تحت عنوان «الصين وأفريقيا.. نحو مجتمع أقوى ذى مستقبل مشترك عن طريق التعاون المربح للجميع»، تنطلق اليوم الاثنين، قمة منتدى «الصين- أفريقيا» بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى، إلى جانب أكثر من ألف ممثل أفريقى عن أكثر من 600 شركة ومجموعة أعمال ومؤسسة بحثية.
على صعيد متصل قال السفير بسام راضى، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس السيسى سوف يشهد التوقيع على عقود مع شركات صينية لتنفيذ مشروعات تنموية مختلفة مع مصر بقيمة استثمارية إجمالية حوالى 18.3 مليار دولار.
تشهد الفعاليات أيضا انعقاد مؤتمر مديرى الأعمال الصينيين والأفريقيين، كما يستمر المؤتمر السادس منذ 2003 المعروف رسميا باسم الحوار رفيع المستوى بين القادة وممثلى الأعمال الصينيين والأفارقة خلال يومى الاثنين والثلاثاء، فى إطار سلسلة من المؤتمرات فى إطار قمة بكين 2018 لمنتدى التعاون الصينى- الأفريقى، وبلغ عدد الممثلين الأفارقة 1069 شخصًا يمثلون أكثر من نصف العدد الإجمالى للمشاركين، وأرسلت الدول الأفريقية الـ53 التى تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين ممثلين عنها للمشاركة فى المؤتمر، كما تشارك 67 شركة على قائمة فورتشين 500، بالإضافة إلى شركات صغيرة ومتوسطة تغطى القطاعات التقليدية كالطاقة والمالية والزراعة والتصنيع والبنية الأساسية وصناعات ناشئة منها الإنترنت والتجارة الإلكترونية.
والتقى الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس الأحد، مع رئيس الوزراء الصينى «لى كيه تشيانج»، فى دار ضيافة الدولة، بحضور عدد من أعضاء الوفد المصرى المرافق للرئيس، وتناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية فى كل المجالات والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وكان الرئيس السيسى قد وصل صباح السبت الماضى إلى العاصمة الصينية بكين، فى زيارة تستمر 4 أيام بدعوة من الرئيس الصينى شى جين بينج للمشاركة فى منتدى الصين افريقيا الذى سيعقد يومى 3 و4 سبتمبر الجارى.
ويعد المنتدى الصينى الأفريقى «فوكاك» من أهم الفعاليات الاقتصادية والسياسية التى تعكس الاهتمام الصينى بالقارة الأفريقية، وتهدف إلى تكثيف ودفع العلاقات الصينية مع الدول الأفريقية، ويتولى الرئيس الصينى شى جين بينج رئاسة هذا المنتدى، الذى يركز هذا العام على مجموعة من المحاور والأهداف، منها الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية بين الصين وأفريقيا إلى مستوى أعلى، وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين من أجل تقوية علاقات الجانبين، فضلا عن التعاون وضخ زخم قوى فى تنمية العلاقات الثنائية فى الفترة المقبلة، وترسم القمة مسار تنمية العلاقات المستقبلية وبناء مجتمع قوى ذى مستقبل مشترك بين الصين والدول الأفريقية، وتحقيق تعاون متبادل النفع وتنمية مشتركة، والتنسيق بين مبادرة الحزام والطريق وأجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة وأجندة الاتحاد الأفريقى 2063 واستراتيجيات التنمية الخاصة بدول أفريقية.
وترتكز القمة على وضع المزيد من التدابير الهادفة والفعالة فى تنظيم الموارد الطبيعية الأفريقية، وحصص السكان وإمكانيات السوق مع الاستثمارات والمعدات والتكنولوجيا الصينية، حتى يصبح تعاونهم موجها للسوق بدلا من أن تقوده الحكومة، إلى جانب التوسع فى قدرة الإنتاج من تجارة السلع والقيام بالمزيد من الاستثمارات بدلا من مشروعات يتم التعاقد عليها.
ومن المقرر أن تعزز القمة التعاون «الجنوبى الجنوبى»، ودعم التعاون الجديد بين الدول النامية، والحصول على دعم دولى قوى لجهودهم، فضلا عن تأكيد الصين والقادة الأفارقة خلال المنتدى على أهمية تعزيز الصداقة بينهما، ومناقشة خطط التعاون، ووضع خارطة طريق للمستقبل لتعميق صداقتهم وتعاونهم لمواجهة التحديات العالمية سويا، بالإضافة إلى الدعوة لإقامة مجتمع أقوى بمصير مشترك بين الصين وأفريقيا، ووجهت الصين الدعوة لزعماء الدول الأعضاء بالمنتدى للمشاركة بالقمة، كما سيشارك ممثلو منظمات إقليمية وأفريقية ومنظمات دولية فى الأنشطة ذات الصلة.
وتركز قمة بكين 2018 لمنتدى التعاون «الصين- أفريقيا» على سبل وضع مخطط متكامل من أجل إقامة علاقات أوثق بين الطرفين، والدمج بين الاستراتيجية التنموية للجانبين وتنسيق السياسات فى إطار مبادرة «الحزام والطريق» وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وأجندة الاتحاد الأفريقى 2063.
وترتكز العلاقات الصينية الأفريقية، على أسس سياسية واقتصادية أوسع وأعمق من المفهوم الضيق للاستحواذ الصينى على الموارد الطبيعية، خاصة فى ظل تداخل عوامل داخلية وخارجية صينية كان لها دور مهم فى تشكيل السياسة الخارجية الصينية تجاه أفريقيا، ويعمل منتدى التعاون الصينى الأفريقى «فوكاك» كنموذج للتعاون بين الجنوب منذ تأسيسه فى عام 2000، وسيظل بمثابة منصة مهمة لبناء مجتمع المصير المشترك بين البشرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة