انتهت النيابة العامة من إعداد ملف التحقيقات فى القضية المعروفة إعلاميًا بقضية طفلى "ميت سلسيل"، والمتهم فيها "محمود نظمى" 33 عامًا بقتل طفليه "محمد وريان"، والتى احالها النائب العام إلى المحاكمة الجنائية العاجلة، ومن المقرر تسليمه إلى محكمة استئناف المنصورة.
وفى اعترفات مسجلة جديدة، روى الأب المتهم "محمود نظمى" تفاصيل قتل الطفلين، والدوافع التى قادته لإرتكاب تلك الجريمة، حيث قال أنه كان يعانى من أزمة نفسية سيئة واكتئاب حاد قبل تنفيذ الجريمة بأسبوع، ولم يكن يعلم أسباب محددة لذلك المرض الذى أصيب به بشكل مفاجئ، وهو ما دفعه للتفكير فى التخلص من الطفلين.
وتابع "نظمى" فى اعترافاته المسجلة التى أدلى بها أمام الجهات المختصة، أنه قبل الواقعة بعدة أيام شرع فى بيع قطعة أرض مملوكة له بالمحافظة، ولكن البعض أقنعه بعدم بيعها، وطلبوا منه تركها لأبنائه حتى تكون أرثًا لهم، مؤكدًا انه فى تلك الفترة زادت حدة الاكتئاب وقرر الابتعاد والتزام الوحدة، والانعزال التام عن الأصدقاء والأهل.
وعن الأسباب التى دفعته لقتل طفليه، قال "نظمى"، أنه رأى ضرورة إبعاد الأطفال عن الحياة، معتقدًا أنهم حينما يشبوا سوف يواجهون مشاكل كبيرة فى الحياة ومصاعب، ورأى انهم إذا ماتوا وهم صغارًا سيدخلون الجنة.
وعن اليوم الذى شهد الجريمة، قال "نظمى" أن زوجته طلبت منه أخذ الأطفال والذهاب بهم إلى أقاربهم ليعيدوا عليهم، وانه بالفعل اصطحب الأطفال وتوجه عند إلى أحد أقاربه وظل هناك لمدة 10 دقائق، بعدها اصطحب الأطفال وتوجه بهم إلى "العيد" وهى منطقة يحتفل فيها الأطفال، واشترى لهم "مسدسات أطفال".
وتابع المتهم فى اعترافاته، أنه اصطحب الأطفال إلى منطقة "البحر" واشترى لهم بلالين، وتعاطى حباية "ترامادول" مخدرة، بعدها ظل الأطفال يلعبون فى الملاهى، وفور انتهائهم من اللعب، اصطحبهم إلى السيارة، وتوجه نحو طريق المنصورة، بعدها استدار نحو طريق الإسكندرية، ومنها إلى طريق "فارسكور"، وهناك تخلص من الأطفالأ.
وأضاف المتهم، أنه قرر التخلص من الأطفال عن طريق إلقائهم فى البحر، لأنه لم يكن يستطيع التخلص منهم بأى طريقة أخرى، لأن كافة الطرق الأخرى كانت ستسبب له أزمة نفسية، فضلًا عن أن البحر هو المكان المناسب للتخلص منهم، وانه قام بحملهم وإلقائهم فيه.
وسرد المتهم تفصيليًا كيفية ارتكابه جريمة قتل الطفلين، حيث أكد أنه توقف بسيارته الخاصة بجوار نهر النيل، ثم قام بحمل نجله الأول ريان قائلا له "روح الجنة يا ريان" والقاه فى النيل ثم حمل نجله الأخر محمد وألقاه خلف شقيقه، مؤكدًا انهم لم يعترضوا عليه وكانوا فى حالة هدوء شديدة وغريبة، وفى تلك اللحظة كان هناك بعض الأشخاص يلتقطون صور سيلفى فى الاتجاه الأخر من النيل.
وأضاف المتهم، أنه عقب الجريمة حاول تضليل زوجته فقام بالاتصال بها وقال لها:"أنا مش لاقى الأولاد"، واتصل على صديقه شقيقه وطلب منهم البحث عن الأطفال، ثم أغلق الهاتف حتى لا يتلقى اى اتصالات، وفور وصوله إلى القرية التى يقطن بها، وجد الأهالى يبحثون عنه الأطفال وطلب منه أحد اصدقائه إبلاغ النجدة، وأنه بالفعل أخطر النجدة باختفاء الطفلين، وقال لهم:"لازم تبحثوا عنهم وأنا هكلم وزير الداخلية" .
وفى اعترافاته التى أدلى بها، أكد المتهم أنه يتعاطى المواد المخدرة ومن بينها الترمادول والحشيش والبانجو والأبتريل، وأنه يتعاطى الحشيش يوميا وينفق عليه من 100 جنيه لـ 150 جنيه، وذلك لفترة تجاوزت الـ5 سنوات.
وقال المتهم أنه يتمنى الحكم عليه بالإعدام، قائلًأ:"الإعدام هيبقى أخف حاجة عندى وأتمنى القاضى يدينى إعدام علشان أنا طول حياتى هفضل أفتكر الأطفال علشان أنا مجرم، ولو حد تأنى بيحكى اللى حصل هقول عليه كافر، لو اتحكم عليا 100 مرة مش كفاية، القاضى لو ربنا كرمنى وأدانى إعدام هرتاح".
فيما قالت مصادر قانونية، أنه من المقرر أن تتسلم محكمة استئناف المنصورة ملف القضية من النيابة العامة خلال الأسبوع الجارى؛ وذلك تمهيدًا لتحديد إحدى دوائر جنايات المنصورة لنظر القضية، وموعد لأولى الجلسات، ومن ثم اخطار المتهم بالدائرة موعد الجلسة؛ لمحاكمته فى الاتهامات المسندة إليه.
وتابع المصدر، أن النيابة العامة وجهت تهمتى القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وتعاطى المواد المخدرة للأب المتهم فى القضية، واستندت فى إعداد مذكرة الإحالة إلى 6 أدلة ثبوت رئيسية، وهى اعترفات المتهم وأقوال الشهود وكاميرات المراقبة ورصد المكالمات وتقريرى المعمل الكيماوى والطب الشرعى الخاص بتشريح جثامين الضحايا.
وتابع المصدر، أن المتهم أعترف خلال التحقيقات التى أجرتها النيابة العامة بقتله الطفلين، بسبب معاناته من حالة اكتئاب حاد، فضلًا عن رغبته فى تخليص الطفلين من مساوئ الحياة، فضلاً عن تخليصهما من عاره الذى سيلحقهما بسبب سوء سلوكه وتبديد ثروته وتفكيره فى ذلك قبل تنفيذه الجريمة بـ10 أيام كاملة، وأنه يوم الجريمة وجد أن الفرصة مواتية للتخلص منهما، فاصطحبهما معه إلى موقع الجريمة والقى بهما فى ترعة "فارسكو".
وتابع، أن قائمة أدلة الثبوت تضمنت أقوال الشهود والتى أكدت رؤيتهم للمتهم بصحبة الطفلين، فى مناطق متفرقة وعلى الطريق ما بين مركز المتهم "ميت سلسيل" وحتى "فارسكور"، وهو ما دعمته أيضًا كاميرات المراقبة المنتشرة بطول الطريق بين المنطقتين_منطقة اصطحاب الطفلين ومنطقة التخلص منهما، وتم إرفاق نتائج تفريغ الكاميرات بمذكرة الإحالة.
كما تضمنت قائمة أدلة الثبوت ونتائج تتبع المكالمة الهاتفية التى أجراها المتهم بزوجته عقب تخلصه من الطفلين، والتى أكدت أن المكالمة الهاتفية التى أجرها المتهم بزوجته عقب الجريمة لم تتم من قريته "ميت سلسيل" كما أدعى ولكن التقطتها شبكة قريبة من موقع الجريمة بـ"فارسكور".
وأشار إلى أن جهات التحقيق استندت إلى نتائج تحريات رجال المباحث حول الواقعة، والتى أكدت عدم اتزان المتهم ومعاناته من اللامبالاة وعدم تحمل المسئولية، فضلًا عن حديثه مع المقربين منه قبل الواقعة بأيام، عن رغبته فى التحرر من مسئولية الطفلين، إضافة إلى عدم استكمال الأب لمراسم دفن الطفلين.
وأختتم المصدر، أنه تم إرفاق نسخة من تقرير الطب الشرعى الخاص بتشريح جثامين الطفلين، والذى أكد أن وفاتهما حدثت نتيجة اسفكسيا الخنق، فضلًا عن تقرير المعمل الكيماوى والذى اثبت تعاطى المتهم لمادتى الترامادول والحشيش المخدرتين، وعليه وجهت للمتهم تهمة إضافية وهى "تعاطى المواد المخدرة"، بملف التحقيقات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة