب قال إنه أصيب بسكتة دماغية».
«كان جايب شنطة سفر كبيرة بها هدايا لكل أصدقائه وزعناها بعد وفاته، وكذلك مبلغ 400 ألف جنيه عربون الفيلم تمت إعادتها لشريف عرفة».
يصف ابن العم حياة والدة علاء بعد وفاته قائلا: «والدته فقدت الحياة من بعده، وظلت حتى وفاتها تجهز الغداء وتناديه».
يتحدث ابن العم إلى المأساة الثانية التى عاشتها أسرة علاء وخاصة والدته بوفاة شقيقه خالد وزوجته فى حادث و كان معهما ابنهما يوسف الذى سمع والده ينطق الشهادة قبل موته.
يشير ابن عم علاء ولى الدين إلى أن أحد الصحفيين كتب أن عائلة علاء ولى الدين تموت فى سن الأربعين وهو ما تسبب فى ضغوط نفسية على شقيقه معتز مؤكدا أن لهم جدا عاش حتى أتم 103 سنوات.
دخلت الأم المستشفى وتدهورت صحتها بسبب مضاعفات السكر، فضلا عن إصابتها بالسرطان ودخلت فى غيبوبة، كما يشير إسماعيل ولى الدين: «ظلت تنادى على علاء قبل وفاتها و كانت تنظر إلى تليفزيون المستشفى وتقول علاء بيتجوز قدامى أهه، وتوفيت بعد وفاة ابنها خالد بفترة قصيرة».
1 (4)
1 (5)
1 (6)
1 (7)
1 (14)
1 (16)
1 (17)
1 (22)
1 (23)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة