أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، أنه رصد فى مؤشر الإرهاب الأسبوعى -الذى يهتم بتتبع العمليات الإرهابية ورصدها وإجراء تحليل لها، واستشراف مستقبل المناطق التى تشهد عمليات إرهابية- عدد (18) عملية إرهابية تم تنفيذها خلال الأسبوع الأخير من أغسطس استهدفت (9) دول فى مناطق مختلفة أوقعت (223) ما بين قتيل وجريح. الأمر الذى يؤشر على ارتفاع نسبى فى خريطة العمليات الإرهابية خلال فترة الرصد مقارنة بالأسبوع الثالث من نفس الشهر الذى رصدت فيه (13) عملية إرهابية.
وأوضح المرصد أن العراق جاءت فى صدارة الدول الأكثر تعرضًا للعمليات الإرهابية بواقع (8) عمليات إرهابية تبنَّى تنظيم داعش تنفيذها، ويأتى هذا النشاط للتنظيم فى أعقاب الخسائر التى مُنى بها التنظيم فى العراق فعام 2017، ويسعى التنظيم إلى صحوة مرة أخرى فى العراق، وأشار المرصد إلى أن نشاط التنظيم خلال فترة الرصد سعى إلى خلق الفوضى فى غرب العراق وخاصة فى مناطق (ديالى، كركوك، الموصل). كما أشار المرصد إلى غياب تنظيم داعش عن الساحة السورية خلال فترة الرصد تحت وطأة هجمات الجيش السورى ضد معاقل فلول التنظيم فى السويداء.
أشار المرصد أيضًا إلى تراجع حجم العمليات الإرهابية فى أفغانستان بالرغم من أنها تحتل المركز الثانى على قائمة المؤشر، حيث شهدت ثلاث هجمات تبناها تنظيم داعش وهو ما يمثل تراجعًا كبيرًا عن الأشهر والأسابيع الماضية، يأتى ذلك فى ظل تراجع نشاط حركة طالبان مع تزايد الحديث عن محاولات إجراء مفاوضات بين الحكومة الأفغانية والحركة، ومع سريان هدن وقف إطلاق النار.
وقال المرصد إن عددًا من الدول مثل (الصومال، اليمن، الفلبين، كينيا، بوركينا فاسو، مصر، نيجيريا) قد شهدت هجومًا واحدًا خلال فترة الرصد، وأكد على أن نجاح القوات المسلحة المصرية فى توجيه ضربات قاصمة للتنظيمات الإرهابية فى سيناء وإلحاق كثير من الضرر فى صفوفها وعدتها من خلال العملية الشاملة 2018 دفع التنظيم إلى محاولة إثبات وجوده بعد تراجع وغياب عملياته فى سيناء، وذلك بتنفيذ عمليات الهدف منها الرواج الإعلامى ومحاولة تخفيف الضغط عليها، ولكن يقظة قوات الأمن أفشلت مخططها فى محاولة الهجوم على أحد الكمائن بالطريق الساحلى لمدينة العريش مطلع الأسبوع.
تابع المرصد بأن حركة بوكو حرام ما زالت تمثل الجماعة الأخطر والأبشع فى أفريقيا؛ وذلك لتنامى قدراتها المادية والبشرية نتيجة أعمال الخطف وتجنيد النساء والأطفال والتوسع فى تنويع مصادر تمويلها، حيث نفذت الحركة الهجوم الأكثر ضررًا خلال الأسبوع ضد أحد القواعد العسكرية النيجيرية؛ مما أدى إلى وقوع ما يقارب من 50 قتيلًا وجريحًا فى صفوف الجيش النيجيرى.
اختتم المرصد تقريره بأن استمرار اعتماد الجماعات الإرهابية على تنويع أنماط واستراتيجيات تنفيذ العمليات فى ضوء قدراتها المادية وحجم الأسلحة التى تحصل عليها ووفقًا لطبيعة وحجم الاستقرار أو الصراع داخل بلدان نشاط تلك الجماعات؛ كل ذلك يستلزم تضافر الجهود المحلية والإقليمية فى مواجهة تمدد نشاط الجماعات الإرهابية خاصة تلك العابرة للحدود.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة