"غربة الأزواج" تشعل قضايا الخلع بمحكمة الأسرة.. منى: يتغيب أكثر من عامين وأخاف ألا أقيم حدود الله.. سامية: غيابه حرمنى من الأمومة.. وفاء: انقطعت أخباره منذ 10 سنوات.. وزوج يرفع قضية زنا على زوجته لطلبها الخلع

الإثنين، 03 سبتمبر 2018 05:00 م
"غربة الأزواج" تشعل قضايا الخلع بمحكمة الأسرة.. منى: يتغيب أكثر من عامين وأخاف ألا أقيم حدود الله.. سامية: غيابه حرمنى من الأمومة.. وفاء: انقطعت أخباره منذ 10 سنوات.. وزوج يرفع قضية زنا على زوجته لطلبها الخلع محكمة الأسرة
أسيوط – ضحا صالح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصبحت "غربة الأزواج" عن الزوجات وغيابهم عن المنازل بهدف الحصول على لقمة العيش، شبح يهدد الكيان الأسرى خاصة بعد انتشر فى الآونة الأخيرة حالات الطلاق بسبب هجر الزوج للزوجة على الرغم من سفر الأزواج بهدف توفير عيشة كريمة للزوجة والأبناء.
 
حالات طلاق متعددة شهدتها القاعات السرية بمحكمة الأسرة باسيوط، ومكاتب فض المنازعات بين الأزواج بطلها الأول جملة واحدة "مسافر ليه سنين ونسى أولاده والفلوس مش كل حاجة".
 

اشترطت عدم السفر

أمام مستشار محكمة الأسرة بإحدى القاعات وقفت "منى، أ، ص" صاحبة الـ40 عامًا تطالب فى دعواها التى حملت رقم 576 لسنة 2018 بالخلع من زوجها، وقالت منى فى حيثيات الدعوى إنها تزوجت منذ 15 عام بزوجها "ف، ف" والذى كان يكبرها بـ10 أعوام، وكانت تعلم عمله فى الخليج قبل أن يتقدم لخطبتها، واشترطت عليه عدم السفر بعد الزواج لأنه ميسور الحال، ووافق هو على أن يقيم مشروع بعد الزواج يضمن منه رزق يومى ويغنيه عن السفر للخارج، ولكنها فوجئت بعد الزواج أنه يستعد للسفر مرة أخرى إلى الخليج، الأمر الذى أثار مشكلات عديدة بينهما ولكنها كانت قد حملت فى طفلها الأول فوعدها بإحضارها وابنها بعد الولادة إلى دولة الخليج التى يعمل بها.
 
وتابعت: "مرت سنوات، ولم يحدث الوعد المنتظر التحقيق، ومرت السنوات سنة تلو الأخرى حتى أنجبت منى الطفل الثانى، ولم يتغير الأمر"
 
وأضافت "منى" أن الأمر وصل معها للحلقوم فأصبحت لا تطيق الغربة ولا بعده خاصة بعد دخول الابناء المدارس وتحمل المسئولية وحدها فى كل شيء من مدارس للدروس خصوصية.
 

الأموال لا تغنى عن وجود الزوج

 
وأضافت منى أنها لا تنكر أن مستوى المعيشة الذى وفره لها ولأبنائها كان فوق الممتاز ولكن هذا لا يغنى عن وجوده معهم، مؤكدة أنها خافت الفتنة وخافت ألا تقيم حدود الله خاصة وأنه يغيب أكثر من عامين فى السفرية الواحدة الأمر الذى ترك بصمة فى نفسية ابناؤه بالاستغناء عنه وعدم الاكتراث بوجوده.
 
وفى الوقت الذى أعلنت فيه منى خلع زوجها بسبب الغياب والسفر لأنها تخاف ألا تقيم حدود الله، اقامت "سامية، ح،ج" قبطية قضية خلع فى محكمة الأسرة تحمل رقم 216 /2108 بسبب تغيب زوجها فى دولة الكويت لأكثر من 10 سنوات لم ينزل خلالها سوى إجازتين فقط.
 
 

قصة سامية ومعاناة مع الغربة


وقالت سامية إنها تزوجت منذ 10 سنوات وبعدها سافر زوجها إلى دولة الكويت ولم يرسل طلب لسفرها مثلما وعدها قبل الزواج، ونزل أول إجازة بعد أربع سنوات من الزواج بعد أن تدخلت الكنيسة، ومكث فترة إجازة 15 يومًا وبعدها سافر مرة أخرى ولم ينزل إجازة تالية إلا بعد 4 أعوام أخرى وبعد ضغط شديد من أسرته.
 
وتابعت: "ما زاد الأمر سوءا ما نما إلى علمها بزواجه بأجنبية فى الخارج على الرغم من عدم تأكدها من هذا الأمر، ولكنه أثار قلقها، الأمر الذى دعاها إلى مطالبته بالنزول بشكل نهائى أو طلبها للسفر لمرافقته إلا أنه لم يستجب لأيا من الطلبين بالإضافة إلى تسببه فى حرمانها من الأطفال والأمومة بسبب غيابه، نظرًا لعدم وجود أى عائق لديها فى الحمل سوى غيابه".
 
وبعد مضى أكثر من عامين على مطالبتها بنزوله وتدخل الكنيسة هددته برفع قضية خلع أعلنت فيها الأسباب السابقة بشهادة الشهود سواء كانت غيابه أو تعرضها للمضايقات من الجيران بسبب سفره بالإضافة إلى تسببه فى حرمانها من الأمومة، وكانت تلك أسباب كافية لمستشارى محكمة الأسرة بالموافقة على الخلع.
 

حكم تطليق بسبب غريب

وفى قضية جديدة لغربة الأزواج قضت محكمة الاسرة بتطليق زوجة من زوجها بسبب الموت الحكمى ومعناه القضائى تطليق الزوجة بسبب تغيب الزوج لأكثر من 4 سنوات وانقطاع الاتصال عنها نهائيا بالإضافة لعدم نزوله إجازة.
 
وقالت "وفاء، م،خ" 40 سنة ان زوجها سافر لإحدى دول الخليج منذ ما يقرب من 15 عامًا وبعد 5 أعوام من سفره الذى كان ينزل إجازة فيه كل عام، انقطعت أخباره منذ 10 سنوات تمامًا وأصبحت لا تعلم عنه أى شىء ولا حتى إرسال مصروف لأبنائه الثلاثة الأمر الذى دعاها إلى انفاق "تحويشة العمر" بحثًا عنه وعن أخباره ولكن دون جدوى.
 
واستندت محكمة الأسرة فى القضية رقم 231 / 2016 إلى التحريات التى استمرت لأكثر من عامين أثبتت الزوجة خلالها تغيب الزوج تماما عن المنزل لأكثر من 10 أعوام وعدم إرساله مصروفات لأبنائه الأمر الذى أصبح حملاً ثقيلًا على حد قولها وتحملت خلال هذه الفترة مسئولية كاملة بمفردها بالإضافة إلى تعرضها للمضايقات والتحرش أكثر من مرة بسبب معرفة الجميع تغيب زوجها لفترة كبيرة.
 
 

وفاء تخاف الفتنة


وقالت وفاء إنها خافت على نفسها الفتنة، وإنها لا تعلم أى شيء عنه، بالإضافة إلى أن أبناءه اعتبروه فى حكم الميت بعد أن تحملت هى المسئولية كاملة وحدها، وحكمت المحكمة بالحكم بالتطليق.
 
وفى واقعة غريبة شهدتها محكمة الأسرة كانت تبادل الاتهامات بين الزوجين، بعد أن أقامت "هدي،م،ك" دعوى خلع ضد زوجها "ك،م،س" حملت رقم 120/2108 فى الوقت الذ اقام هو دعوى زنا ضدها حملت رقم 67 لنفس العام.
 
بدأت القصة بتكرار سفر الزوج بسبب عمله بإحدى الدول الأجنبية، لشراء مستلزمات للتجارة وطبقًا لرواية الزوجة زادت فترات السفر بعد ان كانت لا تزيد المدة عن أسبوع وأصبح الزوج يتغيب فترات طويلة تمتد لأشهر الأمر الذى أثار حفيظة الزوجة وغضبها.
 
وتتابع: "كلما تحدثت إليه عن كثرة سفره وتركى بمفردى يقول (عشان أجبلك هدايا)، وكان الرد دائما أنا لا احتاج سوى وجودك معى، خاصة وأنهما لم يرزقهما الله بالأطفال".
 

محاولات الإقناع بعدم السفر

وأضافت هدى أنها حاولت اقناعه كثيرًا بعدم السفر لأنها تتعرض للكثير من المضايقات، وأصبحت لا تجد عذرًا لغيابه المتكرر عن المنزل حتى تعرضت لواقعة سرقه وهى بمفردها بالمنزل، ووجودها فى منطقة شبه خالية من السكان، وحينما لم يستجب الزوج وزاد عليها الخناق أقامت دعوى خلع ضده وكانت فقط بقصد إجباره على الاستقرار وعدم السفر، ولكنها فوجئت بأنه يقيم ضدها دعوى زنها وأنها خانته اثناء غيابه وان واقعة السرقة السالف ذكره شهد الجيران بأن السارق الذى تم ضبطه كان يتردد على المنزل ليلا وأن الجيران سمعوا خلاف فى هذا اليوم بينهما وبعدها صرخت معلنة وجود حرامى بالمنزل.
 
من جانبها، قالت منى حسين، المحامية لدى محاكم الأسرة أن عدد قضايا الطلاق والخلع الخاص بتغيب الأزواج أمر مزعج وأصبح شبح يهدد البيوت المصرية والاستقرار الأسرى، خاصة وأن أغلب الأزواج يسافرون للخارج ويتناسون أن ورائهم أسرة وزوجة وأبناء ويكتفون فقط بإرسال مبالغ مادية لهم شهريًا أو كل فترة على اعتبار إنها حجة كافية للتغيب ولكن الزوجة والابناء يكونون فى احتياج نفسى وعاطفى أهم من الغربة لأجل المال.
 
 

حالات الطلاق السنوية بسبب غياب الأزواج

وأشارت  إلى أن عدد حالات الطلاق والخلع بسبب تغيب الزوج وتبادل الاتهامات بين الزوجين يصل إلى 100 حالة سنويًا إن لم يكن الأمر فى حالة تزايد، مضيفة أنه فى حالة غياب الزوج بشكل متقطع يجوز للزوجة إقامة دعوى خلع، وفى حالة الأقباط أيضا يجوز الخلع بسبب غياب الزوج وبعد جمع التحريات الكافية.
 
وأكدت أن التطليق لا يجوز إلا بموت حكمى، وهو تغيب الزوج عن الزوجة بشكل كامل وانقطاع الأخبار عنه تمامًا، ولا يتم ذلك إلا بإثباته من خلال التحريات بعد إقامة الدعوى. 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة